أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - أهمية الأسلوب وتلافي الأخطاء الشائعة في الترجمة















المزيد.....


أهمية الأسلوب وتلافي الأخطاء الشائعة في الترجمة


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1250 - 2005 / 7 / 6 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


(نص المداخلة التي ألقيت في اجتماع جمعية الترجمة ـ اتحاد الكتاب العرب في دمشق بتاريخ 4/7/2005)
كان من حظ أهم كتاباتي وترجماتي الأدبية تدقيق الشاعر والمترجم والأديب الموسوعي عضو مجمع اللغة العربية عبد المعين الملوحي لها، كما استشرته في صياغة ترجمة بعض المفردات والجمل في المجال العلمي والهندسي.. ولقد قمت بتدوين أهم التصحيحات والملاحظات التي وضعها مشكوراً على تلك الأعمال، ورأيت تقديمها بغرض تعميم الفائدة، وعدم احتكارها، لتصبح في متناول الجميع...
في مقدمته لكتاب "من القصائد الأخيرة" لرسول حمزاتوف كتب الملوحي حول أسلوب الترجمة ما يلي: "لكل لغة أسلوبها في التعبير، ولا يمكن نقل أسلوب لغة إلى أسلوب لغة، بل المفروض أن تحافظ اللغة في الترجمة على أسلوبها، وأن يقرأ القارئ الترجمة وكأنّها كتبت في الأصل بلغته، وهذا أقصى ما تصل إليه الترجمة.
لا أنكر أنّ استبدال أسلوب بأسلوب ما يخرج الترجمة عن الأصل ولكنّه في الوقت نفسه يضمن صحة الترجمة وبعدها عن الركاكة."
ولضمان صحة الترجمة يقترح الملوحي أن يلجأ المترجم إلى ترجمة النص الأصلي ترجمة أولى حرفية، بعد ذلك يعمد إلى صياغة الترجمة صياغة أسلوبية.
بعد مراجعته لترجمة "من القصائد الأخيرة" وضع الملوحي مجموعة من الملاحظات اللغوية، أهمها:
* ـ تمت ترجمة المقطع:

Что же, наконец, осталось —
Кроме Патимат?
على النحو التالي:
(ما الذي بقي أخيراً ـ
إلاّ فاطمة؟)
وقد نوّه الملوحي إلى تكرار هذا الخطأ، الذي يعكس المعنى، مبيناً أنّ الصحيح هو: (لم يبق أخيراً إلاّ فاطمة). (هل بقي أخيراً إلاّ فاطمة؟)
وهذا الأمر ينطبق على : ما الذي بقي أخيراً إلاّ النهار، إلاّ الليل؟ إذ أنّ المعنى هنا معكوس. كما صحح جملة (وتبقى في الوجود فقط فاطمة) إلى: (وتبقى في الوجود فاطمة وحدها).
* ـ التأكيد على ضرورة إتباع الأسلوب العربي في الصياغة والابتعاد عن الترجمة الأعجمية، كالقول، على سبيل المثال:
(بالشوق لم أشعر إليها أبداً) الصحيح: لم أشعر أبداً بالشوق إليها.
(مَن يوماً ما كان عدواً) هذا أسلوب غير عربي، الصحيح: من كان ذات يوم عدواً.
(مع تفرسه في شفاهها البيض، وعيونها المنهكة المتوسعة، تأوه القائد..) ـ التصحيح: وهو يتفرس بشفاهها البيض وعيونها الواسعة المنهكة، تأوه القائد...
(ما بالكم جالسون. ما لكم جالسون؟) ـ التصحيح: ما بالكم جالسين. ما لكم جالسين.
* ـ ضرورة الابتعاد عن الأخطاء الشائعة، التي بين بعضها الملوحي بعد مراجعته للكتب التالية: "من أجمل ما كتب بوشكين"، "من خفايا ثورة أكتوبر"، "قدس الأقداس"، فضلاً عن الرأي في أسلوب صياغة بعض الجمل العلمية، والتي نوردها في الجدول التالي:

اللفظ الشائع الصحيح اللفظ الشائع الصحيح
وهبتني /وهبت لي/ بالكاد /يكاد
ها أنا (ها هو..) /ها أنا ذا (...) الأوجاع لدي أوجاعي//
لوحدها /وحدها /طيلة طوال (الطيلة: القدرة ـ طوال من طول)
الملقب باسم المسمى/ البازار السوق/
في نفس المستوى في مستوى واحد/ صدفة /مصادفة
ملآنة ملأى/ يتأرجح /يترجح
يُهديه /يهدي له محظّر (أمحظّر؟) محظور/ (أمحظور؟)
تمس بالمحرمات تمس المحرمات/ تنفذ /تنفد
اضطرني الصعود /اضطرني إلى الصعود على شارع /في شارع
تحول في تحول إلى/ يبحثان في سبب /يتقصيان
نال على حصة نال حصة/ مستعصي عن الفهم /مستعصي على الفهم
النضوج /النضج كأنّه تفاجأ /فوجئ
يطمح الحصول /يطمح إلى الحصول ما أن /ما إن
إما تفرض ذاتها بقوة /إما أن تفرض .. وديان أودية/
لِما (عندما الاستفهام)/ لِمَ الطاولة /المنضدة
البلكون /الشرفة ضيع (ج.ضيعة) /ضياع
العمل سوية /العمل معاً المدراء المديرون/
تدفق الزمن فيض الزمن/ لم يسمح لنا الزوار الحديث /لم يسمح لنا الزوار بالحديث
تاق العودة /تاق إلى العودة الدمار البربري /الدمار الوحشي
يحتاج إلى (كذا) الذي يحتاج إلى (كذ) يحتاج إلى (كذا) الذي بدوره يحتاج إلى (كذا) تحسب بالعلاقة/ (يفضل) تحسب من العلاقة
مسئول أهل بمنصبه مسئول أهل لمنصبه/ البناء (يفضل) المبنى
الانحناءات المعبرة الانحناءات التي تعبر عن// السقوف (ج.سقف) /(يفضل) الأسقف
الأبنية (يفضل) المباني انفعال تشوه
الدوران في اتجاه /الدوران باتجاه
استبدال إلى استبدال بـ (المتروك) المدينة المحاصرة /التي يحاصرها يشبهك أنت ـ فقط أنت يشبهك أنت وحدك/.
لأنّ عزمها وصل إلى قناعة /لأنّها كانت على قناعة لقد قلتم بنفسكم /لقد قلتم أنتم أنفسكم
استنفدت الذخائر /نفدت الذخائر فقط الكلاب التي /الكلاب التي
كانت تنخفض الحرارة كانت الحرارة تنخفض/ مرة في الصبح /ذات صباح
مع إدارته رأسه مع إدارة رأسه حيث الجسم لم يشعر /لم يشعر الجسم
أحد ما نزع شخص ما نزع /أحد ما رمى شيئاً رمى أحد الأشخاص شيئاً
لم تطالها الحرب /لم تصلها الحرب كنحلة قبض عليها كنحلة تم القبض عليها/
بدا له هدوء البيوت رباطة جأش /بدا له في هدوء البيوت رباطة جأش
لم يوجد سرير /لا يوجد سرير الجاكتة السترة/
البيجامة /المنامة لمبة /مصباح
حرق الفصول /أحرق الفصول ولو لبرهة /لحظة واحدة
شيء زهيد ما ينقصكم /شيء زهيد ينقصكم يكون وحيداً بالمطلق /يكون وحيداً تماماً
غادر إلى المدينة /سافر إلى المدينة كيف غرق مستشار اللجنة، وهو، والعاملة /كيف غرق هو و...
ممانعة انتقالي عرقلة انتقالي/ /أفترق وإياكم نفترق
لم تترك أوقات /لم تترك أوقاتاً أما عيناه كالعقد الأصفر تنظران /أما عيناه فتنظران كأنهما عقد أصفر
وتأن /وتئن قوص /أطلق النار
لا تعيش البجع واحداً من غير الآخر لا تعيش واحدة البجع من غير الأخرى/
. أما هي... نسيت من الخوف/.. أما هي... فنسيت من الخوف..
لم ينغم /لم يغتم رأس حافية رأسي حافي (مذكر)
باص حافلة
وجعه /أوجعه (ألمه)
كم/ لاقيت منها من التوبيخ وبختني /النحل تطن يطن ويئز (مذكر)
لم يتجرأ ملامستها ... على ملامستها ألسنا زوج وزوجة ألسنا زوجاً وزوجة
توقفت الساعة على الثانية... /توقفت الساعة عند الثانية يلوح فلان يده /يلوح بيده

ويرى الملوحي أنّ: "القرآن مصدر نهائي للغة العربية." ويؤكد أنّ "المستقبل مستقبل علم... اللغة العربية يجب ألاّ تبقى أدبية، يجب نقلها إلى اللغة العلمية لإحيائها.. هذه مهمة المهندسين والبنائين.."
* * *
كما كان لترجمة كتاب "من القصائد الأخيرة" لحمزاتوف حظ الوقوع في يد أحد أهم منارات الترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة العربية الأديب عدنان جاموس، والذي وضع ملاحظات قيمة، منها:
القصائد التي تمت ترجمتها، هي في الأصل مترجمة عن اللغة الأفارية إلى الروسية، وقصيدة "الثلج الليلي" مقسمة إلى مقاطع، كل مقطع من أربعة أسطر. ومن المألوف أن المعنى يكتمل في كل مقطع بحد ذاته. وعند ترجمة المقطعين التاليين حصل لبس كبير انطلاقاً من أنّ المعنى مكتمل في المقطع الواحد. إلاّ أنّ القراءة المتأنية والخبرة الكبيرة المتراكمة عند الأستاذ عدنان جاموس جعلته يكتشف علة في الترجمة الروسية، إذ لاحظ أنّ المعنى هنا لا يكتمل في هذا المقطع وحده، بل كلمة Олененок في المقطع الذي يليه هي جزء أساسي منه، فأعاد صياغة وتصحيح الترجمة الروسية ذاتها، وأعتقد أنّه هنا تفوق على المترجم الروسي وأعاد لأشعار حمزاتوف بنيتها السليمة:
Ты ведь не из гипса придорожный

Олененок, устремленный ввысь!..


فأنت لستِ غزالاً من الجبس
يقف على حافة الطريق

مشرئباً إلى الأعلى


وفي المقطع التالي يستخدم الشاعر مفردة Язык الروسية، وهي تعني: لسان، أو لغة، وهكذا قمنا بترجمتها أولاً، إلاّ أنّه بترجمتها إلى: شعب (كما بين الأستاذ عدنان)، يستقيم المعنى مع الجملة الأصل.
На мир упало умопомраченье:
Язык войной поднялся на язык.

على العالم غشاوة العقل هوت:
لغة الحرب على لغة العقل

علت. العالم أصيب بالخبل
شعب يشن الحرب على شعب.


في قصيدة صلاة МОЛИТВА يطلب الشاعر من العليّ أن ينور صدره، ويطّهّر روحه من السيئات.
ترجمنا كلمة рассеки بمعنى نوّر، ويرى الأستاذ عدنان جاموس أنّ الشاعر استخدم كلمتي рассеки грудь هنا بمعنى شق صدري: إشارة إلى قصة "شق الصدر" في سيرة النبي (ص). منوهاً إلى أنّ بوشكين ذكرها كذلك في قصيدة (النبي)..
Молю, Всевышний: рассеки мне грудь,
Чтобы душа очистилась от скверны.


أصلي، أيّها العليّ : نوّر
صدري ،

لتتطهرَ الروحُ من السيئاتِ .
أصلي ، أيّها العليّ : شق
صدري
لتتطهرَ الروحُ من السيئاتِ .


وفي السياق ذاته من المفيد الإطلاع ومناقشة آراء الأستاذ محمد حسن يوسف التي نشرها في مقال له تحت عنوان "أخطاء شائعة في الترجمة العربية" نشر في موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب (واتا) تضمن "أمثلة على ما تحدثه الترجمة المتعجلة السيئة من آثار سلبية على أساليب الكتابة العربية" ،منها:
ـ "إضافة أكثر من مضاف إلى مضاف إليه واحد. كالقول: " احتدام واشتداد القتال ". والصواب في ذلك: " احتدام القتال واشتداده"..
ـ "تأخير الفاعل وتقديم ضميره عليه. كالقول: " في تصريح له، قال وزير.."؛ والصواب في مثل هذه الحالة أن يقال: " قال وزير... في تصريح له..."
ـ "جمع عدد من الأسماء المعطوفة في جملة واحدة، وذلك دون أن يتبع كلا منها بحرف العطف..."
ـ "التخفف من استعمال المفعول المطلق في الترجمة، ليحل محل كلمات أو عبارات أخرى مترجمة، مثل: " بصورة – بشكل – لدرجة – على نحو "، كالقول: " مشيت بصورة جيدة "، و"إن قامته طويلة لدرجة أنها تسد الباب".. والأصح منها أن يقال: " مشيت مشيا جيدا"، و"إن قامته طويلة طولا يسد الباب"..
وينتقد الأستاذ (يوسف) الترجمة الحرفية كترجمة كلمة cover الإنجليزية إلى " يغطي " الخبر، والصحيح في رأيه: " نقل الخبر أو أبلغه أو سرده ". ويبين الخطأ عند ترجمة reach بمعنى يصل، على النحو التالي: "وصل مصر وزير"، لأن الفعل " وصل " في العربية لازم، لا يتعدى. فهو بذلك ليس بحاجة إلى مفعول، بل إلى حرف الجر " إلى ". فنقول: " وصل إلى مصر مساء أمس ...". وترجمة كلمة cancel بكلمة " لاغيا "،كالقول: " يعد الاتفاق لاغيا ..". وينصب الاعتراض على كلمة " لاغيا "، فهي اسم فاعل من الفعل " لغا – يلغو"، أي كثر كلامه. ولكن السياق الذي تُذكر فيه كلمة " لاغيا " لا شأن له بكثرة الكلام أو قلته، بل بإبطال اتفاق مسبق. ولذلك فيجب استعمال كلمة "ملغي"، وهي اسم المفعول من الفعل " ألغى – يلغي". فالصحيح إذن أن يقال: "يعد الاتفاق ملغياً ..."
ويعترض على ترجمة كلمة still بكلمة " لا زال ". وهذا استعمال خاطئ لكلمة " لا زال"، فهي تفيد الدعاء لا الاستمرار. يصح أن يقال: " لا زالت الديار قوية عزيزة بأهلها "، فهو دعاء للديار بدوام القوة والعز. أما ما يفيد الاستمرار فهو "ما زال"، كأن نقول: "ما زالت الاجتماعات مستمرة".. ويبين أنّ ترجمة كلمة by : "مِن قِبَلْ"غير ضروري، يقال: " دُونت الملاحظات مِن قِبَلْ اللجنة ". في حين يمكن القول: " دونت اللجنة الملاحظات". ويرى الكاتب شيوع استعمال كلمة "بالنسبة" شيوعاً خاطئاً، "التي يمكن التخلي عنها دون حدوث أي إخلال في الجملة، فضلا عن أن استعمالها يخالف الاستعمال العربي السليم. فيقال مثلا: " انخفضت أسعار العملات، وبالنسبة للمارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ". وهذا تركيب غير صحيح للجملة، فأي نظرة للقاموس تدلنا على أن " النسبة " هي القرابة أو ما تعلق بها. ومن هنا فالصواب أن يقال: " انخفضت أسعار العملات، أما المارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار".
ويبين "الخلط بين حرفي الجر " إلى " و " اللام " - عند ترجمة حرف الجر في الإنجليزية to - فهو كثير، رغم أن لكل منهما معنى واستعمالاٍ مختلفاً. أما عن المعنى، فهو أن " إلى " تعني انتهاء الغاية، في حين تستعمل " اللام " للدلالة على الملكية والتخصيص..
ويعترض الأستاذ (يوسف) على "الإصرار على ترجمة بعض الكلمات الإنجليزية بكلمة واحدة مقابلة في اللغة العربية، مثل كلمة privatization، والتي وضعت لها ترجمات عدة، مثل: "الخصخصة" أو " التخصيص " أو التخصيصية "... فهي تعتبر أكثر من كلمة واحدة... والترجمة الدقيقة للكلمة هي: "التحول للقطاع الخاص". وكذلك كلمة Islamization التي يمكن ترجمتها: " تطبيق الشريعة الإسلامية". وهو يحذر من "استخدام نفس المفاهيم التي يريد الغرب ترويجها وشيوعها عند الترجمة. فمثلا عند كتابة الغرب لما يدور من صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقولون: Israel and the Palestinians. فهم يريدون أن يستقر في ذهن القارئ أن إسرائيل هي دولة لها كيان قائم، أما الفلسطينيون فهم أفراد بلا دولة. ولذلك فعلينا نحن حين نترجم، أن نقول " الفلسطينيون والإسرائيليون"، أو أن نقول: " فلسطين وإسرائيل"، لا أن نقع فيما يريدونه أن يستقر في أذهاننا، فنقول: "إسرائيل والفلسطينيون".
ومع التقدير لأهمية هذه الملاحظات القيمة التي قدمها الأستاذ محمد حسن يوسف فإنّنا نؤيد بعض التعليقات التي وردت على المقال المذكور خاصة من الأستاذ جورج والتي تؤكد على أنّه "لا يمكن لأي لغة من اللغات إلاّ أن تتأثر مع الزمن بالتطورات على مختلف الأصعدة: الحضارية والتكنولوجية والإعلامية إلخ... مما يستدعي إدخال أو استعارة مصطلحات لغوية جديدة لمواكبة روح العصر... أي لا بدَّ من اعتناق بعض المصطلحات العالمية وقبول دلالاتها، خاصة إذا كانت دلالاتها بديهية لا تقبل التأويل لأكثر من دلالة في موقعها المحدد. مثل كلمة تغطية الخبر Cover فكلمة تغطية هنا لها في نظري معنى أبعد من مجرّد نقل الخبر، إنها تعني إحاطة الخبر من كل جوانبه... وهذا ينطبق على استخدام كلمة بالنسبة، فهي كلمة ضرورية في العلوم الهندسية والرياضية والحساب، ومن غير المعقول أن نقصرها على المعنى الذي وردت في القاموس أي بمعنى القرابة.. أما فيما يخص كلمة Privatization وما شابهها "لا بدّ لنا من اشتقاق ما يوجز ويفيد... وكلمة الخصخصة أصبحت مألوفة في قاموسنا الحديث". وبخصوص ترجمة Israel and the Palestinians فمن الضروري أن نتوخَّى كل المصداقية والأمانة للنص الأصلي في تركيبه للكلمات والجمل. ويمكن للمترجم استخدام الهوامش لتبيان وجهة نظره، وبالترجمة الدقيقة نطلع القارئ على طريقة تفكير الآخر مع وجود فرصة تفنيد مقاصده.

وفي التعليقات القيمة على مقال الأستاذ محمد حسن يوسف نتعرف في (واتا) على مراتب الترجمة الثلاث التي وضعها الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن في كتابه النفيس: "فقه الفلسفة: الفلسفة والترجمة" (المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، 1995):
"1ـ الترجمة التحصيلية، وتتمسك بحرفية اللفظ، وغايتها التعلم من النص الأصلي والتلمذة على صاحبه، ولها مساوئ عدة كتوريث الخطأ في المعنى والتركيب..
2ـ الترجمة التوصيلية، وتتمسك بحرفية المضمون دون حرفية اللفظ. والمتعاطي لها غالباً ما يكون قادراً على استيعاب النص الأصلي بما يكفيه. ويقصد به ممارسة التعليم. وقد تُوقِع هذه الترجمة صاحبها في تهويل بعض المضامين بما يشعر المتلقي بالعجز إزاءها، فلا يعترض عليها بله أن يضع ما يضاهيها!
3ـ الترجمة التأصيلية، وهي الأولى عند الدكتور طه عبد الرحمن، وهي تتصرف في المضمون كما تتصرف في اللفظ، وغاية صاحبها رفع عقبات الفهم الزائدة عن الضرورة من طريق المتلقي، ثم إقداره على التفاعل مع المنقول بما يزيد في توسيع آفاقه ويزوده بأسباب الاستقلال في فكره.
ويرتب الدكتور طه هذه الأنواع للترجمة حسب الأهمية، عكس ما ذهب إليه غالبية المترجمين العرب قديماً وحديثاً، أي جعل التأصيلية في المقدمة ثم التوصيلية وفي الأخير التحصيلية، إذ لما نترجم نصاً بطريقة تأصيلية نجعله موافقاً للعادات اللغوية والمعرفية للمتلقي، مما يجعله قادراً على الإطلاع على المضامين التي تخالف عاداته المعرفية بطريقة توصيلية، ثم ننتقل إلى الترجمة التحصيلية التي يتبين من خلالها الطرق التعبيرية التي تمَّ بها بناء هذه المضامين في الأصل، ويكشف عن أسرارها اللسانية."
أما بعد، نأمل ألا نصل إلى حال من ذهب إلى محل أحذية في لندن، (كما تؤكد واتا) وبعد قياس الفردة اليمين وأعجبته قال للبائع:
( (give me her sister ,pleas
طرطوس 6/6/2005
المصادر:
ـ من أجمل ما كتب بوشكين ... ـ من القصائد الأخيرة لرسول حمزاتوف ـ ترجمة شاهر أحمد نصر
ـ موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب في شبكة الانترنت الدولية
ـ موقع :
http://www.kalema.net/articles/27a_10.html )
ـ موقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Minute/89.htm]



