دور سياسي للعشيرة في سنوات قادمة

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قدمت القبائل في العراق ابان التاسيس (عشرينات القرن الماضي) دورا سياسيا واضحا، المشاركة في ثورة العشرين، وتنافس لتشكيل حكومة عبد الرحمن النقيب/ وما تبعها من اشكالات في الدستور وتعريف العراقي وغيرها.
ويتغير االدور السياسي الى امني في تسعينات القرن الماضي، بتفويض من هبة السماء للارض! في ملاحقة الفارين من الخدمة العسكرية ومطاردة المارقين. وربما تم حصر الدور السياسي لها في التاييد للقائد واضحا في هوسات وما يرافقها.
وبعد 2003، تنازلت العشائر عن دورها السياسي الى دور امني تميز في مجالس الاسناد، وحماية افرادها في خضم انتشار العنف في العراق. ويتعزز دور لها في حل الاشكالات بين الافراد والعوائل والعشائر اي دور قضائي! اثار السخط بعد الاستقرار الامني مؤخرا.
وامام اشكالات سياسية تكررت في تحالفات حزبية واعادة صياغة التحالفات مرات، وانشقاقات حزبية وغيرها. وامام فشل واضح في الخدمات، وباعتراف اصحاب السلطة وقتها. وفشل اكبر في مفاصل اخرى عديدة. عوامل دفعت باتجاهات كثيرة نحو دور سياسي للعشائر. دور لا يتحدد في التحشيد للفوز بصناديق الانتخابات فقط (وهو دور لعبته العشيرة منذ السماح بممارسته)، ولا يحدده دعم هذا السياسي او ذاك.
قد يتحدد الدور بالتحالفات بين العشائر في المنطقة لا البلد الواحد. ان امتدادات العشائر عبر حدود الاوطان تسمح، بل تشجع قيام هكذا تحالفات، بعد تجربة مرة تتوضح بالولاء لقائد، وعداوة لامتدادها غير مبررة. ان التطورات في المنطقة، وبروز كفاءات سياسية من ابناء العشائر، بل وحملة شهادات عليا، وما وفرته وسائل الاتصال من معلومات، وتوافرها بسهولة ويسر وبثمن بخس. كما برزت قيادات ميدانية من ابناء العشار اثناء الحرب الاهلية وانتشار العنف الواسع في السنوات السابقة، ولكنها معزولة او معطلة للساسة الوافدين بعد التغيير.
ومن المتوقع للدور السياسي للعشائر ان يتجاوز التحالفات التقليدية لها، الى تحالفات ببرامج سياسية واضحة المعالم، في تحديد نمط التطور وتجاوز الحيرة خلال سنوات ما بعد التغيير. برامج تعزز المبادرات وتوفر بيئة امنة بتعزيز الاستقرار الامني. ربما هذه مرحلة يمر بها العراق في سنوات قادمة.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل