أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - دمعة على أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي














المزيد.....

دمعة على أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


كم كان بودي ألا أكتب هذه الأسطر.
أي كلام في مثل هذه المناسبات لا يمكن أن يعبر عن هول المصاب.
كل كلام الرثاء يبقى ضحلاً في حضرة وفي ذكرى أمير شعراء الرثاء.
كل كلمات العالم بجميع لغاته لا تكفي للتعبير عن نبضة حية من مشاعر الخيبة والحسرة والحرقة والفجيعة...
ـ كنت أنتظر بخوف منذ مدة أن تنبئني بهذا الخبر الفاجع، قال سامر، الذي كان له فضل معرفتي بشيخ الأدب في البلاد.
لم أتمالك نفسي، تنحيت جانباً أندب: وأنا كنت أقول لنفسي كيف سيجرؤ سامر على إعلامي بالنبأ ـ أجبته.
عجباً ألم تحني الكواكب رؤوسها إجلالاً لهذا الفارس الشاب الذي ترجل.
في كل لقاء معه كنت أشعر، وهو الذي قارب التسعين من العمر، أنّه شاب أكثر مني، ومن أفتى الشبان... فكيف رحل بهذه السرعة...
عندما سألته عن صحته في آخر لقاء لنا في 7/3/2006 أجابني بصراحة لقد رأيت الموت منذ يومين، عندما تلقيت نبأ وفاة صديقي الأديب والمناضل الثوري الفلسطيني الذي عانى ليس فقط من عسف وظلم الاحتلال بل ومن السجون العربية: مطر عبد الرحيم، شعرت لوهلة بأنني فقدت وعيي.. ولقد ذهبت إلى مخيم فلسطين وسرت وراء صديقي.. كان الطقس بارداً، مضت عليّ ليلة رهيبة لا أصدق أنني نجوت من الموت..
ـ يا أستاذنا الكريم، وهل يعقل أن تخرج في هذا الطقس البارد وأنت في هذا العمر وصحتك عليلة منذ مدة، ثم بالله عليك قل لي ماذا نستطيع أن نفعل في هذه المناسبات.. سألته.
ـ لن نستطيع فعل شيء، لن نستطيع تحريك إصبعاً من أصابعه.
إنّه لأمر غريب، وأخذ يقرأ عن ظهر قلب مقاطع من قصيدته "ثلاث رسائل من الصين":
"إنّه أمر عسير وقبيحْ
أن تعيشْ
طول تسعين سنةْ
ثم لا تدري: متى أنت تموتْ
أنا أعياني صُراخي
أنا أعياني السكوتْ
يا خيوط العنكبوت."
ـ أليس هذا هو العبث. سألته:
ـ "وحسبي من الدنيا طروسي وريشتي
وحسبي من البنيان عالم أوهامي
يهون عليّ الخطب ما عشت شاعراً
وتضرب الدنيا إذا خنت أقلامي".
أجابني.
ـ من أية قصيدة هذه الأبيات.
ـ من قصيدة بائعة الزهر التي كتبتها عام 1937.
لقد بقي متفتح الذهن وقاده حتى آخر لحظة في حياته.
ومن الأمور التي تحز في نفسي والتي لم أستطع تحقيقها في حياته: إنجاز طباعة أعماله الشعرية الكاملة، التي مازال مخطوطها مع كل أسف في وزارة الإعلام ينتظر موافقة تلامذة تلامذته على طباعة شعره.. وإنجاز طباعة كتابه "عبد المعين الملوحي في السجن" الذي منعت طباعته في سوريا.
الملوحي الذي ربى الأجيال... سجنه من رباهم... ولم يسمحوا له بطباعة كتبه، ونشر فكره، وهؤلاء سنراهم غداً كما قال في رثاء نفسه:
"غداً سوف يبكون (المعلم) جثة
وقد صار عظماً في المقابر عافيا
تناسوا حقوقي في الحياة فإن أمتْ
تباكوا على القبر الوفي تباكيا"
في عزائي لأخي منقذ قلت والغصة تخنقني: عزاؤنا أن شاعرنا خالد.. ومن واجبنا أن نخلد ذكراه دائماً... إن حضوره أقوى بكثير من الموت..
"ستطلع بعدي الشمس حمراء تزدهي
ويبزغ بعدي البدر أصفر وانيا
وبعدي تدور الأرض لم تدر من أنا
وتشدو السواقي في المروج الأغانيا"
تحية إليك يا أمير شعراء الرثاء، سلاماً إلى روحك يا "زيتونة الشام".



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين يكمن الخطأ؟
- تحية إليكِ وإلى ناشدات الحرية جميعاً في عيد المرأة العالمي
- عبد المعين الملوحي زيتونة الشام
- لا تنسوا الدكتور عارف دليلة
- الماركسية والديموقراطية - نظرة تاريخية نقدية
- الحوار المتمدن يؤلف القلوب ويوحد الأحزاب
- كيلا تطغى الشعارات على الإصلاح في الوثيقة الوطنية
- إعلان دمشق نقلة نوعية متقدمة تحتاج إلى نظرة نقدية وممارسة مو ...
- جورة حوا الحموية تعادل مئات البيانات الثورية في تحرر المرأة ...
- ملاحظات حول مشروع أهداف جمعية مكافحة الفساد
- القمع والخوف يحصنان الفساد
- الديموقراطية وسيلة ضرورية للإصلاح السياسي في العالم العربي
- الإصلاح الاقتصادي السليم يتطلب إصلاحاً سياسياً ديموقراطياً
- بيان الحزب الشيوعي مرشد المستغََلين لاستعادة حقوقهم
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية -الفصل الثامن
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية 3/4
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية 2 -4
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية
- عماد شيحة يدشن عمله الأدبي المطبوع ب -موت مشتهى-
- عبد المعين الملوحي يتوج عطاءه الأدبي بترجمة شاعر فيتنام تو ه ...


المزيد.....




- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - دمعة على أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي