أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شاهر أحمد نصر - أين يكمن الخطأ؟















المزيد.....

أين يكمن الخطأ؟


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 11:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


سألني أحد الأصدقاء بعد لقاء عابر ومعبر مع الأستاذ عماد شيحة: كيف وجدته، ألم يحطمه السجن بعد تلك العقود الثلاثة التي أمضاها في الزنازين، لأسباب سياسية؟
أجبته: خلال الفترة القصيرة التي تلت خروجه من السجن منذ أقل من ثلاث سنوات أصدر عماد شيحة رواية "موت مشتهى" وترجم كتابين أحدهما لمايكل مور، والثاني لبرنارد لويس.
هذه صورة عن مقاومة الإبداع والحياة للسجن يسجلها أغلب السجناء السياسيين كعماد شيحة والدكتور عبد العزيز الخير والشاعر فرج بيرقدار، وعبد القادر نابلسي، ورفاقهم الذين روضوا الحياة في السجن وحاولوا استغلال كل يوم أمضوه في السجن لتعزيز معارفهم، لأنّهم يعلمون أن الوطن بأمس الحاجة إلى المعرفة، فأعطوا الوطن، وهم في السجن، أضعاف ما أعطاه الملايين وهم خارج السجن... وإن دل هذا الأمر على شيء فهو يدل على عمق الروح الوطنية التي يتمتع بها سجناء الرأي، وأن الحياة والإبداع أقوى من السجن والسجانين، الذين حاولوا إطفاء جذوة الإبداع لدى هؤلاء الوطنين فلم يفلحوا، وتحول السجان إلى سجين قابع في تخلفه، وعدم فهمه لسنة الحياة، وحتمية تفتح براعم الزهر، وانبلاج الفجر من ظلمة الليل..
الكتاب الثالث الذي يصدره عماد شيحة هو: "أين يكمن الخطأ" الذي يعرض لصدام الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط. وقد نوه المترجم في مقدمته إلى "أنّ إدوارد سعيد قام، ومنذ أكثر من ربع قرن، بتفكيك الأساس المعرفي لمجمل أعمال برنارد لويس، وأظهر هشاشتها النظرية وانطلاقها من وجهة نظر مسبقة تمليها انتماءات أيديولوجية، فقد واصل برنارد لويس رحلته، وتحوّل مع الزمن من مؤرخ ومستشرق إلى أحد منظري النخبة السياسية السائدة في الولايات المتحدة اليوم ـ خاصة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ويرى المترجم أنّه "كيلا يتحول صراع الحضارات المزعوم إلى صراع الشعوب... لا بدّ وأن يتم التصدي لتلك الأفكار بالأدوات المعرفية المعهودة."
يتألف الكتاب من مقدمة وسبعة فصول. يزعم المؤلف (برنارد لويس) فيها أن جوهر كتابه هو السؤال الذي يطرحه الناس في العالم الإسلامي وخاصة في الشرق الأوسط، بعد احتكاكهم بالغرب، على أنفسهم عن سبب تخلفهم عن الغرب، متسائلين: أين يكمن الخطأ؟ ويلخص العلاقة زوراً بين الطرفين على أنّها حرب مستمرة بين المسلمين والمسيحيين.
في الفصل الأول يحاول تقديم سرد تاريخي عن "دروس المعركة"، ويرى في معاهدة كارلوفيتش في 26 كانون ثاني (يناير) 1699 التي استعادها النمساويون من الأتراك عام 1698 أول معاهدة سلام توقعها الإمبراطورية المهزومة مع خصومها المسيحيين المنتصرين. و"قدم السلام الموقع في كارلوفيتش درسين داخليين. كان الأول عسكرياً، الاندحار أمام قوة متفوقة. أما الثاني دبلوماسياً.."ص25
وفي الفصل الثاني: "السعي إلى الثروة والقوة" يقدم المؤلف تفسيراً حاقداً بعيداً عن الموضوعية للعلاقات بين الدول والمجتمعات يبنيه على أسس دينية بحتة، متجاهلاً الأسباب الاقتصادية التي تكمن في أساس وجوهر هذه العلاقات، وهو يرى أن "موقف المسلمين كان مختلفاً عن موقف باقي الحضارات الشرقية التي عانت من أثر التوسع الغربي". وكأني به يقول إنّ شعوب شرق آسيا (الذين يدعوهم بالهندوس والبوذيين) قد رحبوا بالاستعمار الغربي (المسيحي على حد زعمه)... ويتابع ترويج أفكاره المسمومة بالزعم بأنه "في الجانب المسيحي هنالك اختلاف مشابه في الموقف من الحضارات الآسيوية الثلاث، ولأسباب واضحة، إذ لم يحكم الصينيون ولا الهنود الأرض المسيحية المقدسة. ولم يحكموا أسبانيا، أو يستولوا على القسطنطينية أو يحاصروا فينا. ولم يقم الهندوس ولا البوذيون ولا الكونفشيوسيون بنبذ الأناجيل المسيحية باعتبارها محرفة تجاوزها الزمن، ولم يقدموا لاحقاً نسخة أفضل لكلمة الله بدلاً منها".ص39 وهو يزعم هنا بأنّ الإسلام نبذ الأناجيل المسيحية وقدم نسخة أفضل لكلمة الله، وهو إما جهل بحقيقة الإسلام، أو محاولة خبيثة لتشويه الحقيقة، وبث نار العداوة بين المسلمين والمسيحيين، وأرجح الاحتمال الأخير، نظراً للخلفية القريبة من الصهيونية التي يمتاز المؤلف بها... وأعتقد أنّ القارئ النبيه والمؤرخ النزيه يستطيع ببساطة ضحد هذه الآراء بالعودة إلى القرآن والأحاديث وإلى تاريخ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وخير مثال عليها عهدة الخليفة العادل عمر بن الخطاب إلى أهل إيليا (القدس) وإقامته الصلاة خارج الكنيسة المقدسة كيلا يحولها المسلمون الغالبون إلى مسجد...
يميز المؤلف في بحثه عن سبب التطور الاقتصادي في الغرب وتخلفه في الشرق بسرده رأي من المفيد التمعن به والاستفادة من مغزاه: "في الغرب يجني أحدهم المال في السوق لاستخدامه في شراء السلطة أو النفوذ. أما في الشرق فيستغل أحدهم السلطة ويستخدمها لجني المال. لا يوجد فارق أخلاقي بين الاثنين، لكن تأثير كلٍ منهما على الاقتصاد وعلى نظام الحكم مختلف جداً."ص59
في الفصل الثالث يعرفنا المؤلف على العوائق الاجتماعية والثقافية، والاختلاف في الطريقة التي يعالج الغرب فيها المسائل الاقتصادية والإدارية والعسكرية عن الشرق، والاختلافات بين المجتمعين الإسلامي والغربي، محاولاً تصوير بعض سمات الاختلاف بالاقتباس من شرق أوسطيين زاروا الغرب. وينتقل في الفصول اللاحقة من الكتاب إلى التحديث والمساواة الاجتماعية، والعلمانية والمجتمع المدني، والوقت والبعد والحداثة، مختتماً الكتاب بمظاهر التغيير الثقافي.
ونتعرف في ملاحق الكتاب على "برنارد لويس وجينة الإسلام ـ لـ آلان غرين" ، و"ما الذي ضلّ سبيله؟ أثر الغرب والاستجابة الشرق أوسطية. لـ هشام جعيط"، و"خطة لتكريس النفوذ النمطي الأمريكي ـ صراع الحضارات، لـ تييري ميسان رئيس تحرير شبكة فولتير". و"ما الخطأ الذي حدث؟.. الصدمة الغربية والرد الشرق أوسطي، لـ كامبردج بوك ريفيوز".
الأفكار والآراء الواردة في الكتاب جديرة بالاهتمام والدراسة والنقد، وعلى الرغم من أنّ كثيراً منها يحتاج إلى تصويب، وتدقيق تاريخي ومعرفي، إلاّ أنّ ذلك لا يفقدها أهميتها، وأهمية المسائل التاريخية التي تطرحها، كيلا يبقى كثير من الأمور مجهولاً لنا كما (بقيت الأدبيات العلمية الجديدة لأوربا مجهولة كلياً.. فحتى نهاية القرن الثامن عشر، لم يترجم إلاّ كتاب طبي واحد إلى إحدى لغات الشرق الأوسط)ص15..
العنوان الأصلي للكتاب:
NEW YORK TIMES BESTSELLER
BERNARD LEWIS
AUTHER OF THE CRISEIS OF ISLAM
WHAT WENT WRONG?
The Clash Between Islam and Modernity in the Middle East

يقع الكتاب في /180/ صفحة صدرت طبعته الأولى علم 2002 عن دار: Oxford University Press أما الطبعة العربية الأولى فقد صدرت في دمشق عام 2006 في /190/ صفحة من القطع الكبير: عن دار الرأي للنشر: http://www.daralrai.com توزيع: دار الحصاد، ودار السوسن. الإخراج الفني: همام أيمن بهلول. ترجمة: عماد شيحة.برنارد لويس
أين يكمن الخطأ؟
صدام الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط
ترجمة : عماد شيحة
عرض: شاهر أحمد نصر



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إليكِ وإلى ناشدات الحرية جميعاً في عيد المرأة العالمي
- عبد المعين الملوحي زيتونة الشام
- لا تنسوا الدكتور عارف دليلة
- الماركسية والديموقراطية - نظرة تاريخية نقدية
- الحوار المتمدن يؤلف القلوب ويوحد الأحزاب
- كيلا تطغى الشعارات على الإصلاح في الوثيقة الوطنية
- إعلان دمشق نقلة نوعية متقدمة تحتاج إلى نظرة نقدية وممارسة مو ...
- جورة حوا الحموية تعادل مئات البيانات الثورية في تحرر المرأة ...
- ملاحظات حول مشروع أهداف جمعية مكافحة الفساد
- القمع والخوف يحصنان الفساد
- الديموقراطية وسيلة ضرورية للإصلاح السياسي في العالم العربي
- الإصلاح الاقتصادي السليم يتطلب إصلاحاً سياسياً ديموقراطياً
- بيان الحزب الشيوعي مرشد المستغََلين لاستعادة حقوقهم
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية -الفصل الثامن
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية 3/4
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية 2 -4
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية
- عماد شيحة يدشن عمله الأدبي المطبوع ب -موت مشتهى-
- عبد المعين الملوحي يتوج عطاءه الأدبي بترجمة شاعر فيتنام تو ه ...
- قانون الأحزاب ضرورة موضوعية في الدولة العصرية


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شاهر أحمد نصر - أين يكمن الخطأ؟