أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الشاعر والسياسة














المزيد.....

الشاعر والسياسة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:02
المحور: المجتمع المدني
    


يعود تعدد أوجه التخصص في الشعر لاختلاف ميل وتوجهات الشعراء أنفسهم، فهناك من يختص نتاجه الشعري بالعاطفة أو الهجاء والذم، أو المديح أو السياسة والمجتمع.....ويفرض الاتجاهان الأخريان موقفاً على الشاعر مع أو ضد الحاكم وغالباً ما يكون شاعر السلطة منبوذ اجتماعياً وانتهازي يسخر موهبته للدفاع عن الطغاة لقاء الكسب المالي وعلى حساب المجتمع.
في حين أن الشاعر المناهض للحاكم بالضرورة تكون توجهاته متوافقة وتوجهات ومطالب المجتمع، وبالتالي فإنه يسخر إبداعه لخدمة الإنسان وينال لقاء ذلك السجن والتعذيب والإساءة وبالمقابل يحظى باحترام وتقدير أبناء شعبه.
إن طريق الرذيلة متاح أمام النفس الدنيئة الساعية أبداً وراء تحقيق مصالحها الخاصة وطريق الفضيلة لاتسلكه سوى النفس السوية المتعاطفة أبداً مع محيطها الاجتماعي، وهي مؤمنة بعدالة قضيتها وتوجهاتها بالرغم من أنها لاتحصد سوى العذابات لقاء مواقفها.
لاتقاس موهبة الشاعر فقط بآليات وتقنيات الشعر، وإنما بتوظيفها في خدمة الإنسان. وحين يكون هذا التوظيف ذاتياً ومتعارضاً مع الإنسان فإنه يلحق الأذى والضرر بالمجتمع، ويتوجب أن يجابه صاحبه بالاحتقار والنبذ الاجتماعي كونه خالف مهامه الأساس باعتباره مثقفاً يعكس مطالب المجتمع لا الطغاة الذين يحتكمون إلى العنف والاستبداد.
إن فعل القصيدة الشعرية في التحريض الاجتماعي ضد الحاكم، يفوق عشرات المرات فعل البيانات والمذكرات الحزبية ضد الحاكم. لذا تسعى معظم الكيانات الحزبية لاستمالة الشعراء وتجيير خطابهم السياسي لصالح مواقفها الحزبية، فهي تعي مدى التأثير العاطفي والوجداني الذي يتركه الشعر السياسي على الأفراد في المجتمعات المقهورة.
يعبر ((معروف الرصافي)) عن موقفه السياسي ضد الحكومة قائلاً:
"لـم تسـتفد إلا سـقوط وزارة.............وتأليف أخرى مثل تلك بلا فرق
ألم يبصروا للعدل غير طريقهم..............فإن طريـق العدل أوضح الطرق
ماذا عسى يجدي سـقوط وزارة............إذا لم تقم أخرى على العدل والصدق
ولكـن وراء السـتر كف خفية...........تزحزح من شاءت عن الأمر أو تبقي".
تعرض العديد من شعراء الكلمة الصادقة للسجن والتنكيل على مدى العصور نتيجة مواقفهم وتوجهاتهم المساندة لشعوبهم وبالمقابل فإنهم نالوا من التقدير والاحترام والمكانة الاجتماعية ما لم يناله شعراء السلطة بالرغم من النعيم والمال والمكانة والحظوة عند الحاكم.
ولاتغفل المجتمعات الحرة على مدى تاريخها مكانة وحظوة الشاعر المساندة لحقوقها وغالباً ما تستشهد بأشعاره ومكانته في منعطافاتها التاريخية، فتأثير شعره يمتد عبر الأجيال ويطال كافة حكام الاستبداد والقهر لأنه ينهل من توجهاته ومطالب المجتمع مفرداته وحسه الإنساني.
والإرث الثقافي ركيزة الشعوب نحو المستقبل، وهو الهوية الشخصية المعبرة عن الذات والانتماء عبر الأجيال وبالتالي فإنه سجل تاريخي لايغفل مزايا وسيئات مجريات الأحداث عبر العصور.
إن الأحكام والتقييمات الاجتماعية لشاعر السلطة وشاعر المجتمع لايغفلها سجل التاريخ، وإنما يخضعها للمزيد من المراجعة والتقييم لإدانة شاعر السلطة ونتاجه الشعري في كل محطة من محطات المستقبل. وإن تجسيد حس ومعاناة المجتمع في الخطاب الشعري، يعني بكل المقاييس صياغة خطاب سياسي مناهض للسلطة ومعبراً عن مصالح ومطالب المجتمع.
لـ ((معروف الرصافي)) خطابه السياسي ضد السلطة حيث يقول:
"من أين يرجى للعراق تقدم..............وسبيل ممتلكيه غير سبيله؟
لاخير في وطن يكون السيف...........عند جبانه والمال عند بخيله
والرأي عنـد طريده، والعلم...........عند غريبه، والحلم عند دخيله
وقـد اسـتبد قليله بكثيـره............ظلمـاً وذل كثـيره لقليـله".
لايفقد الخطاب السياسي المتبني للمطالب الاجتماعية في القصيدة الشعرية بريقه وحجته ومدلوله باختلاف الأنظمة والحكام والأزمنة لأنه خطاب ضمير ينهل مفرداته وصياغته من منظومة قيم الخير والشر الناظمة لشبكة العلاقات بين البشر.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء
- آراء ذكورية في حقوق المرأة
- آراء دونية في المرأة
- العلاقات العاطفية للمرأة بين المورث والوقع
- دور القيم والأعراف في التربية
- دور المربي في المجتمع
- التربية الاجتماعية-الهدف والغاية
- مفهوم التربية
- الشعور بالدونية عند المرأة
- الكاتبة المغمورة والناشر


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الشاعر والسياسة