أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - موسم الحج الى العراق














المزيد.....

موسم الحج الى العراق


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يصدق.. أن العراق الذي حكم بالحديد والنار طيلة 35 عاما، وتعرض الى حصار إقتصادي دولي خانق لعشرة أعوام، وأحتله " العم سام " وجنوده، مغيرا طبيعته السياسية والإجتماعية، وإجتيح ثلث أراضيه بين ليلة وضحاها، من " أبرهة العربي " وفيلته، مشردين أهله ومحرقين مدنه، لم يسلم منهم بشر ولا حجر، أصبح البلد الأبرز في المنطقة، ومحطة إلتقاء المتخاصمين والمختلفين؟!
منتصف العام 2014 توقع العالم نهاية دولة إسمها العراق.. فقد كانت خفافيش الظلام تحوم حول أسوار بغداد، بإنتظار ساعة الصفر لدخول قبلتهم المنشودة، فيما لملم البعض أمتعته وحزم حقائبه، وفيها ما خف وغلا.. موليا وجهه شطر الغرب هربا، لكن " الأبابيل " حلقت لترمي أبرهة وجنوده بحجارة من سجيل، في حرب دامية إستمرت ثلاث سنين، إنتهت بقتل الفيل وتشتت شراذم داعش، وبداية صفحة جديدة، عنوانها العراق قبلة العالم.
يعتبر العراق نقطة الإرتكاز في منطقة الشرق، فهو الجسر الذي يربط تركيا ومن خلفها أوربا، بمنطقة الخليج وبحر العرب ومن بعدها آسيا.. وهو الطريق البري بين إيران والسعودية، والميزان لما يحصل في المنطقة، فإذا ما إستقر العراق، كانت المنطقة مستقرة، وإذا ما حصل إضطراب فيه ينعكس عليها، وهذا ما شهدناه بعد أحداث عام 2003 وما تلاها، فحين ضربته هزة التغيير .. تبعته هزات إرتدادية لما حوله، ولما إجتاحه الإرهاب الداعشي، أصبح العالم كله يعاني من تلك التداعيات، حتى أستنفرت الجهود من أجل القضاء عليه.
ما يمتلكه العراق من ثروات إقتصادية كبيرة، وإمكانات بشرية شبابية هائلة، وموقع جغرافي يتوسط دول لها أمكانيات إقتصادية وسياسية مؤثرة، تجعل منه ساحة للإلتقاء وتبادل المصالح، وخلق علاقة تكاملية بين هذه الدول، إذا ما توفرت الإردة والحكمة والقرار الشجاع، الساعي لتقريب وجهات النظر، بدلا من جعله ساحة للصراع والتدافع، حيث دفعت المنطقة ثمنا باهضا من الدماء والأموال، بصراعات غير مبررة، أثرت على تطلعات الشعوب ورغباتها، في العيش بسلام وإستقرار.
اليوم وبعد مرور خمس سنوات عن ذلك اليوم " المشؤم "، نرى العراق أصبح جسرا يربط دول المنطقة، من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، على الرغم من حجم الخلافات بينها، وصار حلقة تواصل بين إيران والولايات المتحدة، وتركيا والسعودية وقطر وسوريا، بل ربما يكون هو اللاعب المؤثر فيها، خصوصا وأن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين هذه الدول، لكن خيوط الحرير الموصلة بينها أصبحت كلها بيد العراق.
العراق مؤخرا؛ كان الوسيط بين قطر وسوريا، من أجل عودتها الى الحضن العربي، وتبادل الرسائل بين السعودية وتركيا وأيران وسوريا، لترتيبات ستشهدها المنطقة قريبا عن طريقه.. ومطار بغداد صار مزدحما بوفود القادة والمسؤلين، فمن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو الى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، تبعهم العاهل الأردني الملك عبدالله، والزيارة التاريخية للرئيس الايراني حسن روحاني الذي ما إن غادر العراق، حتى حط ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج مصحوبا بوفد إقتصادي كبير، وما زالت بغداد تستعد لإستقبال الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره التركي أردوغان، بحسب مصادر عراقية.
المرحلة القادمة مرحلة مفصلية، في طبيعة العلاقات والتوازنات في المنطقة، ستجعل العراق محجا لقادة العالم، كونه الخيمة القادرة على لم شمل الجميع، والطاولة التي ستخرج منها تفاهمات تاريخية.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفاح الموصل
- كي نكون دولة !
- صور أبلغ من الكلام
- وقفوهم إنهم برلمانيون
- إرهاب من نوع آخر
- دولة أم برج مراقبة ؟!
- العمالة الأجنبية والبطالة العراقية
- حكومات الفوضى
- عودة مسيلمة الكذاب
- رياضة وسياسة
- بعثي يطلب صداقتي !
- الجيش المظلوم !
- بعد الداخلية.. البناء يسقط في التربية
- النوايا الطيبة وحدها لا تكفي
- أنقذوا البصرة من الغرق !
- الناقة التي تحمل ذهبا
- الخروج من النفق المظلم
- هولاكو لم يدخل بغداد
- أمطار سياسية
- الإمتحان الصعب


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - موسم الحج الى العراق