أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - بهجت عباس - الانسولين وأخطارها















المزيد.....

الانسولين وأخطارها


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 01:35
المحور: الطب , والعلوم
    


مقدّمة قصيرة
الانسولين هرمون تنتجه البنكرياس وظيفته أن يجعل الخلية قادرة على أخذ السكر (گلوكوز) من الدم وتحويله إلى طاقة تستطيع بواسطتها أن تقوم بفعّاليتها، حيث بدونها تجوع فتبحث عن مصدر آخر للطاقة كيلا تموت، وهذا ما يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة جدّاً قد يكون الموت في النهاية. ومرض السكّر (وهو ليس مرضاً في الحقيقة بل خلل في تايّض السكر) على نوعين، 1 و 2 حيث تفقد البنكرياس قدرتها على إنتاج الانسولين لأسباب معيّنة في النوع 1 و في النوع 2 فتنتج الانسولين ولكن بكميّات غير كافية أو تعاني مقاومة الخلايا لها أو كلتا الحالين. وهنا يتجمّع الگلوكوز في الدم بدلاً من توزّعه في الخلايا لاستعماله، فيكون الخطر؛ مرض الكلية، تلف الأعصاب ؛ مشاكل العين (العمى في النهاية إن لم يُتدارك الأمر في حينه) القدمين ومرض القلب الوعائي وتلف الأعصاب وغير ذلك. فعدم استطاعة الخلايا استعمال الانسولين وهي بحاجة إلى الطاقة لتستمرّ في الحياة ولتقوم بوظائفها، تجعلها تبحث عن مصدر آخر للطاقة فتجد ضالّتها في الشحوم / الدّهون ، فتأخذ بتأييضها / تحطيمها إلى جزيئات صغيرة لانتاج الطاقة. عند هذا تتكّون موادّ كيميائية خطرة تتجمّع في الدم إضافة إلى تجمّع الگلوكوز، هذه الموادّ الخطرة، الكيتونات Ketones تسبّب جفاف الفم وراثحة خاصّة، غثيان وغير ذلك، فيحاول الجسم النخلّص من هذه السّموم بطرحها مع البول، ولكنْ في بعض الأحايين لا يستطيع الجسم التخلّص منها كلّها إنْ كانت بكميّة كبيرة، فيبقى بعضها سارياً في الدم ممّا يسبب خطراً كبيراً وقد يكون مُميتاً في حالة تُدعى بالحموضة الكيتونية Ketoacidosis .
ولمّا كانت البنكرياس عاطلة عن إنتاج الانسولين في النوع الأوّل يكون إعطاء اِنسولين خارجية للمصاب أمراً محتوماً. أما المصاب بالنوع الثاني فليس من الضرورة إعطاؤه الانسولين، فالحبوب على أنواعها تتكفل بذلك، وحتّى تناول الحبوب يكون غير لازم، فالتغذية الصحيحة والتمارين البدنية المنتظمة تجعل السيطرة على تركيز السكّر في الدم أمراً غير عسير.
ولكنْ معظم المصابين بالنوع الثاني يبدؤون عادة بتناول الحبوب، كالمتفورمين مثلاً، ثم يجدونها لا تكفي فيضاعفون الجرعة أو يأخذون معها حبوباً أخرى فلا تكفي ولذا يلجأون إلى حقن الانسولين والسبب هو سوء نظام التغذية الذي يتبعونه والكسل عن ممارسة الرياضة البدنية. فما هذه الانسولينات التي يعتمدون عليها؟

