أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - شاهر أحمد نصر - نضال الطبقة العاملة والفئات المنتجة ضمانة اساسية لتحقيق الديموقراطية















المزيد.....

نضال الطبقة العاملة والفئات المنتجة ضمانة اساسية لتحقيق الديموقراطية


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1537 - 2006 / 5 / 1 - 12:13
المحور: ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
    


تكثر في الآونة الأخيرة الدعوة إلى تبني الليبرالية، كوسيلة لمعالجة الأزمات التي حلت بمجتمعاتنا، وانسداد الأفق أمامها نتيجة لهيمنة بنية ومنظومة الاستبداد والفساد... ويرى بعض المثقفين والباحثين أن الليبرالية ملازمة للديموقراطية، ولا يمكن تحقيق الديموقراطية بمعزل عنها... ومن الملفت للانتباه أن كثيرين من دعاة الليبرالية الحاليين في مجتمعاتنا هم من أصول يسارية وماركسية، يقفزون من صفوف اليسار إلى الليبرالية، وكأنّهم يريدون إعلان براءتهم من أصولهم اليسارية، التي لم تجلب، ولن تستطيع أن تحقق، حسب رؤيتهم، إلاّ الديكتاتورية والاستبداد؛ في حين ستحل، كما يتوهمون، الحرية مع تطبيق النهج الليبرالي، وستتم معالجة المشاكل والقضايا التي لم تستطع القوى اليسارية معالجتها، أو التي نجمت عن نهجها.. وفي هذا المجال نرى مفيداً تبيان المسائل التالية:
* ترافقت الدعوة إلى الديموقراطية في القرن الثامن عشر مع نمو حركة التنوير في أوربا، التي طالب ممثلوها البارزون بالحرية والتقدم... كما جاءت تلك الدعوة كاستجابة لاحتجاج الجماهير الشعبية العاملة ضد تجاوزات الملكية والنبلاء، ونضال الفلاحين لتحرير أنفسهم من الضرائب والرسوم المرتفعة... فالديموقراطية كانت شكلاً من أشكال نضال الجماهير ضد الأرستقراطيين، وليس مجرد حق الاقتراع المتساوي. فحق الاقتراع العام المتساوي من المطالب السياسية للديموقراطية الجديدة، لكنّه ليس جوهر الديموقراطية ذاتها.(1) ويعد نضال الطبقة العاملة حجر الزاوية في رسم الشكل الذي اعتمدته الديموقراطية في العصر الحديث.
* ولدت الماركسية والفكر الاشتراكي في كنف الديموقراطية. وكانت الديموقراطية أساس نشاط الماركسيين الأوائل. ومع تطور التجربة الديموقراطية في أوربا، وتعدد واختلاف أشكال تطبيقها في الواقع، أخذت نظرة الماركسيين إلى الديموقراطية طابعاً طبقياً شيئاً فشيئاً، ومرت نظرة الماركسيين إلى الديموقراطية بمراحل مختلفة، واختلفت من بلد لآخر... إلاّ أنّ افتراق الماركسية، والاشتراكية عن الديموقراطية يشكل خطراً حقيقاً عليها..
* عرفت أوربا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عدة أشكال من الديموقراطية، منها: الديموقراطية الاجتماعية، والديموقراطية الليبرالية والإمبريالية والكولونيالية...
جسدت الديموقراطية الاجتماعية مقاومة الرجل البسيط الشريف للرأسمالية المبكرة، وأكدت أهميتها في الفترة التي سبقت 1848، أما الديموقراطية الليبرالية فقد جسدت احتجاج رأسماليي المنافسة الحرة ضد الشكل الجديد لرأس المال الاحتكاري الممركز وهيمنت في أوربا في الفترة ما بين 1880 إلى الحرب العالمية عام 1914. ربما كانت الحركتان قد أظهرتا العيوب الأخلاقية للنظام الاقتصادي المسيطر، لكنّهما لم تكونا في وضع يمكنهما من وضع نظام اقتصادي واجتماعي آخر في مواجهة الرأسمالية المبكرة والإمبريالية، يكون معبراً عن التقدم التقني والإنتاجي القائم.(1)
تدعي الديموقراطية الليبرالية إمكانية إقامة توازن بين الفئات المالكة وبين الجماهير العاملة، عن طريق تطبيق الشكل الليبرالي في الحكم. وتزعم أنها تحقق التوازن بين العمال والرأسماليين بفضل سياسة السلام والمنافسة الحرة التي تؤمن التقدم الاقتصادي والحضاري للإنسانية، وتكفل الوسائل الضرورية للوفاق الطبقي. علينا التمييز بين الديموقراطية الليبرالية والفكرة الليبرالية في قيمتها العامة، التي تدعو منفصلة عن السياسة الحزبية، وبغض النظر عنها، إلى حق الفرد في تطوره الخاص. وتنتمي لهذا السبب إلى أثمن ممتلكات الحضارة الإنسانية. وتعد سويسرا والنرويج خير مثال على تطبيق الديموقراطية الليبرالية..
* عرفت أوربا في القرن العشرين وعقب انتصار الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، والانتصار على الفاشية عام 1945 العديد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، كحق الاقتراع العام، وحقوق المرأة ومشاركتها في الانتخابات، والضمان الاجتماعي والصحي، والتعليم، ومعالجة معضلة البطالة... ومن الضروري التذكير بأنّ هذه الإنجازات الاجتماعية لم تكن لتحصل من غير نضال الطبقة العاملة في تلك البلدان، وانتصار الثورة البلشفية التي كانت أول من طبق هذه الإجراءات... من هنا يتبين أنّ ما تحقق لم يكن بفضل الفكر الليبرالي وحده، بل تزامن مع نضال الطبقة العاملة والمنتجين والمفكرين وتضحياتهم... فالرأسمالية لا تقدم الحسنات، ولا الإصلاحات مجاناً... مع عدم نكران الدور الإيجابي الذي لعبته الليبرالية في خلق الظروف الملائمة لتقدم الفرد والمجتمع.
* لعب التفاعل بين قوى اليسار والليبرالية، والذي أخذ أحياناً شكلاً من أشكال الصراع، لعب دوراً هاماً في تطور الجانبين، ومن غير المنطقي ولا الموضوعي أخذ أياً منهما، في أشكال تطبيقه، بمعزل عن الآخر... ولما كانت المجتمعات التي تهيمن فيها علاقات السوق تتكون من مختلف الفئات والطبقات الرأسمالية والكادحة، فمن الطبيعي أن توجد فيها التنظيمات السياسية التي تعبر عن مصالح هذه الفئات والطبقات، بما فيها اليسارية والليبرالية. فالديموقراطية تبيح تشكل هذه التنظيمات، ولما كانت قوى رأس المال تسعى لتشكيل التنظيمات التي تدافع عن مصالحها، وتدعو إلى الفكر المعبر عن هذه المصالح، والذي تعد الليبرالية أحد أشكال تجلياته، فمن الطبيعي أن توجد تنظيمات أخرى للقوى المنتجة، وفكر آخر يعبر عن مصالحها...
لا يظنن أو يحلمن أحد بأن الفئات الرأسمالية المتبنية لليبرالية ستدافع ببساطة عن مصالح المنتجين والكادحين... كل يدافع عن مصالحه. ومن هنا تأتي أهمية وجود التنظيمات والفكر الذي يعبر ويدافع عن مصالح الطبقات الكادحة... ويساهم وجود هذا الفكر والتنظيمات اليسارية في تطور الفكر الليبرالي ذاته، كما ساهم الفكر الليبرالي في أحد تعابير وجوده في تطور فكر الجماهير الكادحة والمنتجين، والسماح لهم بتشكيل التنظيمات والنقابات التي تدافع عن مصالحهم... من المفيد رؤية العلاقة المتبادلة بين الطرفين دون إلغاء الواحد للآخر... في مراحل تاريخية معينة يحتاج فيها المجتمع للطرفين...
ومن الضروري التأكيد على أن وجود أو هيمنة الفكر والتيارات الليبرالية في المجتمع، يجب ألا يكون على حساب المنتجين والكادحين، أو التخلي عن بعض المكاسب التي حققوها إن وجدت... إن الدعوة إلى التراجع عن الإجراءات الاقتصادية الاجتماعية التي حصلت في مرحلة معينة في المجتمع، مثل توزيع الأرض على الفلاحين، وعن بعض القوانين التي تدافع عن مصالح العاملين لن يكون في صالح المجتمع ولا الليبرالية، لأنّه يزيد التوتر في المجتمع، ويخلق ظروفاً غير ملائمة للاستثمار، وللتطور الاقتصادي السليم... الليبرالية ليست بلسماً يشفي من كل الجراح، وإذا كانت الديموقراطية الليبرالية قد طبقت بشكل جميل ومثمر في سويسرا والنرويج، فإنّ ذلك لا يعني أنّ هذه الوصفة صالحة لبلداننا، خاصة وأن الظروف الموضوعية التي تعيشها بلداننا من تدني مستوى الإنتاج، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة والفساد، تختلف كلياً عن تلك الظروف التي نجحت فيها التجربة الديموقراطية الليبرالية في تلك البلدان... إنّه لأمر مجحف وشديد الخطورة أن تمنح رأس المال الحرية المطلقة، بحجة تطبيق الليبرالية، وفي الوقت نفسه يتم تقييد جماهير العمال والمنتجين والمفكرين، ومنعهم من تشكيل التنظيمات التي تدافع عن مصالحهم... هذا لا يعني الدعوة إلى حظر تشكل التيارات الليبرالية، فطالما وجد التعدد الطبقي في المجتمع ستوجد التيارات الفكرية والتنظيمية المختلفة بما فيها اليسارية واليمينية والليبرالية...الخ. ويلعب النهج الديموقراطي دوراً مهماً وأساسياً كيلا يصل الصراع في المجتمع وبين هذه التيارات إلى حالة تناحرية هدامة...
من الضروري معرفة حقيقة أن لليبرالية وجوداً داخلياً في كل بلد، ودولياً على نطاق العالم أجمع، وهذان الوجودان متكاملان يهدفان إلى حماية مصالح رأس المال.. ومن هنا تأتي أهمية تضامن الكادحين في الدولة الواحدة وفي العالم أجمع للدفاع عن مصالح المنتجين... لقد بينت التجربة التاريخية أن الحكومات الليبرالية تتخلى عن الإنجازات والمكاسب التي حققها العمال والمنتجون خلال نضالهم الطويل، ما أن تلمس وهناً وضعفاً في الحركات اليسارية... وهذا ما انعكس على السياسات الاقتصادية لدول أوربا الغربية وأمريكا عقب انهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية... من هنا تأتي أهمية وجود التنظيمات اليسارية التي تدافع عن مصالح المنتجين خاصة مع عودة الليبرالية على المستوى الداخلي والعالمي... فنضال الطبقة العاملة هو صمام الأمان لتطور المجتمعات بشكل إنساني سليم... مع التأكيد على أنّ النضال يأخذ أشكالاً وأنماطاً مختلفة، ولم يعد يقتصر على الأساليب التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر... وتعد مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، وجمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الوطنية المختلفة، من منابر النشاط الديموقراطي الهامة... ومن الضروري الانتباه إلى نمو ظاهرة الوصولية والانتهازية والطائفية في المجتمع، وتأثيرها السلبي على قوى اليسار... كما أنّ الفساد والمفسدين، وأصحاب الملايين الجدد تمرسوا لدرجة تجعلهم لا يخجلون من امتطاء حصان النضال، أو استثمار أموالهم وإمكانياتهم المادية الفاسدة لجذب شخصيات فكرية ونضالية مرموقة إلى شاليهاتهم، أو إلى المناسف العامرة التي ينظمونها للدفاع عن تطلعاتهم، ومصالحهم، تحت ستار النضال، فضلاً عن تحول أحزاب شيوعية أو أحزاب تحسب على اليسار إلى مطية لحماية الفساد...
لقد أصبحت أشكال النضال أكثر صعوبة وتعقيداً، وتحتاج في المرتبة الأولى إلى بنية ومناهج معرفية سليمة، تساهم في تلاقي وتعاضد مختلف القوى المضطهدة وقوى اليسار والعلمانية... ومن غير المنطقي رؤية أي تقدم يحصل في المجتمع دون نضال الكادحين والمنتجين والمبدعين والقوى المعبرة عنهم... الذين يستحقون الوقوف دائماً بإجلال تقديراً لتضحياتهم التي تقرر مصير الإنسانية. فتحية لجميع العمال بسواعدهم وأدمغتهم في عيد العمال العالمي.
طرطوس 1 أيار (مايو) 2006 شاهر أحمد نصر
ــــــ
(1) أرتور روزنبرج ـ الديموقراطية الأوربية بين 1845-1933 ـ منشورات وزارة الثقافة ـ ترجمة ميشيل كيلو ـ 1984



