أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الصفوات والمجتمع














المزيد.....

الصفوات والمجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لاتقتصر مقومات الأمة على الحجم السكاني لها وأنما على تاريخها وحضارتها وقيمها ودياناتها ومساهماتها المعرفية في الحضارة الإنسانية واستناداً لذلك تمارس الأمة دورها في الحاضر وتتطلع نحو المستقبل ومن أكثر العناصر أهمية في المقومات هو مساهماتها المعرفية المحددة لدورها وحضورها الأممي.
هذا الحضور ليس نتاجاً لحراكها الاجتماعي وأنما عملاً يقتصر على عدد محدود من صفواتها التي تشكل حلقة الوصل بين حلقات التاريخ والحاضر ولتمتد السلسلة التاريخية-المعرفية نحو المستقبل بحلقات معرفية رابطها الأساس صفوات الأمة وأي انقطاع بهذه السلسلة يعني هناك خللاً ما أصاب صفواتها.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن الأجيال تتماسك في الأمم القوية، كما تتماسك حلقات السلسلة الفقرية في الأجسام الصحيحة".
وتقل أهمية وفعالية بقية مقومات الأمة دون صفواتها لأنهم العنصر الأساس في الحراك الاجتماعي، فهم أعلى سلطة في الأمة لمسؤوليتهم عن القيم والأخلاق والديانة والأفكار العليا المحركة الأساس لعملية الصراع الاجتماعي والمفعلة لحراكه الايجابي أو السلبي.
وبغض النظر عن توجهات الصفوات الايجابية أو السلبية فإن الذي يحدد دور الأمة في التاريخ ويرسم ملامح حاضرها ومستقبلها، هم صفواتها المتحكمين بالسلطات القابضة على شؤون الدولة والمجتمع.
فتوجهات الصفوات لاتفرض حضورها على الواقع الاجتماعي حسب، بل تترك أثرها على مجمل عواطف وأحاسيس أبناء المجتمع إيجاباً أو سلباً. ولكلا الأمرين أثره على مسيرة الأمة عبر التاريخ والحاضر لأنها بالمحصلة تشكل القوة الدافعة أو المعيقة لمسيرتها.
إن الصراع أساسه نخبوي يستند إلى تقاطع المصالح بين الصفوات ليمتد لهيبه إلى الفئات الاجتماعية الممثلة لها، وبالتالي فإنه صراعاً يبدأ من القمة إلى القاعدة وليس العكس. وغالباً ما تكون الفئات الاجتماعية وقوده وما يتمخض عنه من نتائج ايجابية تحصده الصفوات، إما نتائجه السلبية فهو من نصيب فئات المجتمع التي لاتعي حقيقة ودوافع الصراع!.
يقول ((باريتو))"أن حركة التاريخ قائمة بالأساس على صراع الصفوات وأدوارها وقدرتها على تأجيج العواطف الكامنة في عمق الذات الإنسانية، باعتبارها تمثل العناصر الحقيقية الدافعة لحركة التاريخ".
ويعود السبب الأساس لإحكام الصفوات قبضتها على القوانين والأخلاق والقيم الروحية وبالتالي الدولة والمجتمع لآلية الحراك (الاشتغال) فالصفوات تحتكم لعقولها في إحكام السيطرة على عواطف الآخرين، والمجتمع يحتكم لعواطفه في جملة حراكه الاجتماعي ليكون مسيراً وغير مخير في خوضه الصراع خاصة في المجتمعات المتخلفة المثقلة بالأزمات والتناحرات الاجتماعية. فعلى طول مسيرة التاريخ كان مفروضاً على المجتمع تلبية حاجات صفواته، لكن الواقع المعاصر فرض علاقة جديدة أكثر تعقيداً من الأولى بين الصفوات والمجتمع.
يرى ((منشيوس))"ثمة فريق يعمل بعقله وأخر يعمل بقوة ساعده، فمن يعملون بعقولهم يحكمون الآخرين ومن يشتغلون بسواعدهم يحكمون الغير ويتولى العاملون بسواعدهم إطعام العاملين بعقولهم".
اختلفت آلية الصراع الاجتماعي في الواقع المعاصر كثيراً عما كان سائداً في عمق التاريخ، فالصفوات السياسية مازالت متحكمة بآليات الصراع ليس بالعنف والاستبداد وأنما بالانتخاب في ظل الأنظمة الديمقراطية. وهذا التغيير لم يصب في مصلحة المجتمع حسب، بل طال الصفوات أيضاً التي رسمت أبعاد الأنظمة السياسية الجديدة لتعزيز سلطاتها أكثر بآليات معاصرة.
تتحكم من خلالها بالصراع الاجتماعي ليس بالعنف والاستبداد وأنما بأساليب ديمقراطية تستند لآليات تحقيق المصالح بينها وبين المجتمع الذي مازال ضحية صراع الصفوات، ومازالت أرضية الاشتغال قائمة على أساس الصفوات تحتكم لعقولها ومصالحها والمجتمعات تحتكم لعواطفها ورغباتها الآنية!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة المثقف بالمجتمع
- دور المثقف في الحراك الاجتماعي
- دور المثقف في التربية والتعليم
- فن النقد في الثقافة
- العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد
- مهام النقد
- النقد وسعة العلم
- ماهية النقد
- الروح والإبداع
- أقطاب المعرفة
- الاستقلال الفكري
- المثقف الدجال
- منتجو المعرفة
- المزاد الثقافي
- مثقف السلطة والحزب
- المثقف وسلطة الاستبداد
- الإبداع والحرية
- الثقافة والفكر الشمولي
- منظومات الوعي بين الماضي والحاضر
- التوظيف والاستخدام لمكونات اللغة


المزيد.....




- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لخيام تؤوي نازحين غرب مدينة غزة ...
- شاهد.. أفضل ضربة قاضية هذا العام
- هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائ ...
- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الصفوات والمجتمع