أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - المزاد الثقافي














المزيد.....

المزاد الثقافي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


الرفد المعرفي ليس مساهمة اجتماعية للإرث الحضاري للأمة وأنما هو مساهمات صفوات أبناءها لأن سمة الإبداع تقتصر على ذوات محددة من المجتمع، وتقع عليهم مسؤولية النهوض بمقومات الأمة ومنحها الدور المناسب في الحضارة الإنسانية. وبنفس الوقت لايمكن إسقاط المتطلبات الإبداعية والاهتمام بالمبدعين الذي يقدمه المجتمع لأبنائه من أجل بناء حضارته المعرفية وبالمحصلة يبقى هذا الجهد الذاتي للمبدعين هو الأساس في صناعة المعرفة.
ويمكن القول أن الانتماء للأمة يعني بكل المقاييس الانتماء لهويتها وأرثها ومساهمتها في الرفد الحضاري للإنسانية، والمبدعون هم البناة الأساس لهوية الأمة من خلال رفدهم المعرفي. وبالتالي فإن إبداع وثقافة الأمة لايخضع لأي مزاد مالي داخلي أو خارجي حيث لايمكن شراءه بالمال لأنه صانعاً للقيم العليا للمجتمع. والمبدع (المثقف) الذي يبيع نفسه ويؤجر قلمه، لاقيمة لنتاجه الثقافي لأنه نتاج مدفوع الآجر ومحدد المهام ويخدم توجهات أصحاب رأس المال ولا يصلح للرفد المعرفي للأمة.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن المال هو أرخص وسيلة لشراء قلوب الناس وألسنتهم وحناجرهم وعقولهم، هذه القلوب والألسن والحناجر والعقول هي رصيد كل من يطمح في السلطان والنفوذ".
الثقافة تمثل القيم العليا للمجتمع وهي المحددة لسُبل تقدمه وتأخره، فإن كانت ثقافة المجتمع موجهة من قبل السلطة تكون مهامها محددة وتسهم في تأخره. ويتوقف ذلك على المثقف ذاته فإن كان يعي مهامه ورسالته، تصدى لتوجهات السلطة واتخذ مساراً بعيداً عنها لخدم مصالح المجتمع، وأن كان انتهازياً سلك مسار السلطة وأصبح داعياً لتوجهاتها.
ولاتترك السلطات المستبدة المثقف وشأنه وتسعى بكافة السُبل للإيقاع به وتجيير إمكانياته لخدمة توجهاتها، والمثقف الرافض غالباً ما يتعرض للاضطهاد والعنف والتهميش والإقصاء بغرض إجباره على بيع نفسه وقلمه لها حتى لو بلغ من العمر أرذله!.
يرى ((خليل فاضل))"أن نفسية المثقف في كثير من أحوالها تتأصل وتتعشق وترتكز على علاقته بالسلطة من ناحية وبالبنى الاجتماعية من ناحية أخرى، فالسلطة في بلده أو خارجها تتحكم في أهوائه وتخلق منه انتهازياً أو تضطره لأن (يبيع) في أرذل العمر رخيصاً مع أنه كان يتمكن من البيع غالياً وهو في عنفوانه وشبابه للسلطة. ويكون لسانها وحصانها وتستفيد هي منه بأن يكون بوقها وكاتبها (حتى لو تم ذلك بشكل أنيق جداً، مستتر ومزين بالشعارات)".
وهناك شكل أخر للعرض في المزاد الثقافي حيث بيع المثقف نفسه حين يكون طموحاً بشكل غير مشروع وساعياً للجاه والمال لقاء نتاجه الثقافي، فيسعى لعرض خدماته على كافة السلطات ليستأجر بالمال أو يكافأ بالمركز الوظيفي ولاتهمه المهام والرسالة الثقافية. إنه يعرض بضاعته الثقافية في المزاد لمن يدفع له أكثر يكون خادمه وعبده، ولايبالي بتعارض مصالحه مع مصالح المجتمع أو الوطن!.
هذا الطموح غير المشروع للمثقف الذي يعاني من فقر إمكانياته ومهارته ونتاجه الإبداعي، توظفه السلطات الاستبدادية ليس من أجل خدمة توجهاتها حسب، بل من أجل استخدامه في التصدي للمثقفين الرافضين لها.
وقد حقق العديد من المثقفين طموحهم غير المشروع عبر هذا الاتجاه وعلى حساب أقرانهم من المثقفين الرافضين لنهج سلطة الاستبداد، لكن سرعان ما سقطوا في الحضيض بسقوط سلطة الاستبداد وأصبحوا ونتاجهم منبوذين ومحتقرين من المثقفين والمجتمع معا!.
يقول ((داج همرشولد))"أن ثمة علاقة سببية وعميقة بين قمة طموح الإنسان، وعمق سقوطه المحتمل".
إن سوق المزاد في أنظمة الاستبداد للبضائع الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الرخيصة يحقق ربحاً كبيراً للمثقف الدجال لكنه يخسر خسارة كبيرة بخسارة نظام الاستبداد للسلطة. وبخلافه ينال المبدع ونتاجه الإبداعي أسهم معرفية مربحة على طول مسيرة الحضارة الإنسانية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقف السلطة والحزب
- المثقف وسلطة الاستبداد
- الإبداع والحرية
- الثقافة والفكر الشمولي
- منظومات الوعي بين الماضي والحاضر
- التوظيف والاستخدام لمكونات اللغة
- اللغة والفكر
- دور اللغة في التواصل الحضاري
- المهام والسلطات الثقافية في المجتمع
- مساهمة الثقافة في الإرث الحضاري للأمة
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي
- نضوب الإبداع عند المبدع
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - المزاد الثقافي