عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 18:34
المحور:
الادب والفن
رمضانُ الذي يطرحُ الأسئلة
في ذلكَ الزمان القديم ..
يوم لم يكُن الله ، دائماً معنا ..
كان رمضانُ بسيطاً.
كان ساكِتاَ نوعاً ما
وكان بهِ فرحٌ قليل
وبهِ أيضاً شيءٌ من الحُزنِ
يجعلُ الطعامَ رديئاً.
كان ذلك الرمضان .. رمضانُ الحروب
التي يذهبُ الأبُ اليها صائماً
ليعودَ "مُفْطِراً" بالعَلَم الوطنيّ
مع قليلٍ من الغبار والعُشب
في فمهِ المفتوحِ على وسعه.
كان ذلك الرمضان .. رمضانُ الأمّهات
اللواتي يسألنَ اللهَ ، قبل كُلِّ غروب ،
لماذا يغيبُ مذاقُ الأُبُوّةِ هكذا
في عشاء اليتامى ؟
كان ذلك الرمضان .. رمضانُ الأسئلة
حيثُ كانَ عليكَ
أن تصومَ .. لتَعْرْف
وأن تصومَ .. لتَحلَمَ
وأن تصومَ .. لتكونَ
وليسَ لتأكُلَ تمرَ الحُفاةِ
وأنتَ وحيدٌ ، كضيفٍ غريبٍ،
على العائلة.
في ذلك الرمضان ..
يوم لم يكُن الله ، دائماً معنا ..
كانت دائماَ معنا ، مُعلّمةٌ كالنبيّ ،
تُذَكِّرنا بأنَ الصيام
هو الآخرونَ الجياعَ
وحينَ يحينُ أذانُ الغروب
يجِدْ أطفالهم
شيئاً على هذه الأرضِ
التي تشبهُ المائدة.
في الرمضانِ الذي جاء لاحِقاً
حيثُ اللهُ
أصبحَ دائماً معنا
غابت الأسئلة
ولم نعُدْ نصومُ .. لنعرِف
ولم نعُدْ نصومُ .. لنحلَم
ولم نَعُدْ نصومُ .. لنكون
وغاب الجياعُ
عن تُخمة العائلة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