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المآسي والسجون السياسية والحب في الرواية العربية (3/3) مع رد ...
- المآسي والسجون السياسية والحب في الرواية العربية ـ رواية -كم ...
- المآسي والسجون السياسية والحب في الرواية العربية ـ رواية كما ...
- قراءة أولية في مشروع الوثيقة التأسيسية لتحالف الوطنيين الأحر ...
- أعيدوا الاعتبار إلى الفكر الاشتراكي الحضاري الديموقراطي المت ...
- نشطاء ومثقفون في طرطوس يناقشون مسائل الدولة ـ الديموقراطية و ...
- في مفهوم السلطة وبؤس التفكير الطائفي
- عيد العمال العالمي منارة النضال في سبيل الديموقراطية
- حالة الطوارئ والأحكام العرفية والاستثنائية تضعف البلاد وتخدم ...
- ملامح التغيير الذي ينشده السوريون
- الرواية التجريبية ، والخطاب القصصي النسوي ـ أدب نجلا علي نمو ...
- دور الترجمة في نشر الفكر التنويري في عصر النهضة
- لن ينقذ الوطن إلاّ صوت العقل
- كيف أصبح شيخ الأدب في البلاد شيوعياً؟
- سحر السحر
- إنهم يخافون المصطلحات، إنّهم يخافون المستقبل
- رفيق بهاء الدين الحريري، يا من سرت على درب المسيح، سلام عليك
- نهاية الصهيونية
- تحية وتهنئة إلى الشعب العراقي
- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية خطوة إلى الأمام ونظرة ف ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - أهمية الأسلوب وتلافي الأخطاء الشائعة في الترجمة