أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - ماهية الكتابة














المزيد.....

ماهية الكتابة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


الكتابة ليست إعادة صياغة لأحاديث المقاهي ولاتسطير مفردات لغوية عديمة المدلول والمعنى وتخلو من الفكرة التي تقدم للقارئ رؤية جديدة تحفزه على التفكير لاستنتاج الحلول والتوقعات. ويجب أن تبتعد عن السرد لتفاصيل عامة وساذجة، لأنها تخاطب فئة اجتماعية محددة تحظى بمستوى معين من الثقافة وتعي المفاهيم والمدلولات السياسية والثقافية والاجتماعية دون الحاجة لتفصيلها وتعريفها.
ويجب أن تقدم شيئاً جديداً، فكرة جديدة أو تحليل لمشكلة ما وتقديم فروض الحل المحتملة وتفكيك مكونات الأزمة لتسهل على القارئ التفكير في تبعاتها ومساراتها المحتملة للوصول إلى جملة من التصورات الواقعية لحل الأزمة.
ولايجوز استخدام المفردات المعجمية والاصطلاحات اللغوية الميتة ولا المنمقات اللغوية والسجعية لتكون سهلة الفهم والقراءة وبعيدة عن المفردات الفضاضة، خالية من الشوائب اللفظية وتكون واضحة الرؤية ومحددة الأبعاد تلزم القارئ بحدودها وتعينه على الوصول إلى الهدف.
تعبر الكتابة عن مدى ثقافة الكاتب وحرفيته وقدرته على تقديم مادة ملتزمة بالمعايير الصحافية، اللغوية ،الفكرية ،العلمية والأدبية تبعاً لنوع المادة ومعاييرها. ويمكن اعتبارها، كائن حي، يبث الكاتب الروح فيه ويطلقه ليكون فعالاً ومساهماً مع الكائنات الحية الأخرى لإنجاز المهام الموكلة إليه للوصول إلى الأهداف المنشودة، وعندما يكون الكائن مشوهاً ومعاقاً يصبح عالة ومعيق لحركة ومهام الكائنات الحية الأخرى في الحياة.
يعتقد ((أدونيس))"أن الكتابة هي البحث السري الغامض لتقول ما تنتظره، والقراءة كذلك بحث سري لايدرك من الذي نتظره إلا الشبح. كائناً، كتاباً أو قراء نبحث في النص الفني عما لايمكن أن نجده أو كائناً نريد أن نبلغ ما لايمكن بلوغه".
الكتابة ليست هذيان لغوي فارغ وتسطير لمفردات تعكس أحاديث عامة يسعى منًّ يجيد لغة التسطير على توظيفها في الكتابة ليقنع نفسه أصبح كاتباً!. الكتابة لها شروط فنية محددة، يتوجب أن يلتزم بها الكاتب لأنها مسؤولية قبل أن تكون مادة صحافية أو سياسية أو أدبية أو علمية......وغالباً ما تعمل الصحف والدوريات على إخضاعها لتلك الشروط فإن توافقت معها أخذت طريقها للنشر، وإن تعارضت أخذت طريقها إلى سلة المهملات. وبخلافه فإن معظم مواقع الشبكة العنكبوتية لاتخضع الكتابة لتلك الشروط وسعيها ينحصر في نشر أي هذيان يصلها عبر البريد الالكتروني.
كتب ((أبو بكر محمد الصولي)) في هذا الإطار عدد من أبيات الشعر قائلاً:
"حمار في الكتابة يدعيها.............كدعوى آل حرب من زياد
فدع عنك الكتابة لست منها..........ولو عرفت ثوبك من المداد".
موجبات وشروط الكتابة تبدأ من اختيار العنوان المناسب للنص الفني بما يتواءم والمادة المبحوثة ومن ثم تهيئة القارئ بمقدمة مناسبة يستدرج من خلالها تدريجياً نحو المادة (المشكلة، الأزمة) المراد مناقشتها بدون تفاصيل مملة ومفردات فضاضة تثقل النص بالهذيان الفارغ. ويتوجب تفكيك مكونات المشكلة (الأزمة) المراد مناقشتها، ومن ثم البحث في فروضها المحتملة للتوصل إلى التصورات والحلول الممكنة غير القطعية فلا توجد في الحياة حقائق مطلقة ولانتائج قطعية.
وبهذا يقترب الكاتب من هدفه ويعمل على تهيئة القارئ عبر التلميحات الموجزة للهدف لنقله لمرحلة أقرب إلى الخاتمة التي ترسم حدود النص ومجال حركة الكائن الحي (الكتابة) لتحقق هدفه المنشود. وبالرغم من أن الكتابة هي المحددة لمستوى ثقافة الكاتب وأهليته وموهبته، فإنها في مراحل متقدمة يصبح اسم الكاتب دالة على نتاجه الفني الجيد وليس العكس. والقارئ الجيد منًّ يجيد معرفة كاتبه الجيد، وما يقدمه من نص فني متكامل يضيف لثقافته الجديد ويوسع من مداركه المعرفية؟.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء
- آراء ذكورية في حقوق المرأة
- آراء دونية في المرأة
- العلاقات العاطفية للمرأة بين المورث والوقع
- دور القيم والأعراف في التربية
- دور المربي في المجتمع


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - ماهية الكتابة