أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - القيادات الكردية العراقية مدمنة على التصيد في المياه العكرة















المزيد.....

القيادات الكردية العراقية مدمنة على التصيد في المياه العكرة


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قوة العادة غلابة عند المهيمنين على مناطق شمال العراق ذات الاغلبية السكانية الكردية ، في استسهال ممارسة حرفة التصيد بالمياه العكرة ، محليا وعراقيا وبما يحيطها اقليميا ودوليا ، لقد وصل بها الحال الى عرض خدماتها بالسر والعلن لكل قوي طامع ، ويريد اضعاف العراق ، معتقدة ان هذا المسلك سيعود عليها بالمنعة والقوة ويجعلها في مأمن ! حتى غدت وكأنها لا تحسن غيرهذا الاسلوب الميكافيلي في طموحها الذي الحق "برعاياها" وبالوطن ابلغ الضرر .

لا تستقيم الاستقامة مع منطلقاتها ومبرراتها وطريقة تفكيرها وتدبيرها الانتهازي والضيق الافق ، في التعاطي والتجاذب داخليا وخارجيا ، وعلى مدى زمني يتسع لاكثر من نصف قرن تخللته ممارسات في اغلبها قاصرة تنم عن صبيانية وارتزاق احمق ، لقد نبتت ملامح هذه الحرفة منذ منتصف اربعينيات القرن الماضي ، فهذه القيادات هي هي تتوارث الزعامة على رعاياها ، وكأنها مشايخ مؤبدة في مواقعها ، لا يزحزحها الا الشديد القوي !؟

هي اسيرة لنزعة اقطاعية متخلفة ، انها تمالي وتساير الاقوياء دوما للحفاظ على مواقعها بالضد من اية محاولة محلية اومركزية للتواصل مع التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلاد ، ومسيرتها ككل واحد ، سلبا وايجابا ، الامر سيان ،بالنسبة لها مادام ذلك يفتح الطريق لبدائل تحجم تسلطها ويحرمها من الاستفراد بمناطقها ، فأي تفاعل يتطلب الانفتاح ، تعارضه وتعاديه خشية تسببه في عزوف الاهالي عن اتباعها ، وهي قد جربت بعد الفراغ الذي نشأ خلال فترة اقامة الجيب الامن في شمال العراق ، اي منذ سنة 91 وحتى الان فكانت عنوانا صريحا للابتزاز والاستبداد والفساد الذي تضاعف بعد احتلال العراق واخذ منحى خطيرا في التهيئة الرسمية لتقسيمه ، ومن لا يجاريها بذلك فبالترهيب والترغيب تتحلحل عقده !.

الممارسات تكذب الشعارات :

سوف لن نغوص كثيرا في التاريخ البعيد لهذه القيادات وممارساتها ، وسنكتفي بذكر المعالم القريبة والاكثر وضوحا فيها .
اشتد عداء هذه القيادات للحكم الوطني الجمهوري الاول ، بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم واخذت تتحرك مع اعداء الجمهورية " ايران وشركات النفط الاحتكارية واسرائيل " للاطاحة بالنظام ، وقتها ، علما ان السبب الجوهري في خلافها مع حكومة قاسم هو تطبيق قانون الاصلاح الزراعي ، الذي رفض من قبل الاغوات ، اقطاعيي الارض والثورة الكاذبة ، فكان العمل المسلح الذي قام به اتباعهم ، بما سمي لاحقا بثورة ايلول 1961 ، فقد سيطروا على مدينة زاخو واخذوا يعدون العدة نحو دهوك ، مما اضطر الجيش الوطني الى مطاردتهم وارجاع الامور الى ما كانت عليه ، اذن هناك مصلحة غير شريفة لهم في اسقاط الحكم القاسمي ، فأخذوا يتصيدون بالاوضاع المتأزمة بين قاسم وشركات النفط نتيجة صدور قانون رقم 80 الذي يحاصر حقوق امتيازها ، ويفتح المجال لقيام شركة نفط وطنية ، ومن هناك اخذت هذه القيادات ترضع وبتركيز شديد حليب اللاوطنية واللا ثورية ، من حاضنات سافاك الشاه وموساد اسرائيل ، وعندما نجح انقلاب 1963 كانت اول المؤيدين والداعمين له بالقول والعمل وهذا ما اعلنه الحزب الديمقراطي الكردي وعلى لسان احد قادته " صالح اليوسفي ".

اذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت ، وهذا ينطبق على نفاقها الحالي عندما تتمسح بالعلم الاول للجمهورية الاولى ، التي ساهمت هي بأسقاطها ، ثم تأتي اليوم وترفعه كبديل عن العلم الرسمي الحالي ، وواضح ان ذلك ليس لاقتناعها بصواب نهج جمهورية قاسم ، وانما درءا للاحراج الذي قد يسببه رفضها للاعتراف بولاءها للعلم العراقي المعترف به ، فالتسفيه هنا فعل مقصود كي يؤسس عليه وحدانية الولاء لعلم اقطاعيتهم المجتزئة .

