أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الكاتب والمجتمع














المزيد.....

الكاتب والمجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


الكتابة هي خلق لمعرفة جديدة تكشف النقاب عن معضلات وأحداث وأسرار ومواقف تخص مصالح الإنسان والمجتمع، فمهمة الكاتب تحريض المجتمع على المطالبة بحقوقه من السلطات الحاكمة وتعريفه بالسُبل الناجعة لانتزاع الحقوق. وليس بالضرورة أن تكون مواقف الكاتب دائماً منسجمة مع مطالب وتطلعات المجتمع لأن المجتمعات الرازحة تحت براثن الجهل والتجهيل والفقر والأمية غالباً لاتعي مصالحها وتطلعاتها الحقيقية.
وتقع على نخب المجتمع من المثقفين المسؤولية الكاملة في إنقاذ المجتمع من تلك البراثن.....وقد يلجأ المجتمع لاستخدام العنف ضد نخبه للدفاع عن موروثه وقيمه السائدة التي تشكل في المحصلة (مقدساته!) التي لايجوز التعريض بها.
وقد دفع العديد من المثقفين حياتهم ثمناً لهذا التعارض أو تم التعريض بسمعتهم الشخصية، فهناك جبهة مضادة تقود فئات من المجتمع الجاهل وتعمل على تكريس الجهل والتجهيل في ذهنية أفراده بغية الحفاظ على مصالحها، فهي تمتلك شبكة من العلاقات مع بعض الفئات الاجتماعية الجاهلة بمصالحها وتعمل على تحريضها للتصدي للتوجهات الجديدة واللجوء إلى العنف والقتل لإجبار المثقفين على التخلي عن مهامهم الأساسية!.
يرى ((توفيق الحكيم))"أن الفنان لايتقيد بنظرة الناس إلى الأشياء....لأن الناس تضع نظارات مصنوعة سلفاً لكل أمور الدنيا، أما هو فينظر إلى الأشياء بعينه هو المجردة عن كل منظار صنع بيد غيره. فيرى بالضرورة غير الذي يراه الآخرون، إنه يبتدع منطقه كما يبتدع فنه فإذا أدهشت الناس تصرفاته رموه بالشذوذ".
ليس بالسهولة أن يتخلى المجتمع عن موروثه وقيمه السائدة والمعيقة لتطوره وتقدمه بسبب عدم وعيه بمصالحه وانصياعه لتوجهات محددة الأهداف تلبي مصالح المتنفذين والقابضين على إرادته. وهذا الأمر يدفعهم لرفض أي تغيير يطرأ على موروثهم وقيمهم السائدة ويجاهدون في سبيل الحفاظ عليها بعيداً عن التوجهات الجديدة الساعية لإحداث تغيير في نمط العلاقات والمصالح الاجتماعية السائدة لنمط يحقق منفعة أكبر لسائر فئات المجتمع، وبالتأكيد أنه يضر بشبكة علاقات ومصالح فئة متسلطة تتستر بالقيم والأعراف الموروثة تارة، وتارة أخرى بتوجهات دينية لحماية مصالحها الذاتية.
يقول ((أريك هوبسباون))"أن رفض الفهم هو شكل من أشكال الصراع الطبقي".
إن الكاتب الواعي لمهامه يجب أن لاتأسره نتائج الصراعات السياسية وتضارب المصالح بين السياسيين، وأنما البحث والكشف عن مسسبباتها الأساس لتعرية أهدافها غير المعلنة وعدم الانجرار وراء زيف الادعاء السياسي الساعي لافتعال الصراعات الاجتماعية وزج العامة من الناس فيه لتمرير مشاريع غير معلنة الأهداف تضر بمصالح المجتمع وتحقق منفعة ذاتية للسياسيين!.
والكاتب الحقيقي هو الذي يتحلى بالقدرة والوعي اللازمين لقراءة الواقع السياسي والاجتماعي بعين محايدة تكشف عن الأهداف غير المعلنة للسياسي ويسلط الضوء على مواضع الخلل في بنية المجتمع ويرشده لسُبل الحل للمعضلات التي تواجهه وتعترض سبيل تقدمه وتطوره.
يرى ((سارتر))"أن تكتب يعني أن تتصرف بطريقة ما، فتشير وتدل على الخطأ!. فهمة الكاتب إزاحة النقاب عما هو مستور ليضع المجتمع أمام مسؤولياتهم في المواجهة".
الكاتب الحقيقي، هو ضمير المجتمع والضمير غالباً ما يعترض على سلوك وممارسة الذات المتعارضة مع قيم الخير، فالذات تسيرها المصالح الآنية التي (في أغلب الأحيان) تضر بمصالح الآخرين. والضمير الحي هو الذي يقسر الذات على الانصياع لقيم الخير ونبذ الشر.
هذا التوجه القسري الذي يلزم المجتمع بالتوجهات الجديدة والمتعارضة مع التوجهات السائدة يعتبر أداة الكاتب وآلياته في الكتابة التي تعري الأهداف غير المعلنة للتوجهات السياسية وتكشف عن الخلل في بنية المجتمع وتعري حجم جهله وآليات تجهيله.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب
- ماهية الكتابة
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب


المزيد.....




- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الكاتب والمجتمع