|
البديل الثالث _ تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 12:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الدوغما والجدل ( سلسلة الأخ وابن العم والغريب ...) تكملة
1 المعيار الاجتماعي بين الضرورة والمشكلة المجتمع _ كل مجتمع مهما صغر أو كبر _ يمثل المتوسط الحسابي والحقيقي بالتزامن . المتوسط الحسابي معروف ، والمتوسط الحقيقي كيفية تحققه الواقعي عبر الآن _ هنا . بعبارة ثانية ، المجتمع يمثل الأخلاق والعادات المشتركة لجماعة معينة ، إلى درجة تقارب المطابقة . وأمام الفرد ( طفل _ة أو رجل أو امرأة ) ، مهمة متعذرة بطبيعتها : تحقيق التشابه والاختلاف بالتزامن . .... يسعى الطفل ، كل طفل _ة ، إلى حل المعضلة الجدلية بطريقته الخاصة . تختلف درجة النجاح ، أو الفشل ، بين طفل _ة وآخر ، أيضا بين مرحلة وأخرى . داخل الأسرة ، يكون السلوك المعتاد وفق قواعد قرار من الدرجة الدنيا . خارج الأسرة أو بحضور غرباء ، يصير المطلوب العكس أو العيش وفق قواعد قرار من الدرجة العليا . أغلب الأسر تعيش بدون قواعد سلوك محددة وواضحة ، سوى الممنوع ( الجنس والدين والسياسة ) ، ... لا أعرف عائلة لديها قوانين حقيقية وواقعية . .... أن تكون معجبا ..ة ... بمجتمعك ( أسرتك ، واهلك وعشيرتك ) مشكلة تحتاج إلى حل . والعكس ، أن تكون_ ي ضد مجتمعك مشكلة مقابلة ، وتحتاج إلى حل أيضا . تحقيق التشابه عملية سهلة ، بالتزامن تحقيق الاختلاف عملية سهلة أيضا ، ولكن .... التكلفة باهظة _ تكلفة عليا بالضرورة . .... الاختلاف عن المجتمع ، ومعاداته المزمنة ، عزلة داخلية ( منفى ) . الانصياع للمجتمع ، والخضوع الأعمى للعادات ، عزلة خارجية ( سجن ) . يختبر الحياة قريبا من كلا القطبين جميع الأطفال ، ومن رهاب القطبين بالتزامن ، ينشأ الموقف التجنبي المزدوج ( تجنب القلق والضجر ) . وتبدأ سلاسل الحلول البديلة .... حل مؤقت أم ثابت ، حل ممتاز أم مقبول ، حل جيد أم سيء !؟ يمكن تسمية هذه المرحلة والتي تتزامن مع بداية المراهقة بمرحلة الأداء . الانتقال الفعلي من العيش الخيالي ( الفصل الفعلي بين العالم الخارجي والعالم الداخلي ) إلى العالم الحقيقي ، والذي هو بطبيعته مزيجا من كل شيء . .... المعيار الاجتماعي تمثله الأخلاق . المعيار الإنساني تمثله القيم . الأخلاق مجموع العادات والتقاليد ، ونموذجها اللهجة واللغة . يوجد نموذج عالمي أيضا للأخلاق ، هو الأديان والأحزاب المعاصرة . القيم مجموع المهارات الفردية ، المكتسبة ، ونموذجها الإرادة الحرة ( المبادرة الفردية ) . أيضا يوجد نموذج عالمي للقيم ، تمثله الديمقراطية وحقوق الانسان . .... الحل ليس سهلا ، وليس متعذرا أو بالغ الصعوبة أيضا ... بعدما يدرك الفرد ( ...) التجانس _ بين القيم والأخلاق ، وبين الغايات والوسائل وبين الجودة والتكلفة خاصة _... بعدها يسهل التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، أو اختيار الغد قبل اليوم . لكن سهولة الاختيار الفكري ، تقابلها صعوبة ومشقة ثابتة في تحقيق ذلك . ذلك مصدر الازدواج بين القول والفعل ، ومرجع آخر لازدواج المعايير أيضا . .... 2 ما هو الواقع !؟ السؤال الثابت والكلاسيكي للفلسفة ، والعلم لاحقا .... الجواب الديني فصامي بطبيعته : الفصل التام بين الحاضر والغائب . الموقف الفلسفي ، ما يزال يدور في حلقة مفرغة بعد سقراط ( وليس نيتشه او هايدغر ) . محاولة مسك العصا من الطرفين بالتزامن !؟ الجواب العلمي ، ابتدأ مع اينشتاين : الزمن بعد رابع للمادة . شرحت بشكل تفصيلي ، في نصوص سابقة منجز اينشتاين بتحويل الإحداثية إلى حدث محدد أو زمني ، أو تحويل الخطة لبرنامج عمل بعد تحميل الزمن عليها . ستيفن هوكين قام بالخطوة الثانية ، محاولة تحديد بداية الزمن أو نهايته . وأعتقد أنني قمت بالخطوة الثالثة ، تحديد اتجاه الزمن الصحيح بشكل منطقي وتجريبي : من الغد إلى الأمس مرورا باليوم . وهو يعاكس اتجاه الحياة : من الأمس إلى الغد مرورا بالحاضر والواقع المباشر . .... الفقرة السابقة خلاصة ، نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ، وأكتفي بتلخيصها بتكثيف شديد : موقف نيتشه ، لا يوجد واقع بل تفسيرات . موقف فرويد ، سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . هايدغر ، ما يزال سؤاله مفتوحا: ضرورة تحليل الحضور وليس الغياب . .... 3 يعرف الأطفال الحب بالفطرة ، ونفقد تلك الملكة بالتقادم ، جميعا . .... ما هو الحاضر ، طبيعته وحدوده ؟ .... .... الفصل 2 ....طبيعة الحاضر الحضور والغياب احدى الجدليات الكلاسيكية . أيضا يتزايد وضوحها بشكل نوعي ، ويتضاعف بعد معرفة الاتجاه الصحيح لحركة الزمن . الحاضر أحد وجوه الزمن ، والفترة الأهم الآن _ هنا . المفارقة التي تصيب العقل بالدوخة ، ويتعذر فهمها وادراكها إلا من خلال آثارها ، الوجود هناك _ أيضا _ غدا بالقوة ( أو في الماضي كخبرة وتجارب وذكريات ) ....فجوة الألم بتسمية معلمو التنوير الروحي _ تلك المسافة بين المثير والاستجابة ، بين الدال والمدلول ، بين الأقوال والأفعال ، بين الفكر والشعور ، بين الرغبة والتوقع ، وبقية ثنائيات العالم المعاصر ، وهي بدون استثناء علاقات يكتنفها الغموض والمجهول ، ومن بينها الحاضر والواقع ، أيضا القيادة والإدارة ، أو العاجل والهام ....وغيرها . الحاضر والواقع متلازمة وجدلية حقيقية ، تشبه الشعور والفكر أو الشكل والمضمون ، وما تزال خارج مجال العلم والبحث العلمي والفلسفي للأسف أيضا . .... ميتافيزيقا الحضور وجاك دريدا .... الحضور، الانتباه ، التركيز ، الوعي ، الفكر ، الشعور ، الإرادة ، متلازمة الحركة والسلوك . المشكلة أنها تحدث بالتزامن . ويتعذر التحقق العلمي والتجريبي من ترتيبها الصحيح أو الحقيقي . وقبل تكملة القراءة أدعوك لتجربة بسيطة ولطيفة ، محاولة الشعور بإصبع قدمك الوسطى ... التجربة توضح علاقة الوعي والشعور والإرادة ؟ الوعي والادراك ملكة فطرية ومشتركة ، بسهولة يدرك المرء أصبع قدميه وبقية أعضائه . الشعور مختلف ، وهو يلي الوعي وأحيانا يسبقه...كما في تجربة الألم مثلا . الإرادة مستوى ثالث ، نوعي ومختلف . الإرادة الحرة هوية فردية جديدة . التمييز المهم بين الوعي والشعور ، أن الشعور فردي وعضوي بينما الوعي أكثر شمولا ويتضمن الجانب الاجتماعي والثقافي أيضا ، بالتزامن مع الخبرة الفردية المكتسبة . بدورها الإرادة _ المكون الثالث للعادة _ تختلف عن الشعور وعن والوعي معا ، بالتزامن . .... كتبت في نصوص سابقة ومنشورة ، عن ميتافيزيقا الحضور وجاك دريدا ... جاك دريدا وغيره ، ومن يقف في موقع رفض حضور الآخر أو رفض فردية الآخر ؟ موقف رفض الفردية لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع . بسهولة ، يمكن تبين ذلك تجريبيا . رفض الفردية والعقل والإرادة والحرية ، أو رفض حقوق الانسان ، موقف نرجسي . .... مثال تطبيقي ، لكن غير مباشر ، حول الموقف النرجسي أو الموقف الموضوعي تحويل عادة التدخين ، من عادة انفعالية ( لاشعورية وغير واعية ولا ارادية ) إلى هواية أو عادة ( واعية وشعورية وإرادية ) ، عبر 3 حركات وخلال 3 أشهر : 1 _ الحركة الأولى والشهر الأول : فقط إدخال الوعي إلى عادة التدخين . قبل تدخين السيجارة ( كل سيجارة ) الانتباه خطوات عملية التدخين ... 1 _تناول العلبة ، 2 _سحب السيجارة 3 _ اشعالها . ويمكن زيادة تجزئة العملية وليس العكس . 2 _ الحركة الثانية والشهر الثاني : بعدما تصير العادة واعية ، لكنها ما تزال لاشعورية وغير إرادية ، يكون التركيز من أجل تحويلها إلى عادة شعورية أيضا ... تدخين سيجارة ، ثم رمي الثانية في القمامة بدون تدخينها . ولو بدت العملية عبثية ، وغير محتملة أحيانا ، هي ضرورية لاكتساب الشعور بالعادة ، يعدما تكون قد تحولت إلى منعكس عصبي مع التكرار . 3 _ الحركة الثالثة والشهر الثالث : التوقف عن التدخين ، فور ظهور مشكلة . أو بعبارة ثانية ، اشراط التدخين بإنجاز المهمات اليومية وبعدها ، وليس قبلها أبدا . .... مثال 2 الأم البديلة تجري في أيامنا تجربة جديدة ، أن تحمل امرأة ثانية الجنين الذي أخذ من الأم الحقيقية برضا الطرفين ( عبر صفقة ترضي الطرفين ) ، وبعد الولادة يعاد الطفل _ة إلى الأم الأصلية ؟! هي تجربة فعلية للحكاية الأسطورية ، دائرة الطباشير القوقازية ، بين امرأتين تختلفان على نفس الطفل _ة . هذه الأمثلة تنقل فكرة الإرادة الحرة ، أو تقوية الإرادة الشخصية ، إلى مستوى جديد من الفهم والوضوح . تحويل العادات الانفعالية إلى هوايات . .... غدا أجمل
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البديل الثالث 2
-
البديل الثالث ...بعد الدوغما والجدل
-
شعور الحب وطبيعته ...
-
كل حل بالقوة سيء
-
رامي غدير مقابل أريك فروم
-
تسونامي مع في وعاطفي 2
-
تسونامي معرفي وعاطفي ، آت
-
الارادة الحرة والصحة العقلية ...
-
شكرا للألم ...تكملة
-
شكرا للألم 2
-
شكرا للألم
-
رواية الزمن _ الخاتمة
-
رواية الزمن 4 ، 1
-
رواية الزمن 3 ، 4 مع خلاصة الفصل
-
رواية الزمن 3 ، 3
-
رواية الزمن 3 ، 2
-
رواية الزمن ، الفصل الثالث
-
رواية الزمن _ هامش الفصل الثاني
-
رواية الزمن 2 ، 3
-
رواية الزمن 2 , 2
المزيد.....
-
الخارجية الصينية تعلن استضافة ممثلين عن فتح وحماس لإجراء محا
...
-
كتائب -القسام- توجه رسالة ملخصة بصورة إلى أهالي الرهائن الإس
...
-
الدفاع الروسية تكشف إنجازات الجيش على الجبهة خلال الـ24 ساعة
...
-
إسرائيل تتحدى عالما مصريا
-
بايدن يحث الكونغرس على تشديد الرقابة على الأسلحة النارية في
...
-
الصين تعلن عن اختراق في محادثات -فتح- و-حماس- واتفاق على -ال
...
-
قوات -الناتو- تتدرب في غابات لاتفيا على صد هجوم مفترض
-
-يرتدون فساتين نساء غزة-.. صورة متداولة لجنود إسرائيليين تثي
...
-
مصر.. عالم أزهري يرد على ميار الببلاوي بعد انهيارها بسببه
-
الدفاع المدني في غزة: أكثر من 10 آلاف مفقود تحت أنقاض المبان
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|