أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - التربية الاجتماعية-الهدف والغاية














المزيد.....

التربية الاجتماعية-الهدف والغاية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 11:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التربية الاجتماعية هي مجموعة النظم والأعراف والقيم المنظمة لسلوك وتصرفات أفراد المجتمع بما يحقق مصالحها المشروعة دون أن تنال من مصالح الآخرين، فالإنسان الفطري لاتحكمه منظومة التربية الاجتماعية ويتصرف وفقاً لإحكامه الفطرية دون أن يعي نتائجها الصحيحة أو غير الصحيحة تماماً كالطفل المدفوع غريزياً بتصرفاته، لايعي مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه ضد أقرانه الآخرين من البشر.
لذا تهدف التربية لتدجين الإنسان الفطري وتلقينه جملة من التصرفات والسلوكيات والنظم بما يخدم أهدافه ومصالحه بالدرجة الأولى وبذات الوقت فإنها تخدم أهداف ومصالح الآخرين. إن نظم تدجين الإنسان الفطري لم تأتِ من الفراغ، وأنما هي سلسلة من الجهود والخبرات المتراكمة عبر الأجيال لتنظيم سلوكه وتصرفاته بما لايتعارض ومصالح الآخرين.
يعتقد ((رونية أوبير)) أن هدف التربية:"هو أن تقود الإنسان من طبيعته المعطاة إلى جوهره المثالي، وأن يعينه على التخلص من الأولى وأيضاً على استخدامها وتكيفيها لتتيح له الفرصة ليكون صانعاً لجسده، خالقاً معرفته، مشرعاً أفعاله ومبدعاً لذاته كعضو فعال في مجتمع يخضع للوعي".
إن هدف التربية هو تهيئة وتنشئة جيل جديد، يعي متطلبات الحياة ويسعى لإدراك مديات المجتمع الذي يبتكر بصورة مستمرة نظم وأعراف جديدة تساعده على تنظيم شؤونه الحياتية بما يخدم مصالحه ومصالح الآخرين ويجنح أكثر نحو مفاهيم: السلام والحرية والعدالة كسُبل لتحقيق أهدافه المستقبلية.
وبهذا تنتقل الأجيال المتتابعة من نمط الحياة الفطرية إلى نمط الحياة المتمدنة الساعية أبداً للتخلص من سلوكياتها وتصرفاتها الغريزية لصالح التصرفات والسلوكيات المتمدنة من خلال ابتكار نظم وقيم وأعراف جديدة تحكم سلوكها وتصرفاتها بشكل متمدن.
يعتقد ((الدوس هكسلي)) أن هدف التربية الاجتماعية:" هو تنشئة الكائنات الإنسانية الفتية على الحرية والعدالة والمساواة".
وعليه فإن مسعى كل جيل يكمن في تشذيب السلوكيات والتصرفات للجيل السابق وابتكار نظم جديدة يحكمها القانون، وهو مسعى اجتماعي معين لفرض تربيته وتوجهاته الخاصة على الجيل الفتي الذي ينهل منها ما يتواءم ومسيرة حياته ويسعى فيما بعد لتشذيبها وابتكار نظم وأعراف جديدة يورثها للجيل القادم. وبذلك يمكن اعتبارها نظم وأعراف وقيم متراكمة عبر الأجيال، يسعى المجتمع من خلالها لتنظيم العلاقة بين أفراده وفئاته الاجتماعية بما يخدم مصالح المجتمع.
يلخص ((دوركهايم)) هدف التربية الاجتماعية قائلاً:"أن الإنسان الذي تود التربية أن تحققه فينا ليس الذي خلقته الطبيعة، وأنما الإنسان الذي يريده المجتمع أن يكون".
إن الطبيعة التي خلقت الإنسان، خلقته إنساناً ناقص التربية وبربري السلوك وليس بوسعه أن يكون عضواً في المجتمع دون أن يتدخل الأخير لإعادة خلقه من جديد ليكون إنساناً صالحاً للعيش مع أقرانه من البشر ويسعى لخدمة مصالحه وأهدافه دون أن ينال من مصالح وأهداف الآخرين.
إن منظومة العقل الفطري الذي منحته الطبيعة للإنسان، ليس لها أي دور في تنظيم شؤونه دون أن يعمل المجتمع على برمجتها بالعديد من البرامج والنظم الاجتماعية المكتسبة عبر الأجيال لتكون صالحة للعمل ومن ثم العطاء والابتكار لخدم نفسها وأقرانها.
يعتقد ((رونية أوبير))"أن هدف التربية الاجتماعية يكمن في صناعة الكائن، ورضاعته اجتماعياً لإدخاله في المجتمع من الواجهة الصناعية الفنية والواجهة الروحية في آن واحد".
إن إحدى الأسباب الرئيسية لتخلف المجتمع تعود لتخلف مناهجه التربوية لإعادة صناعة (تأهيل) الإنسان الفطري إلى إنسان مجتمعي (عصري) يعي وجوده ومصالحه في الحياة، فالإنسان غير المؤهل اجتماعياً غير قادر على متابعة مجريات التطور من حوله. لذا يسعى لإخضاع الإنسان المؤهل اجتماعياً بالقوة والعنف لتوظيف قدراته وإمكانياته لخدمة مصالحه الذاتية، وبالمقابل يسعى الإنسان المؤهل اجتماعياً لاستخدام كامل قدراته ومؤهلاته لمقاومة الإنسان (الفطري) غير المؤهل اجتماعياً باعتباره إنساناً غير سوي يلجأ إلى العنف والقوة لفرض نهجه وتوجهاته غير السوية على المجتمع!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم التربية
- الشعور بالدونية عند المرأة
- الكاتبة المغمورة والناشر
- حقوق المرأة بين المورث والوعي
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس
- الروح والحب
- الثقافة والجسد
- المرأة ومجتمعات العيب
- حقوق المرأة في التشريعات الدولية
- المطالبة بمهر الزواج للرجل أسوة بالمرأة
- حقوق المرأة بين المورث والقيم الاجتماعية
- المرأة والمجتمع المتخلف
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - التربية الاجتماعية-الهدف والغاية