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور الطبعة العربية من الكتاب الإشكالي: اغتيال الحريري
- عبد المعين الموحي خسارة لا تعوض
- المعارضة في خطر
- دمعة على أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي
- أين يكمن الخطأ؟
- تحية إليكِ وإلى ناشدات الحرية جميعاً في عيد المرأة العالمي
- عبد المعين الملوحي زيتونة الشام
- لا تنسوا الدكتور عارف دليلة
- الماركسية والديموقراطية - نظرة تاريخية نقدية
- الحوار المتمدن يؤلف القلوب ويوحد الأحزاب
- كيلا تطغى الشعارات على الإصلاح في الوثيقة الوطنية
- إعلان دمشق نقلة نوعية متقدمة تحتاج إلى نظرة نقدية وممارسة مو ...
- جورة حوا الحموية تعادل مئات البيانات الثورية في تحرر المرأة ...
- ملاحظات حول مشروع أهداف جمعية مكافحة الفساد
- القمع والخوف يحصنان الفساد
- الديموقراطية وسيلة ضرورية للإصلاح السياسي في العالم العربي
- الإصلاح الاقتصادي السليم يتطلب إصلاحاً سياسياً ديموقراطياً
- بيان الحزب الشيوعي مرشد المستغََلين لاستعادة حقوقهم
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية -الفصل الثامن
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية 3/4


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة / المنصور جعفر
- حالية نظرية التنظيم اللينينية على ضوء التجربة التاريخية / إرنست ماندل
- العمل النقابي الكفاحي والحزب الثوري / أندري هنري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - شاهر أحمد نصر - نضال الطبقة العاملة والفئات المنتجة ضمانة اساسية لتحقيق الديموقراطية