الانسولين المصنّعة

هي أنواع عدّة، فمنها ذات العمل السريع التي تدخل في الدم في 15 دقيقة وتعمل لمدة ثلاث إلى أربع ساعات ومنها ما تدخل في الدم خلال 30 دقيقة وتعمل لمدة 6 ساعات وتلك التي تعمل مدة 18 ساعة ومضخة الانسولين الاتوماتيكية التي تعطي جرعات مستمرة تلقائياً حسب تركيز سكّر الدم ليلاً ونهاراً وهكذا. ومعظم هذه الأنواع الموجودة في السوق حاليّاً هو انسولين مصنّعة مثل هيوميلين Humulin (1978) وهيومُلوگ Humolog (1996) . أمّا اليوم فإنسولين لآنتُس Lantus التي تصنعها شركة سانوفي من البكتريا إي كولاي E. Coli المهندَسة جينيّاً هي أكثر استعمالاً (تحتوي الانسولين على سلسلتين من الحوامض الأمينبة عددها 51 خامضاً أمينيّاً موجودة بسلسلتين ، A و B ) وقد وجد أنّ الحامض الأميني أسبارَجين asparagine الموجود في السلسلة A من الإنسولين الطبيعية حلّ محلّه الحامض الأميني گلايسين Glycine في الانسولين المصنّعة، وأضيفت جزيئتان من الحامض الأميني أرجنين arginine إلى السلسلة B من الانسولين المصنّعة (سانوفي – آفنتس) وقبل هذا كانت الانسولين المستخرجة حيوانيّاً، من البقر أو الخنزير، وهي من مصادر طبيعية مقاربة لانسولين الانسان، تُستعمَل على نطاق واسع. ولكنّ هذه الانسولين (الطبيعية) بطل استعمالها في أمريكا وحلّت محلها الانسولين المصنّعة عام 1982 بينما لا تزال تُستعمل في كندا وبعض الدول الأخرى. وهي (الطبيعية) أقلّ ضرراً من الانسولين المصنّعة، هذا إنْ لم تكنْ مأمونة الجانب.
الجوانب السيئة
انتفاخ الذراع والرجل، زيادة الوزن، دوخة (دوار) وصداع ، شعور بالجوع، تسارع نبض القلب ، تلعثم في التكلم، قلق وتغير في المواج مثل سرعة الغضب وعدم الصبر والتعنت والحزن. التباس ، زغبة في النوم، اضطراب في التفكير، نوبات صرع، شعور بالتعب أو الضعف وغير ذلك . أما الإنسولين المستخرجة من الحيوان ( الخنزير أو البقرة) فهي أقل خطراً. الأنسولين المصنعة بالتحوير الجيني البشري مثل هيوميلين Humulin أكثرها خطراً. لذا ارتأت الحكومة الكندية أن تبقي الأنسولين المستخرجة من الحيوان متداولة في الأسواق للاستعمال حسب التقرير الصادر من Public Health Agency of Canada وهي (الانسولين المستخرجة من الحيوان) متوفرة في بريطانيا أيضاً.
ثمة علاقة بين زيادة جرعة الانسولين وخطر الاصابة بالسرطان وأمراض القلب في مرضى السكر النوع الثاني كما ورد في تقارير الباحثين ، كما أنّ الانسولين المحوَّرة (المصنّعة) جينيّاً تسبّب الاصابة بالسكّر النوع 1 في السكّر نوع 2، أيْ أنّ المصاب سيحصل على النوعين في آن واحد (السكّر المتضاعف) ، وبمعنى آخر إنّ البنكرياس (تتعطّل) عن إفراز الانسولين تماماً ولا يفيده في هذا الأمر أيُّ نوع من الحبوب في تخفيض سكّر الدم غير الاعتماد على الانسولين فقط. ولكن وُجد أيضاً أنّ الكركم والجنجر (زنجبيل) ذوا فائدة كبيرة في العلاج لا يخفضّان تركيز سكّر الدم وحسب، بل بل قد يعيد خلايا بيتا في البنكرياس إلى الحياة لتفرز مادة الانسولين كما ورد في بعض التقارير.
اختلاف الآنسولين المصنّعة والطبيعية يعود إلى التركيب الكيميائي، فهما ليستا متساويتين في التركيب. فالانسولين الطبيعية بعد أن تصنعها خلايا بيتا تمرّ في مراحل عدة يتغير فيها شكلها، فيكون تركيباً أوّليّاً (بسيطاً) وثنائيّاً وثلاثيّاً ورباعيّاً بطيّات متعددة قبل أن تكون فعّالة، وهذه ، بتراكيبها المتعدّدة، تكون أقلَّ خطراً. أما المصنّعة فتكون بتركيب أوليّ فقط.
هذه الانسولين المصنَّعة تعتبر حدثاً هاً مّاً في تركيب الدنا الذي دخل في الحاصيل الزراعيّة المحوّرة جينيّاً الذي حصلت فيه الشركات المحوّرة على بلايين الدولارات سنويّاً غير عابئين بالخطر الداهم لصحةّ الناس في كلّ بقعة من الأرض.
ففي دراسة نُشِرتْ في Journal Diabetes, Obesity and Metabolism درس الباحثون أحوال 6484 شخصاً مصابين بمرض السكّر نوع 2 الذين يستعملون الانسولين من سنة 2000 فما بعد، حيث تتبعوا الأشخاص المصابين بمعدّل 3 سنة وأربعة أشهر في كلّ حالة فوجدوا
1110 وفاة
382 إصابة بالسرطان
342 إصابة بمرض القلب الوعائي
وقد وجدوا أيضاً أنّ زيادة وحدة إنسولين قياسيّة فقط سببت زيادة كبيرة في حدوث هذه الحالات بلغت 54% في حالات الوفاة
ولكن هل يُمكن الاعتماد على هذه الدراسة؟ إلا إذا كان هؤلاء المرضى في مستشفى واحد أو مكان معيّن تحت مباشرة أو عناية أطبّاء أو مشرفين (رقباء) حيث يتناولون طعاماً موحّداً وتحت ظروف بيئة واحدة. وماذا عن المزاج، الكآبة والهمّ والغمّ والعاطفة التي تؤثّر على أمراضهم، وخصوصاً القلب، فمتابعة شؤونهم ليست سهلة ، فكلّ فرد له حياته الخاصة ، وقد يكون سبب السرطان أو مرض القلب أو الوفاة ليس بسبب السكّر بل لأسباب متعددة أخرى.