وبعد انشقاق هذه القيادات عن بعضها في عام 64 ، اخذ الصراع وضعه العشائري والاقطاعي الطبيعي بين من هم سورانيون ، وبهدينيون ، فتحالف الطالباني السوراني مع سلطة عارف ، بالضد من البارزاني المتحالف مع ايران ، وكون الطالباني افواج خفيفة من اتباعه بدعم وتمويل حكومي لمقاتلة اتباع البارزاني وسمية هذه الافواج بقوات الفرسان ، وقتها كان الطالباني يقيم في احد فنادق بغداد " السندباد " وبحماية حكومية ، وقد استخدم اتباع البارزاني وصف الجحوش للتعريف باتباع الطالباني من المقاتلين حينها! .

عام 1982 تحالف الطالباني مع الحكم العراقي بالضد من عدوه البارزاني المتحالف مع ايران اثناء الحرب العراقية الايرانية ، وبعدها بفترة وجيزة اقترف الطالباني وانصاره ابشع الجرائم بحق حلفاء اليوم من الشيوعيين بقتله اعداد كبيرة منهم بعد اسرهم ، وكان من بينهم نساء ، بما سمية وقتها بمعارك "بشتاشان " .
بعد عام 86 التحق الطالباني بحلف عدوه مع ايران ، وكان لهذا الحلف دوره في تقدم القوات الايرانية مع كتائب بدر وقوات البيشمركة الطالبانية في عام 88 عبر الحدود الشمالية الشرقية لاحتلال مدينة حلبجة العراقية وقد احتلوها فعلا ، وحصلت معارك طاحنة تعرض اثناءها مركز المدينة للغازات الكيميائية ، وادى ذلك الى سقوط مئات الضحايا .
عام 1991 وبعد انسحاب الجيش من مواقعه في الشمال ، حصلت عمليات نهب وسرقة منظمة تحت اشراف كوادر البيشمركة التابعة للحزبين ، لكل مؤسسات الدولة والبنوك ، ولم تسلم منها حتى المستشفيات ومحولات الكهرباء ، حيث بيعت اثمن واحدث الاجهزةالطبيةالدقيقة المنهوبة من مستشفيات اربيل والسليمانية ودهوك ، في ايران وبأبخس الاثمان ، وبعلم الجميع، لقد كان موسما للفرهود شبيه بموسم بغداد في 9 / 4 / 2003 .

تقاتلوا وهم يتقاسموا السرقات ، سرقة السلطة وسرقة اقوات الناس ثم المتاجرة بمعاناتهم !
ومنذ 94 تكرست حدود امارة طالبان ، وحدود امارة بارزان ، لكن الصراع ظل مشتعلا من اجل توسع نفوذ طرف على حساب الاخر، وكانت فكرة السيطرة على اربيل لما لها من موقع كبير، ويتوسط الطرفين ، وكونها اهم واكبر محافظة في الشمال الشرقي من العراق ، شكلت هاجسا ملحا لتحقيق اطماعهم التوسعية ، خاصة بعد ان يأس الطرفان من امكانية الحاق هزيمة نهائية بالاخر ، المدينة وقعت تحت سيطرة الطالبانيين اثناء المعارك الاولى ، المسببة باختلافات حول توزيع حصص عائدات الكمارك الخاصة بنقطة حدود ابراهيم الخليل ، لكن البارزانيين استعانوا بالقوات الحكومية لطرد الطالبانيين من اربيل وملاحقتهم حتى الحدود الايرانية ، بعد ان قاموا بتنفيذ بعض شروطها ، وتم لهم ذلك في عام 96 .

منذ عام 98 ومرورا بيوم الاحتلال الاسود في 9 / 4 / 2003 وحتى الان وهم يساندون بل وجندون انفسهم في خدمة امريكا وجحافلها لمواصلة احتلال العراق ، ووضعوا كل بيوضهم في سلة اعداء العراق ومحتليه ، واخذت تراودهم نوبات حمى انتهاز الفرص ، لترسيخ وشرعنة تحكمهم الاقطاعي في مناطق الشمال ، " اربيل ودهوك تحت سيطرة امارة بارزان ـ السليمانية تحت سيطرة امارة طالبان " ، واتفق الطرفان على الاعتراف بالوضع كما هو عليه ، واعطاء لنفسيهما الحق في التوسع باتجاه كركوك وخانقين والموصل حتى نهر دجلة ، والعمل سوية لخلق الظروف المؤاتية في بغداد من اجل انتزاع اعترافها بضم هذه المناطق لنفوذ الامارتين ، وبالتقاسم الاستثماري بينهما حتى لا يحتاجا اي مبرر لاعتبار بغداد مرجعيتهما ، وذات الشيء ينسحب على موضوعة القوات العسكرية فالكل يحتفظ بما لديه ، اضافة الى عرقلة اي محاولة حقيقية لاقامة جيش عراقي قوي ، لانه قد يهدد نفوذهما المبني على حساب الدولة العراقية .

شطارة سياسية ام دعارة سياسية ؟ :

هناك مثل شعبي عراقي يصف من يتظاهر بالمسكنة والمظلومية والاحقية الخ ، وهويريد من وراء ذلك الاستقواء على بني قومه بقوة الاخرين ، مقدما لهم كل فروض الطاعة والولاء ، بعد ان استعطفهم واذل نفسه في خدمتهم ، يقول المثل : يتخنث للغلب !؟ ومثل اخر رديف يقول : ولية الغدار كافرة .
على هذا المنوال تنسج قيادات الشمال نسيجها الرديء الذي يبيع كل شيء واي شيء من اجل تحقيق مكاسب مادية وسلطوية فئوية على حساب شعب باكمله ، بكرده وعربه وتركمانه ، بمسلميه ومسيحييه ، بكل طيفه الجميل المتناسق ، انه النشاز الذي يتناغم مع نشاز قادم من الجنوب ، والاثنان معا ، يجاهدان لتعميم الفرقة والتنابز والاستقطاع ، وقد مال لهم نشازا اخر في الوسط ، يستجيب ولا يعيب عليهم هذا التمادي في الانحدار ، ايها المنشزون جميعا رفقا بأسماعنا فما عادت تحتمل صخب الموت الذي تبيعوه علينا باسم الديمقراطية التي لا تعرفوها ، تكسرون الوطن لتحولوه الى ضياع تتوارثوها ، وحتى تكون الجريمة كاملة ، تسوقون الناس للتصويت لكم ، ترهيبا وترغيبا وتجهيلا ، بصكوك الغفران او باحلام جنان الدولة العرقية المزعومة او بالوعود الوردية التي تنقلب الى دم نازف .

"باقة لا تحلين ، خبزة لا تثلمين ، بصلة لا اجيبين ،أكلي حتى تشبعين" هذا هو حال حريتهم وتنميتهم ، اما حريتهم الصحافية والاعلامية والحزبية فحدث ولا حرج ! ، نعم كل شيء انت حر في التعبير عنه ، ولكن لا يجب ان تؤثر على الرأي العام ، وان فعلت فالكل جريمة ثمنها الذي يجب ان يدفع ، السجن ، او الموت ، او التهجير ، او التوبة ! ما الفائدة اذن من كل هذا اللف والدوران يا اساتذة كل المراحل ؟ .
ماحصل في مدينة حلبجة في اذار الماضي من هبة شعبية ضد الفساد والكذب والمتاجرة بمعاناة الناس ، لهو ارهاصة معبرة ، لما يعتمل في صدور الجميع ، وسينفجر عاجلا ام اجلا مرجل الاهالي الذي يفور غيضا على سراق قوتهم واحلامهم ومحتلي ارضهم وسماءهم ومصيرهم ، في مدن الشمال و الجنوب والوسط ، ووقتها لا تنفع اساليب المداهنات وشراء الذمم والشطارة في الضحك على الذقون ، ولا تنفع الدعارة السياسية وغير السياسية في رذ الرماد بعيون العامة عن رؤية حقيقتهم العارية والبعيدة كل البعد عن تطلعات اهل البلد كل البلد .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليُتم اليساري في العراق
- الاعلام العراقي بين التخلف والتزلف
- بين الاستهتار الامريكي والخبث الايراني
- الجحيم لم يأتي بعد العقدة والحل
- الطينة الفكرية لرجالات العهد الجديد في العراق
- نقطة نظام - حالة الدجيل مسببة حسب القانون العراقي وقتها
- احتلال المرأة
- التحشيش الطائفي والتجييش الامريكي
- العراق في مزاد سياسي مزدحم
- يا أعداء الاحتلال وفتنه اتحدوا
- خبر التفجير والتفسر عند السفير
- دولة فساد أم فساد دولة
- امبراطورية سوق العبيد
- اعادة انتاج العوق جنحة العولمة الجديدة
- وطني ليس للأيجار
- الدولة التي فقدت ظلها
- تعلموا الديمقراطية من هنود امريكا اللاتينية
- خارطة طريق الدولة الكردية
- نهض نوبل منتصرا للمقهورين
- ذكاء خليل وغباء الحكيم


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - القيادات الكردية العراقية مدمنة على التصيد في المياه العكرة