|
ربما تتدخل امريكا لحل اشكالات عراقية بعد الانتخابات: تصور شخصي
جواد الديوان
الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 00:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يكن النصر سهلا على داعش، وتحملت فيها قوات النخبة الامريكية خسائر. ورغم الاف الشهداء من العراقيين (رحمهم الله) والمهجرين وتحطم البنية التحتية للمدن تحت سيطرة داعش. فهناك اسبابا للفخر والاحتفال تتلخص في نهاية حكم داعش (غسيل دماغ للاطفال في المدارس، وجلد المدخنين علنا، وتحديد دور اليزيديات في الخدمة الجنسية، والاعدام بالرمي من الشواهق وغيرها). في انتخابات 2018، انقسامات المشهد السياسي العراقي توفر فرص لظهور تحالفات عابرة للطوائف. وكذلك خطر ان تطال دول الاقليم تلك الفرص لتوسيع وتعزيز نفوذها. اثرت اخطاء بوش الابن واوباما سلبا على مصداقية ونفوذ الولايات المتحدة الامريكية، الا انها ابرزت اهمية جيش الولايات المتحدة الامريكية في محاربة الارهاب وبالاخص القاعدة وداعش. والامل الا تبدد الولايات المتحدة الامريكية نفوذها في العراق والمنطقة عليها، والا تنخدع ادارة ترامب بالاحساس بالامن حاليا. ولا شيء في العراق لايمكن ان يعود كما كان. على ساسة العراق في عملهم لتجاوز الطائفية ومعالجة اثار العنف وتعزيز الديمقراطية وعمل المؤسسات والانتقال بالعراق الى مراحل متقدمة. وتجاوز اشكاليات السنوات السابقة (حرب اهلية وطائفية وظهور القاعدة وداعش وغيرها)، عليهم الاتفاق على مسائل حساسة مثل طبيعة الحكومة وتوزيع المصادر المالية من اجل اقامة حكومة اقل عرضة للتدخلات الخارجية. وهكذا اتفاق يستوجب الالتزام باستقلالية المؤسسات الحكومية وعدم التدخل سياسيا في تفاصيل عملها، وتعزيز دور القانون ومحاربة الفساد، ومنع نشاط الفصائل المسلحة وغيرها. وتستطيع الولايات المتحدة الامريكية المساعدة من خلال تناول مصالحها في المنطقة بمنظار اوسع ابعد واوسع من محاربة الارهاب فقط. وتترجم هذه النظرة بدعم مؤسسات العراق الحكومية، وابعاد التوسع والتدخل الاقليمي فيها. وعندها تحدد امريكا اولوياتها بدعم الاستقرار والامن في العراق، وخدمات المخابرات والاستعلامات، وبذلك تمنع داعش من الظهور مرة اخرى. ان دعم مكافحة الارهاب اهم ما قدمته الولايات المتحدة الامريكية من مبادرات منذ 2003. وتمثل ذلك برفع المعنويات وتعزيز تماسك مكافحة الارهاب برغم الخسائر. واستمرار دعم القوات يضمن الحفاظ على النصر الذي تحقق مؤخرا. وتلحقه بدعم الجيش العراقي وبناء قابلياته، وتمكينه من السيطرة على الصحراء الغربية بين سوريا والعراق. دعم شرعية الحكومة العراقية يستوجب مساهمة امريكا في الاصلاح (شعار يرفعه العديد من الاحزاب). والمساعدة في دمج الحشد الشعبي مع القوات الامنية. وبذلك يتحقق نزع السلاح ليبقى بيد الدولة، ومنع الحركة لاي فصيل بعيدا عن الدولة. الخطوات المذكورة تحتاج الى مفاوضات شائكة، تستطيع امريكا تحقيقها دون الحاجة الى قواعد امريكية او قوات عسكرية على الارض، ولها من المستشارين العسكريين والمدربين والاتفاق الاستراتيجي مع العراق وسائل لتنفيذ ذلك. وعلى الولايات المتحدة الامريكية المساعدة في صياغة سياسة كردية واضحة. واذا حصل الانفصال بصيغة كونفدرالية او استقلال، فان اليات ذلك يجب ان تخضع لمفاوضات بين بغداد واربيل. وكذلك اشراك دول الجوار