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقهى الصحافة
- المقطوعة الأولى من مسرحية (فاوست) - للشاعر الألماني غوته –
- يا صَبا دجلة! للشاعر يحيى السّماوي - مترجمة إلى الإنكليزية و ...
- حدث في كوبنهاگن - قبل خمسين عاماً -
- من ذكريات الخمسينات – مجلّة الرسالة المصريّة
- من الماضي البعيد
- مادّتان كيميائيّتان تتحكّمان في حياة الإنسان
- پروستات Prostate - قصّة علميّة ولا خيالَ
- مرض السكّر - غذاء أم دواء؟
- ترجمتان، إنگليزية وألمانية، لقصيدة (المجنون) للشاعر العراقي ...
- الحظُّ والإنسان
- الغلوّ والنرجسيّة والمحاباة في عصر الإنترنت
- ورودُ بيضاء من أثينا
- أغنية - للشاعر الألماني هاينريش هاينه
- ترجمتان: ألمانية وإنگليزية لقصيدة الشاعر يحيى السّماوي
- لون الظلمة - نصّ بثلاث لغات
- رباعيتان
- رباعيّات
- الشمسُ تغربُ - ترجمة شعرية لقصيدة فريدريش نيتشه
- ماذا في مرض السكّر من جديد؟


المزيد.....




- دراسة تحدد شكل الجسم الذي يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون
- ثبتها الآن.. تردد قناة الفجر الجزائرية على الأقمار الصناعية ...
- “أمتع قنوات الطبيعة“ تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 نايل ...
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي حول عدم نشر الأسلحة النوو ...
- موسكو: رفضنا المشروع الأمريكي حول منع نشر أسلحة الدمار الشام ...
- موسكو: نريد فرض حظر شامل على نشر الأسلحة في الفضاء
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول ...
- الديوان الملكي يُعلن مغادرة الملك سلمان المستشفى بعد إكمال ا ...
- طريقة عمل الآيس كريم في المنزل مثلجات صيفية بمذاق الفاكهة ال ...
- واتساب تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنتر ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - بهجت عباس - الانسولين وأخطارها