مستقبل زراعة الاعضاء

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 21:13
المحور: الطب , والعلوم
    

ربما زراعة نسيج (مجموعة خلايا متشابهة بوظيفة محددة) بشري في المختبر خدعة علمية اكثر من كونها حقيقة علمية. الا ان التقنيات الدينية ستغير هذا المفهوم قريبا.
الطريقة الوحيدة لاستبدال عضو مريض ومصاب بالفشل مثل القلب او الرئة او الكلية او الكبد، هي التبرع بالعضو. وعندها تبدأ رحلة الحصول على تطابق بايولوجي مع المتبرع، اضافة الى الانتظار للحصول على العضو، والوفاة قبل الحصول على العضو المطلوب.
ومن الحلول الواعدة، الطريقة االجديدة لطبع DNA وربما الكلمة الافضل استنساخ DNA من خلال فحوصات او تجارب دقيقة جدا لتسهم في اعادة وتجديد الاعضاء التالفة والمريضة والمصابة بالفشل.
في العام الماضي استطاع مجموعة من علماء الجينات بقيادة جورج جرج (استاذ الجينات في جامعة هارفارد) بتقديم مجاميع من الخنازير تم توالدها بدون الفيروسات التي تجعل من انسجتهم غير متوافقة مع الانسان. وفي جينات الخنزير فيروسات ممكن ان تسبب امراضا وانتانات اذا انتقلت الى الانسجة الاخرى للجسم، كما تسبب السرطان.
استخدم جرج وفريقه اليات تسمى CRISPR للتخلص او نزع جينات الفيروسات من DNA الخنزير. وهناك طرق اخرى لاستنساخ الجينات، الا ان CRISPR (ظهرت في 2012) افضل اداة جزيئية لقص ولصق واستنساخ وتحريك الجينات.
وللتاكد من انسجة الخنزير لا تحوي الفيروسات، استخدم جرج وفريقه اليات الاستنساخ لتحضير اجنة من الخلايا المطبوعة editing cells. ومن مجموعة خنازير تمت ولادة 15 منهم لا تحوي اي منها على الفيرسات. والتوقعات بان تبدأ التجارب السريرية لزرع الاعضاء من الخنزير للانسان في عامين قادمين. وعندها سيكون الحل لمشكلة الاعضاء المتوفرة للزرع للمرضى. وحاليا فان صمامات القلب للانسان وما يسمى صمام نسيجي (tissue valve) يتم انتاجها من الخنزير، ويتم استخدامها لاستبدال صمامات القلب الهالكة لدى الناس.
تبادل الانسجة من الحيوان الى الانسان Xenotransplant سيعالج حالات مرضية معقدة، وستظهر اشكاليات بدايتها مع عدم حسم مشكلة انتشار الفيروسات او غيرها من الميكروبات الشائعة في الحيوان من خلال زرع الاعضاء على الرغم من الجهود للسيطرة عليها، وتبرز مشكلة اخلاقية حيث يتحدد وجود الحيوان لاستخدام انسجته للانسان.
الامل كبير في المستقبل لامكانية CRISPR لخلق اعضاء. وفي معهد سالك، في لاجولا في كاليفورنيا، يعمل العلماء لمعرفة طرق تنمية الاعضاء البشرية في الخنازير بعد التخلص من الفيروسات منها وزرع جينات الانسان فيها.
في 2017 باضافة خلايا جذعية بشرية في جنين خنزير في بدايات تكوينه! ظهر حيوان خرافي chimera (انثى وحش براس اسد وجسم معزة وذيل شيطان) وهذا حيوان من اليثولوجيا الاغريقية، ووروده هنا لاشارة الى اعضاء بشرية في جسم خنزير!!!. وهذه استراتيجية ستوفر انسجة واعضاء بشرية وبالامكان القول انه انتاج قطع غيار. وعلى الرغم من انزعاج البعض من هذا التقدم، الا ان صمامات قلب الانسان التي تمت تنميتها في قلب خنزير كانت متوافقة مع حجم صمامات الانسان، وكذلك بعض ضحايا الحروق حصل بشكل مؤقت على جلد خنزير.
بالنسبة الى جرج الذي اسس شركة eGensis لتطوير تقنية نزع جينات الفيروسات من الخنزير، وهذه البدايات. كما يراهن جرج على قابليات CRISPR على ازالة بعض الجينات من الخنزير التي تجعل من انسجته غير متوافقة مع الانسان، وتصبح متوافقة مع الانسان.
الطبعات الجينية ممكن ان تصنع اعضاء تتطابق بشكل جيد مع الناس الذين يحتاجون لها. وبالتالي لا توجد ضرورة لتناول مضادات رفض الاعضاء وتسبب الاخيرة مضاعفات كثيرة. وكذلك الانسجة المزروعة تقاوم بعض الامراض المزمنة الشائعة الان. والخلايا والاعضاء المزروعة تقاوم الاصابة بالسرطان والميكروبات وبالتالي الوقاية ستكون اسهل.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات