رواية الزمن 3 ، 3

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 10:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الايمان والدين _ الزمن والوقت .... علاقة الغائب والحاضر !؟
1
جدلية الغياب والحضور إحدى القضايا الفلسفية المزمنة .
بؤرة اختلاف متفجرة ، ليس فقط بين أصحاب المعتقد الواحد ( الدين أو الطائفة أو الحزب أو النهج أو الجماعة أو الفريق ... ) .
المشكلة لغوية _ فكرية بالدرجة الأولى ، اجتماعية _ ثقافية بالدرجة الثانية .
لكنها أكثر من ذلك ، هي مشكلة وجودية ، فردية ومشتركة بالتزامن .
مشكلة الايمان بالغد ؟!
هي مشكلة عقلية ، خلافية ، لا يمكن أن يتفق حولها اثنان .
أكثر من ذلك ، درجة ايمان ( ثقة ) كل منا ، تختلق بين حالة وأخرى ، وبين لحظة وأخرى ، ومع كل شخص عن غيره ....
هل تؤمن _ ي بوجود الزمن ، كحقيقة واقعة مثل النقود التي بحوزتك ؟
....
ما هو موضوع الخلاف الأول بين البشر ؟
هذا السؤال البسيط والواضح والمباشر ، يسأله كل طفل _ة لنفسه ولغيره أيضا .
وبعدما يصل إلى اليأس ، يختار أحد الأجوبة بشكل اعتباطي تماما ، ثم يدمنها .
الاعتقاد والتدخين وجهان لعملة واحدة .
البعض يخاف من الجديد _ كل جديد _ ويختار الأمان كهوية شخصية .
أو العكس يختار الاثارة والجديد _ كل جديد _ كهوية شخصية مقابلة .
هنا _ داخل البيت أمان .
هناك _ خارج البيت إثارة .
لا يمكن دمجهما ، ويتعذر التخلي عن أحدهما !؟
ثنائيات ....الزوج _ة ، العشيق _ة و الهواية ، الوظيفة ....وغيرها .
....
لماذا تصارع المسلمون الأوائل ، وقبلهم المسيحيون واليهود الأوائل ، وغيرهم من بقية الديانات والطوائف ؟
لماذا تصارع الشيوعيون الأوائل في كل بلد ، بل في كل حلقة مستقلة نوعا ما .
لماذا تصارع البعثيون والقوميون ....وغيرهم ؟
الجواب بديهي : على الحصة الأكبر .
....
لا يختلف اثنان على القيم .
لا يتفق اثنان على الأخلاق .
....
القيم تفضيل الغد على اليوم .
الأخلاق تفضيل اليوم على الغد ، مع الادعاء بالعكس .
سوى في حالة التخلف العقلي .
....
2
الايمان والدين أقرب إلى التناقض منهما إلى التشابه والتكامل .
المؤمن الحقيقي حياته الشخصية وسيلة في خدمة معتقده ( دينه أو حزبه أو أسرته ...)
كلنا نكذب .
كلنا نريد ( ونطلب ) المتناقضين معا .
" الحاجة إلى الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا "
بعضنا يدرك هذا المستوى البدائي ، من تنظيم العقل في نفسه أولا .
وقد يقبله أو ينكره _ المقاومة في التحليل النفسي .
وفي المرحلة الثانية ، قد يتقبله من غيره أو يفشل بذلك : العجز عن الحب .
كتب محمد الماغوط مرة :
أتخيل الأبطال في دورات المياه ،
وخلف الأسيجة وهم يرفعون سراويلهم ويتثاءبون .
وقبله كتب بودلير :
البعض لا يستطيع أن يلهو إلا بين قطيع
البطل الحقيقي يلهو وحيدا .
....
3
ما هو الحاضر ؟ّ!
لا يمكن معرفة الغائب سوى بدلالة الحاضر .
عدا ذلك ، لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع .
....
منجز هايدغر المعرفي ، والأهم برأيي ، ادراكه لغموض الحاضر وليس الغائب فقط .
وبقي سؤاله الشهير : ما الحاضر ؟
يردد صدى سؤال سقراط : اعرف _ي نفسك ....
....
أعتذر عن التكرار ، الحاضر المزدوج بين الزمن والحياة ، هو المشكلة والحل بالتزامن .
كل حل خارجي أولا فاشل ، ويقارب الجريمة .
