أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شاهر أحمد نصر - عبد المعين الملوحي يتوج عطاءه الأدبي بترجمة شاعر فيتنام تو هو















المزيد.....

عبد المعين الملوحي يتوج عطاءه الأدبي بترجمة شاعر فيتنام تو هو


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:44
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الأديب والشاعر المبدع عبد المعين الملوحي غني عن التعريف، تتحدث عنه أعماله المنشورة، في مختلف صنوف الأدب، من شعر ونثر ومقالة وترجمة وتحقيق التراث.. والتي قاربت المائة، فضلاً عن عشرات الأعمال الأخرى غير المنشورة...
توج الملوحي عطاءه بإصدار ترجمته لديوان منذ لشاعر فيتنام الفذ تو هو... وقد قام مشكوراً بتوزيعه للديوان مجاناً على شرف الشعب الفيتنامي البطل...
ولد " تو هو " في " هوي " ( جنوبي فيتنام ) عام 1920 .
كان عمره عشر سنوات حين ولد حزب الطبقة العاملة، وست عشرة سنة عندما جره لداته إلى النشاط السري، وتسع عشرة سنة عندما سلك الطريق إلى السجن. وخمساً وعشرين سنة عندما قاد الثورة التي استولت على الحكم في "هوي" وفي الأربعين أصبح من أمناء الحزب الشيوعي الفيتنامي.
كان كل نصر وكل تجربة يمر بها شعبه نصراً وتجربة له. كان قلبه يهتز مع الأفراح والأتراح التي تهز وطنه. وبما أن لغته كانت غنية بكل ما يملك الكنز الشعري الوطني من ثروات، فقد كانت قصائده مشخصة لكل ما طرأ على الثورة من تغيرات ومخاطر.
ذلك هو "تو هو".
وتأسف دار النشر الفيتنامية باللغات الأجنبية التي نشرت هذا الديوان عام 1968 باللغة الفرنسية، لأنّها لا تستطيع تقديم غير قسم يسير من مؤلفاته، ثم ألا تستطيع في هذه التراجم تضمين غير شيء يسير من موسيقى شعره وغناه .
تتوزع عاطفة الشاعر في قصائده بين الذاتية والوطنية والأممية، ويفتتح الديوان بقصيدة منذ، التي كتبها عام 1938، التي تذكرنا بمحي الدين بن عربي المحب لبني البشر جميعاً:
"ربطت قلبي بكل القلوب الحية
لكي ينتشر حبي على أجنحة كل الرياح
ربطت روحي بكل الأرواح المتعبة
لكي تكون الحياة أكثر قوة عندما تكون أكثر قرباً . "
وتأسرنا المشاعر الرومانسية في قصيدة القمر:
"لماذا لا تصبحين
يا ابنة النهر
طرية عطرة كزهرة الأقحوان
نقية مثل ماء الصخرة في الغابة عند الفجر "
ونعيش مع الشاعر أهوال الوحدة "في السجن"، ويقارن مشاعر السجين بمشاعر الناس والعصافير في الهواء الطلق:
"ما أشد الوحدة في السجن
القلب يهتز ، والأذن ترهف السمع .
أصغي إلى الحياة التي تدور بعيداً يا للفرح
ما أشد ما يعيش الناس سعداء هنالك في الهواء الطلق
أسمع العصفور يغني عند البحيرة
والخفاش يطير ويضرب بجناحيه
والعابرين يضربون بقباقيبهم الأرض"
وعلى الرغم من هول ما يعانيه الشاعر السجين، فإنه لا يستسلم، وسيبقى يناضل للقضاء على الاستغلال والاستعباد:
لم أمت أنا ، ولا غضبي مات
ولا الهوان الحالي الذي مضت عليه ألوف السنين
ولا النضال دون هوادة ودون رحمة
في سبيل القضاء على أبناء آوى ، على الكواسر
في النضال ضد الاستعمار والاستغلال يتوحد المناضلون، تبقى مشاعرهم جياشة تجاه أهلهم وذويهم وخاصة الأم، إلاّ أنّهم في الوقت نفسه يجدون خلال مسيرة النضال أمهات حنونات مثل أمهاتهم، وهذا ما أكده نضال الشعب الفيتنامي البطل ضد الاحتلال، ويؤكده الشاعر في قصيدة "أمي":
يا أماه يبقى القلب خفاقاً ما دامت أوتاره متماسكة
أنا وأنت ومواطنونا أسرة واحدة
كلما سرت في طرقات الحرب وتعرضت للخطر
تكشفت لي أمهات جديدات
أمهات حنونات مثلك يا أماه
كلهن يرونني عزيزاً عليهن كأني ولدهن

أنت التي تذوين فأرجوك لا تقلقي علي
سأعود إليك عندما أكنس أعداءنا
ولا ينسى الشاعر توجيه تحية إلى لينين الخالد بين الناس إلى الأبد، بعد أن دشن ربيع التاريخ الإنساني لينبثق منه عالم سعيد:
"يا لينين
كيف نعتقد أنك تواريت
وأن عصرنا فقد
أنعم زهرة في الإنسانية عبيراً
أنت تعيش بين الناس إلى الأبد
ونظرتك تشع على جبينك العريض المشرق
في الربيع الذي انبثق منه عالم سعيد"

"ما زلت كما كنت
مقاتلاً
لا هوادة ، ولا راحة ولا ملامة ولا خوف
تكره الأعداء ، والمنافقين من كل قلبك
تحمل طول حياتك بذلتك من القماش البالي
وحذاءك المرقع"

ويخص الشاعر بنت فيتنام الآنسة " تران تي لي " من أهالي مقاطعة " كوانغ نام " المقاتلة الشجاعة في سبيل الوحدة الوطنية، التي تعرضت لتعذيب لا إنساني أنزلته بها سلطات جنوبي فيتنام. وتم إنقاذها من موت محتم بفضل تضحية مواطناتها، واستطاعت الهرب من السجن عام 1958، بقصيدة مؤثرة يعبر فيها عن مشاعر الشعب الفيتنامي نحو هذه المناضلة الشجاعة:
"دعيني أضم قدميك الباردتين ، وأغمرهما بالقبلات
دعيني أمسك بيدك فقد جئت لأصافحها
يا لليدين المعذبتين ، يا لورقتين ما تزالان خضراوين !
على جسدك الممزق ، المجرح حتى الأعماق"

ولا ينسى الشاعر فضل الحزب الشيوعي على أعضائه بتربيتهم على روح المحبة والشموخ:
" أي شيء أجمل في هذه الدنيا ، في هذه الأرض
من حب الإنسان لكل إنسان ، لأخيه
لقد مهرنا حزبنا بقلب محب
بجسد مستقيم ، ورأس مرتفع نحو السماء ، نحو الأمام"

والديوان يفيض بالمشاعر الوطنية الصادقة، وهو يزيد قارئه حباً لوطنه وخاصة الأرض السليبة منه، وهاكم موقع جنوب فيتنام المحتل في أفئدة الشعب الفيتنامي:
"أيها الجنوب ، بك يفيض قلبي كل مساء
عندما يسرع العصفور وهو يرى الغيوم تهرب
عندما ترنُّ أغنية ملاح في الليل
عندما تصدح شبابة أو يغرد قيثار ؟"
ويتساءل الشاعر عن سبب شن الولايات المتحدة الأمريكية لحربها ضد شعب فيتنام، وعن المسؤول عن موت الشباب في أتون هذه الحرب:
"أنتم يا هؤلاء ، يا عصابة الأبالسة
باسم من وباسم ما
تطلقون الطائرات ب 52
والنابالم والغازات
من البيت الأبيض
من جزيرة " غوام "
على فيتنام ؟ "

"باسم من وباسم ما
تدفعون شبابنا إلى الموت ؟
آه ، هذا الشباب القوي الجميل
الذي يمكن أن يقدم لنا الكبرياء ويصنع الحديد
من أجل سعادة الإنسان"
بحث الملوحي في الأرشيف عن صورة تلك الفتاة الفيتنامية البطلة التي أسرت جندياً أمريكياً وقادته أمامها منكسراً، ولمّا لم يحصل على الصورة طلب من أحد الأصدقاء الفنانين رسم الصورة ليضعها على الغلاف الأول، وكتب في أسفلها "أين أنت يا فتاة العرب؟!" مستنهضاً عزيمة الشعوب العربية للنضال ضد الاحتلال والاستغلال والاستبداد.. وفي تعليقه على إصدار الكتاب يقول الملوحي: "اثنان سيقرأن هذا الديوان: أحدهما عاش مرحلة النضال ضد الاحتلال والاستعمار، والثاني يناضل في سبيل الحرية، ويكافح ضد الاستعمار والاستبداد والفساد".
يقع الديون في 147 صفحة وهو طباعة مطبعة الخطيب في حمص عام 2005، وهو جدير بالقراءة ليس فقط للتعرف على إبداع شعراء فيتنام، بل وهو زاد غني للمناضلين العرب في هذه المرحلة القاسية.



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الأحزاب ضرورة موضوعية في الدولة العصرية
- أهمية الأسلوب وتلافي الأخطاء الشائعة في الترجمة
- المآسي والسجون السياسية والحب في الرواية العربية (3/3) مع رد ...
- المآسي والسجون السياسية والحب في الرواية العربية ـ رواية -كم ...
- المآسي والسجون السياسية والحب في الرواية العربية ـ رواية كما ...
- قراءة أولية في مشروع الوثيقة التأسيسية لتحالف الوطنيين الأحر ...
- أعيدوا الاعتبار إلى الفكر الاشتراكي الحضاري الديموقراطي المت ...
- نشطاء ومثقفون في طرطوس يناقشون مسائل الدولة ـ الديموقراطية و ...
- في مفهوم السلطة وبؤس التفكير الطائفي
- عيد العمال العالمي منارة النضال في سبيل الديموقراطية
- حالة الطوارئ والأحكام العرفية والاستثنائية تضعف البلاد وتخدم ...
- ملامح التغيير الذي ينشده السوريون
- الرواية التجريبية ، والخطاب القصصي النسوي ـ أدب نجلا علي نمو ...
- دور الترجمة في نشر الفكر التنويري في عصر النهضة
- لن ينقذ الوطن إلاّ صوت العقل
- كيف أصبح شيخ الأدب في البلاد شيوعياً؟
- سحر السحر
- إنهم يخافون المصطلحات، إنّهم يخافون المستقبل
- رفيق بهاء الدين الحريري، يا من سرت على درب المسيح، سلام عليك
- نهاية الصهيونية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شاهر أحمد نصر - عبد المعين الملوحي يتوج عطاءه الأدبي بترجمة شاعر فيتنام تو هو