بالموضوع. وعلى امريكا المساعدة في احياء جهود الامم المتحدة في تحديد الحدود بين الاقليم وباقي مساحة العراق، قضاء قضاء. وهذا يشمل كركوك، المحافظة ذات الخصوصية في تعدد الاعراق والنفط (التاريخ والرفاهية). واثناء تلك المفاوضات على امريكا المساعدة على تقليل احتمال قيام صراع بين العرب والكرد. كما عليها التنسيق بين القوى المسلحة بالمنطقة بما فيها حزب العمال الكردستاني PKK. وعند تناول موضع كردستان، تبرز اشكاليات تركيا. وعلى امريكا العمل لتقليل احتمالات تدخل تركي في شمال شرق سوريا (يحصل الان). ويدفع هذا الموضوع تركيا للانجذاب نحو روسيا وايران كما يحصل الان. تحسين علاقات العراق مع البلدان السنية في المنطقة مسؤولية مهمة واضحة امريكا. وتشجيع المملكة العربية السعودية ودول الخليج على دعم العراق من خلال الاستثمار في اعمار الموصل وغيرها من المناطق المنكوبة من وسائل تحسين العلاقة. والموصل مدينة عالمية بها جامعة ممتازة وطبقة تجار ناجحة ويسكنها عرب ومسيحيون وتركمان ويزيديون وغيرهم. واعادة اعمارها يعطي الشباب العراقي فرص اخرى لتجاوز البؤس والياس والاحباط. واعادة الاعمار من خلال الحكومة العراقية يعادل تاثير ايران، ويعطي السنة املا في مستقبل افضل. وعلى ادارة ترامب التعلم من الماضي، وداعش ليست سبب لمشاكل العراق، ولكنها من اعراض فشل الحكومات العراقية. واذا تجاهلت الولايات المتحدة هذه الاشكالات لتترك العراق الان، فستعود الادارات الامريكية القادمة لتضع الجزمة العسكرية على الارض مرة اخرى.
#جواد_الديوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يتغير وجه التعليم الطبي في الولايات المتحدة
-
غربلة السرطان
-
مستقبل زراعة الاعضاء
-
كتاب الكون – كارل ساكان
-
كلمة متاخرة في منتدى دافوس
-
تاثير الشركات الخاصة في برنامج الصحة العامة العالمية
-
الجلبي في ذكراه
-
خارطة جديدة للشرق الاوسط
-
ذكريات نصير الجادرجي الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي
-
نحو اصلاح النظام الصحي في العراق 3 تجربة الولايات المتحدة ال
...
-
نحو اصلاح النظام الصحي في العراق 2 (تجربة الولايات المتحدة ا
...
-
رفاهية الدولة ووفيات الاطفال الرضع
-
الحرب على الفقر 2
-
الحرب على الفقر 1
-
الكرب التالي للرضح (افكار شخصية) 2
-
الكرب التالي للرضح (افكار شخصية) 1
-
استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية بعد داعش 2
-
استراتيجية الولايات المتحدة بعد داعش 1
-
الانتقال الديموغرافي النمو السكاني 3-3
-
تغيرات في السياسية الخارجية الامريكية 1 - 2
المزيد.....
-
تتسلقها النباتات الاستوائية.. ألق نظرة داخل أفضل ناطحة سحاب
...
-
قيمته 4.5 مليون دولار..هل تود شراء منزل خاص بك في جزيرة بليز
...
-
خلال تفتيش حرب بالجيش الثاني.. السيسي: الهدف من 2011 كان سقو
...
-
بريطاني وأميركي يفوزان بجائزة نوبل للفيزياء
-
كيف نميز بين جريمة الإبادة الجماعية والجرائم الأخرى؟
-
-يجردك النزوح من كرامتك-
-
نائب الأمين العام لحزب الله: -طوفان الأقصى حدث استثنائي ولن
...
-
محمد نبيل بنعبد الله يستقبل وفدا عن لجنة نداء طاطا
-
بريطاني وأمريكي يفوزان بنوبل للفيزياء عن إنجازاتهما في -التع
...
-
بوتين يستقبل علييف في الكرملين ويدعوه إلى قازان
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|