أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور القيم والأعراف في التربية














المزيد.....

دور القيم والأعراف في التربية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 10:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المورث من القيم الاجتماعية لايجوز التعامل معها بصفة الإطلاق واعتبارها قيم وأعراف بالية لاتنسجم وروح العصر، لأنها تعتبر هوية للفرد وإحدى مكوناته الشخصية. كذلك الأمر بالنسبة للقيم الدينية التي تعتبر قيم روحية لايمكن أن يستغني عنها أي شعب، فهي تشكل منظومة قيم الخير والشر وما ينهل منها في تقويم ذاته. لكن هناك بعض (المورثات والنصوص الدينية!) أصبحت متعارضة مع متطلبات العصر، ويتوجب تعطيلها ليحافظ الدين على جوهره الإنساني الداعي للعدالة والمساواة!.
هذا التمييز بين قيم وأعراف المورث السيئ وتحرير بعض النصوص الدينية من مورثها التاريخي، يعيد صياغة الإطار الروحي للإنسان ويحد من حالة الانفصام التي تشرخ ذاته نتيجة تفاعله مع الحاضر ونهل قيمه وأعرافه من الماضي.
وبنفس القدر من المطالبة لايجوز بأي حال من الأحوال إخضاع قيم وأعراف المورث وبعض النصوص الدينية المتعارضة لأحكام العقل لأنها من خاصة الروح المشكلة للعاطفة والإحساس لكن حين تصبح القيم والأعراف والنصوص متعارضة مع متطلبات الحاضر، يتوجب إعادة النظر بها للمحافظة على الجسور بين الماضي والحاضر لتعزيز الهوية التاريخية والروحية للفرد لتسير بثقة نحو المستقبل.
يعتقد ((رونية أوبير))"أن الجيل الجديد ينقم على الجيل الذي يكبره لأنه نقل إليه شروطاً من الحياة لاترضيه أبداً. إنه ينكر جميع التقاليد والأعراف التاريخية ويرفض أن يوكل أمره لغيره، فهو يبحث عن وجوده وسعادته".
إن مفاهيم العدالة والمساواة والمحبة والتسامح...تندرج ضمن قائمة القيم الروحية، فهي مفاهيم فضاضة لها مدلولات مختلفة تبعاً لاختلاف الشعوب وعاداتها وتقاليدها لكنها تهدف بالمحصلة لهدف واحد لاغير. فكل جيل يفرض قيمه وأعرافه التي يفرزها الواقع على الجيل اللاحق، ويرفض قيم وأعراف الجيل الذي سبقه لعدم توافق البعض منها مع متطلباته المعاصرة.
يسعى كل جيل لفرض قيمه وأعرافه على الجيل الذي يليه بأساليب قسرية، يقاومها الجيل الجديد بأساليب الرفض فيستعر الصراع بينهما فكلما كانت الأساليب غير قسرية كلما تقلصت الهوة بين الجانين. وعملية جسر هوة المورث من الأعراف والقيم بين جليين يعزز هوية المجتمع ويجعله يفتخر بماضيه القديم ويكون أكثر انسجاماً مع نفسه وأكثر قدرة على شق طريقه نحو المستقبل. وعملية تجسير الهوة بين جليين تقع على عاتق علماء الاجتماع والتربية، لإغناء الروح وترسيخ فلسفة منظومة قيم وأعراف المورث الجيدة في اللاوعي للجيل الجديد.
يرى ((رونية أوبير))"أن التربية تستند إلى فلسفة الروح المؤلفة لمنظومة القيم، لأن البشر يختلفون عن بعضهما عن بعض بالأجساد لا بالعقول، والقيم هي التي توحد بينهم إذ ليس في الجمال أو الحب أو الإدراك الروحي كراهية وحقد".
إن إحدى مهام علماء التربية والاجتماع دراسة منظومة القيم والأعراف الاجتماعية وتأثيرها على حياة الفرد وعلاقته بالآخرين، وكيفية استثمارها في تقويم سلوك وتصرفات الأفراد داخل الخلية الاجتماعية بما يعزز التضامن والسلام الاجتماعي.
تنهض بالتربية الاجتماعية مؤسسات مختصة تشرف عليها الدولة باعتبارها الراعي الأول لمصالح المجتمع، وحين تقتصر توجهات التربية الاجتماعية على المختصين بالشأن الاجتماعي يخطو المجتمع نحو المستقبل بالاتجاه والمسار الصحيح، لكن حين تفرض الدولة توجهاتها (الفكرية الشمولية) على المجتمع لتوظفه لصالح نهجها وتعزيز سلطتها فإن المجتمع يفقد صلته بالماضي وتتشوه هويته وتختل شخصيته ويتيه عن مساره الصحيح.
إن سعي الدولة الشمولية لفرض نهجها في التربية الاجتماعية على الأفراد والجماعات، يلغي فسح تعزيز المبادرات الفردية في الإبداع والابتكار ويصبح المجتمع عبارة عن كتلة بشرية تسير وفقاً لنهج السلطة الشمولية التي تؤطر حركة الإبداع والابتكار بمسار واحد يحقق مصالحها ويعزز وجودها لاغير!.
يعتقد ((رونية أوبير))"أن سيطرة المجتمع على التربية سيطرة كلية في بعض البلدان، أدى لطمس الشعور بالفردية طمساً كاملاً".
يتطلب نهج التربية الاجتماعية العلمي تفحص المورث من القيم والأعراف الاجتماعية والدينية، وتجيير الجيد منها لتعزيز مكونات الهوية والشخصية الفردية المنتمية للتاريخ الحضاري بكل تجلياته المنيرة وإسقاط صياغاته ونصوصه المعيقة لحركة التطور والحداثة للمجتمع ليكون قوة دافعة للمجتمع نحو المستقبل لا لأداة معيقة لتطوره وتقدمه!. ولايجوز رفض الماضي كله لصالح الحاضر كله، لأن التاريخ هوية الشعوب وليس محطات عابرة تخطتها الشعوب للوصول إلى الحاضر.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المربي في المجتمع
- التربية الاجتماعية-الهدف والغاية
- مفهوم التربية
- الشعور بالدونية عند المرأة
- الكاتبة المغمورة والناشر
- حقوق المرأة بين المورث والوعي
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس
- الروح والحب
- الثقافة والجسد
- المرأة ومجتمعات العيب
- حقوق المرأة في التشريعات الدولية
- المطالبة بمهر الزواج للرجل أسوة بالمرأة
- حقوق المرأة بين المورث والقيم الاجتماعية
- المرأة والمجتمع المتخلف
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة


المزيد.....




- ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران
- إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
- إسرائيل تقتل ظل نصر الله بإيران: تصفية رمزية أم بداية مرحلة؟ ...
- سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟ ...
- ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا
- خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق ...
- عاجل| وسائل إعلام إيرانية: دوي انفجارات في شرق #طهران ومدينة ...
- ملك البحرين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري
- تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. اكتشاف بقايا -إيمت- المصرية ...
- إسرائيل تعلن إحباط هجوم إيراني على رعاياها في قبرص


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور القيم والأعراف في التربية