بالتزامن ، الحل الداخلي لا يكفي . لا يمكن أن يكفي بمفرده .
وضع المخنث أو ثنائية الجنس للفرد ، حالة بدائية وقبيحة لو تكررت بأي صيغة .
هذه الفكرة مركبة ، وتحتاج إلى تفصيل ومناقشة مستقلة ، ومع ذلك هذا موقفي الهادئ والمفكر فيه . موقفي الواعي والإرادي يقبل الحوار دوما ، الأفكار ناقصة بطبيعتها .
الحوار عتبته الجدل المنطقي .
الحوار والثرثرة نقيضان ، وعلاقتهما قطبية مثل الجنوبي والشمالي .
بعبارة ثانية ، الجدل المنطقي يفصل تماما بين المستويين الأعلى والأدنى للكلام .
....
4
السلوك الإنساني المعرفي !؟
العقل مشكلة الفرد ، الموقف البوذي الأصيل .
لكنه مزدوج ، والعقل هو الحل الوحيد للفرد وللمجتمع وللحياة والكون .
والتكملة ليست من التأويل بشيء .
الموقف البوذي الأصيل : الشقاء في العقل والسعادة في العقل أيضا .
وهو يشترك _ إلى درجة التطابق _ مع الفلسفة الكلاسيكية ومع مدارس التصوف المختلفة .
....
توجد مشكلة تكاد لا تصدق : الخلط بين المرض النفسي وبين المرض العقلي !؟
_ يوجد مرض نفسي .
_ يوجد مرض عقلي .
كما يوجد مرض عيون أو مرض أسنان .
يوجد أيضا مرضى ، في العقل والنفس ، كما في الأسنان والعيون .
ما سبب الخلط ؟
الحاجة إلى الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا .
مشكلة فرويد وماركس وأنت وأنا _ هذه مشكلة العقل الفردي المشتركة .
كيف يحلها الفرد ، وبالطريقة التي يحلها الفرد ( امرأة او رجل ) تتشكل عقليته الجديدة _ المتجددة ومشاعره .
....
المشكلة العقلية ، مرحلة ثانوية وتتأسس على القاعدة النفسية .
طوال القرن العشرين ، بقية مشكلة ازدواج الفرد الإنساني بين عقل وجسد ، بدون حل .
_ الفريق الفيزيولوجي ، وأبرزهم بافلوف وسكنر وفرويد ، يرى العقل ثانيا .
_ على العكس من الفريق الآخر ( ....) ، الذي يرى الجسد ثانيا .
الموضوع شديد التعقيد والغموض ، وهو محور خلاف منذ آلاف السنين ، وربما يبقى الحال طويلا قبل التوصل إلى حلو موضوعية ، أو البديل الثالث كما نقول بمصطلحات اليوم .
....
الزمن والوقت ، مثل الضوء والنور ...مترادفتان .
في اللغة العربية ، السبب يكمن في تعدد المصادر .
تحتاج اللغة العربية إلى إصلاح جذري وشامل ، مثل الدين ونظم الحكم والقانون ...وغيرها .
الإبقاء على المشكلة اللغوية بدون حل !
لا يتعدى حد الجنون .
لأن الجميع يخسر في الحضور وفي الغياب معا .
تحديث اللغة العربية بالتزامن مع اللهجات ، حاجة عاجلة وهامة وضرورية الآن _ هنا .
....
اللغة والمال والشعور الفردي ، غايات ووسائل بالتزامن .
أدعوك للتأمل قليلا في الفكرة .
....
مشكلة التنظيم العقلي للفرد ؟
أعتقد أن التصنيف السابق الخماسي يحتاج إلى تعديل :
1 _ النرجسية 2 _ الدغمائية 3 _ الأنانية 4 _ النقدية 5 _ الموضوعية .
المستوى الأول والبدائي ، هو التفكك . حيث المرض العقلي والنفسي واحد .
وفي المستوى الثاني التنظيم النرجسي للشخصية : أنا _ ضد الجميع .
وفي المستوى الثالث الموقف الدغمائي : نحن _ ضد _ هم .
والموقف الأناني ، ثم النقدي متصلان ومنفصلان بالتزامن .
الموقف الإنساني أو الموضوعي ، يتمثل عبر الابداع ومن خلاله .
أيضا بتسميات عديدة لأصل واحد : التفكير من خارج العلبة ، تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، قفوة الثقة ، الايمان العقلاني ، موقف الحب .

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل