أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - شعراء المديح














المزيد.....

شعراء المديح


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


ينقسم الشعراء في كل العصور إلى فئتين، فئة شعراء المجتمع وفئة شعراء السلاطين. فالفئة الثانية معتاشة أبداً على قصائدها الممجدة بالسلطان وأفعاله وذم معارضيه، والشعر عندهم هو سعي للكسب المادي ولايعنيهم الموقف الإنساني أو الاجتماعي. وتجيد هذه الفئة لغة السباب أيضاً للنيل من التوجهات المعارضة لهم، وتتعاطى نفس اللغة فيما بينها.
يصفهم ((أبو العلاء المعري)) قائلاً:"وما شعراؤكم إلا ذئاب............تلصص في المدائح والسباب".
إن شعراء السلاطين، عديمي الموقف الإنساني والسياسي تحركهم نوازعهم الذاتية في كتابة الشعر للحصول على المال ويتغير موقفهم من السلطان مع تغيير نسبة عطاؤه المالي وقد يلجئون لذمه أن فقدوا العطاء. وقد يتعرض البعض منهم إلى السجن نتيجة مواقفهم المتذبذبة ولم تشفع لهم عشرات قصائد المديح لأن السلطان يدرك زيفهم وانعدام ضميرهم ويستغل نقطة ضعفهم في حب المال ويتخذ منهم أبواقاً للدفاع عن توجهاته.
يعبر ((جلال الدين الرومي)) عن تلك الحالة قائلاً:
"أما لئن كثرت في مدحكم بدعي..........لنكثرن غداً في شتمكم بدعي".
اتخذ كل سلطان أو وزير شاعراً له، يكيل له المديح ويذم أعداؤه وينال من سمعتهم وقدرهم فكلما كان الشاعر فصيح اللسان وغزير الثقافة كلما كانت قصائده أكثر نفوذاً في وجدان المجتمع ومنهم من يرفض شعر المديح، ومتوافق مع ذاته في الدفاع عن المجتمع. كتب ((ابن زيدون)) في هذا الإطار قائلاً:
"لم تخط في أمري الصواب موقفاً...........هذا جزاءً الشاعر الكذاب".
لايعني بأي حال من الأحوال وقوف الشاعر لجانب مطالب المجتمع عدم نقده للمورث من الأعراف والسلوكيات الشاذة التي تنخر ذاته وتعطل سُبل تقدمه وتطوره وإلا فإن اصطفافه الأعمى مع المجتمع لايختلف بشيء عن وقوفه لجانب السلطان أو الوزير ومدحه لقاء حصوله على المال دون أن يعنيه النظام ذاته.
كذلك الشاعر الذي يمتدح مجتمعه دون أن يسلط الضوء على مثالبه ويبين أسباب ضعفه وما يعيق تقدمه وتطوره، وكلا التوجهين ينهلان مفرداته في المديح ويسعى لأهداف محددة دون أن تحقق أهدافاً إنسانية يستفيد منها الحاكم والمحكوم.
يعتقد ((علي الوردي))"أن شعراءنا حين تركوا مدح السلاطين واتجهوا إلى مدح الشعب كأنهم عادوا إلى حياة البداوة الأولى حيث كان الشاعر يمدح قبيلته ويذم خصومها في الحق والباطل. فهم لايختلفون عن شعراء الجاهلية إلا من حيث أنهم وسعوا من نطاق القبيلة فجعلوه (الشعب) أو (الوطن) أو (الأمة) إنهم بعبارة أخرى غيروا شكل العصبية. أما مضمونها فلم يغيروا حيث بقوا ينظرون إلى شعبهم أو وطنهم أو أمتهم كما كان الشاعر البدوي ينظر إلى قبيلته".
يجب على الشاعر الحر أن يمتلك ملكة نقدية وأهداف إنسانية يسعى إليها، وما شعر المديح إلا رذيلة تضاف إلى رذائل وخسة الشاعر الساعي أبداً وراء المال لتحقيق نوازعه الشريرة التي تنال من مشاعر وأحاسيس عامة أفراد المجتمع الباحثين عن الإخلاص.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء
- آراء ذكورية في حقوق المرأة
- آراء دونية في المرأة
- العلاقات العاطفية للمرأة بين المورث والوقع
- دور القيم والأعراف في التربية
- دور المربي في المجتمع
- التربية الاجتماعية-الهدف والغاية
- مفهوم التربية
- الشعور بالدونية عند المرأة
- الكاتبة المغمورة والناشر
- حقوق المرأة بين المورث والوعي
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس
- الروح والحب


المزيد.....




- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - شعراء المديح