جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 08:20
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
سجل انه في يوم 22 / 2 / 2006 وفي تمام الساعة السادسة والنصف صباحا حسب توقيت بغداد تم وبعملية خاطفة ومباغتة من قبل مجموعة صغيرة مسلحة ترتدي زي مغاوير الشرطة تفجير قبة الامام علي الهادي بواسطة عبوتين ناسفتين وضعوها بين مفصل القبة والجدار الذي يحملها ، وقبل دخولهم المرقد اعتقلوا حراسته المكونة من ثلاثة من رجال الشرطة اوثقوهم واخرجوهم الى خارج الصحن ثم تركوا المكان وبعدها بدقائق حصل الانفجار الذي الحق ضررا بالغا في بناء القبة وواجهة المرقد الامامية علما انه لم تسجل اية اصابات اوضحايا نتيجة التفجير .
سجل التسؤولات التالية للتحقيق في معرفة الدوافع الفعلية والملموسة ، والجاني الحقيقي في هذه الجريمة السياسية والجنائية معا :
ـ هل الموقع المستهدف مهددآ سابقا ؟
ـ ماهي ردود الافعال وكيف تسيراتجاهاتها ؟
ـ لماذا في هذا الوقت بالذات ؟
ـ من هم المشتبه بهم ؟
ـ ايمكن ان تكون جريمة مركبة ، اي ان يكون الفاعل الحقيقي قد اختفي وراء مجرم مأجور ، او انه متأكد من ان اصابع الاتهام ستوجه الى جهة بعينها ( الزرقاوي ) مثلا والذي تعودت اجهزة الامن والجيش الامريكية والعراقية وكذلك الاعلام الاشارة لها في مثل هذه الحالات وجعلت منها شماعة جرمية تعلق عليها كل غرائب وعجائب الامور للتغطية على الفاعل الحقيقي الذي غالبا مايكون مجهولا وغير مشخص عندها ؟
ـ من هي الجهات المستفيدة من انعكاسات وتفاعلات هذه الجريمة من غير الجهة الشبحية المذكورة اعلاه ؟
ـ ما هي نتائج التحقيقات السابقة في الحالات الجرمية المشابهة التي حصلت مثل جريمة مقتل محمد باقر الحكيم مع مئة من انصاره قرب مرقد الامام علي ، وجريمة جسر الائمة ، وجريمة معتقل الجادرية ، وجريمة فرق الموت ، وجريمة الاعتداء على مرقد الامام الاعظم ابوحنيفة النعمان ، وجريمة الاعتداء على مرقد الامام عبد القادر الكيلاني ؟
ـ هل مرقد الامام علي الهادي صيد سهل للفاعلين ولماذا ؟
ـ هل اغلبية سكان مدينة سامراء يعتزون بمراقد الائمة التي تحتويها مدينتهم وهل هم مستفيدون اقتصاديا ومعنويا من هذا الاحتضان ؟
ـ ماذا كان وضع المراقد في سامراء اثناء المواجهات العسكرية الطاحنة التي شهدتها سامراء بين الحين والحين ومنذ 9 نيسان 2003 ؟
سجل الاجابات بعد البحث والتحقيق وارسلها الى جهات محايدة في المنظمات الاقليمية والدولية والاعلام الاقليمي والدولي والمحلي المستقل لضمان عدم التستر على الفاعل الحقيقي ولضمان اعلانها وذلك لان الاجهزة العراقية والامريكية المشرفة عليها لاتتسم بالنزاهة والصدقية والحيادية والشفافية ، وهي اكثر من يهمه الامر في مقتها للشفافية والدليل على ذلك انه لم تخرج والحد الان اي نتيجة علنية لاي تحقيق قد جرى الاعلان عن اقامته في معظم الجرائم السابقة والحليم تكفيه الاشارة .
فتش عن المستفيد :
الاعتداء المباشر بقصد الاضرار العمد برمزية المرقد دون اي دوافع اخرى واختيار وقت لا زيارة فيه يؤكد ان هذه العملية مدروسة ودقيقة واهدافها لا تبتعد كثيرا عن مقاصد اثارة المشاعر الطائفية والمراهنة بواسطتها على ردود افعال متبادلة من قبل الغوغاء والمتطرفين لتسييد وتصعيد حمى اصطفاف طائفي يراد له ان يفرز مؤثرات جدية على مجريات الحالة السياسية المتأزمة من وجوه عديدة ، ان التحاصر الذي تعانيه قوى الائتلاف بتباين مكوناتها يجعلها في مأزق وارتباطات بعض قواها بتخابرات مع جارتنا العزيزة ايران يجعل دائرة الشبهات تتسع لتشمل اطراف من الائتلاف ذاته اذا سلمنا ان المستفيد من تداعيات الاعتداء هو مرشح للاتهام ، فتفكك الائتلاف وخماد حماسة مناصريه نتيجة عدم قدرته على استثمار نجاحه الانتخابي في الحصول على اي مكافأة حقيقية له والمنتخبيه تجعل اي محقق و مدقق لا يستبعد اتهامه لهم خاصة وان هناك سوابق قد حصلت وهي تختلف شكليا مع الاعتداء الاخير لكنها بمضمون واحد .
اما المستفيد الاصيل من اشعال نار الفتن والترويع بها وتخويف كل الاطراف من امكانية وجها في اي لحظة كانت هو ذاته الذي يريد توفير تبريرا عمليا يخلق مناخا يتقبل استمراروجوده العسكري في العراق بحجة الحفاظ على السلم الاهلي في العراق اي ان المحتل وازلامه هم الذين يريدون حصول مثل هذه الاعتداءات والتي لا تتطلب جهودا جبارة مادام غبار الفوضى يغطي القتلة في عز النهار واذا لم تفلح عملية تدمير قبة مرقد بهذه الرمزية فانهم لا يتاخرون على الشروع بغيرها كأن تتم عملية اغتيال لرأس كبيرة من رؤوس النجف اوكربلاء ( السيستاني او عبد العزيز الحكيم او تفجير مراقد النجف وكربلاء ) ان الغاية تبرر الوسيلة لديهم غايتهم اجهاض اي تقارب حقيقي بين القوى العراقية المختلفة حتى ضمن المجلس النيابي الجديد وتوحيد المواقف ازاء القوات المحتلة ومعارضتها لاي اتفاقية مع قوات الاحتلال تتضمن ايجار قواعد عسكرية مؤقتة او دائمة في العراق .
المشتبه به الثالث هوالمتهم التقليدي هو الحاضر الغائب بمناسبة او دونها أنه الزرقاوي شبح الاضاءة الاصطناعي الذي صار فزاعة ممجوجة ، ومع ذلك ليكن مادام هناك فعلا من يقول انه ذهب للجهاد في العراق ضد غزو الكفار والطاغوت الاكبر ، المهم يتضح من خلال اسئلة التحقيق المثارة والتي سجلناها في البدء فان مراقد الائمة في سامراء هي صيدا سهل لو ارادت جماعة الزرقاوي تفجيرها بالكامل
وبعد حوالي ثلاثة سنوات هل يعقل انهم قد تذكروها وهي التي في متناول اليد هذا لايستقيم مع منطق الحال ، واذا اصدر الزرقاوي بيانات تدعوا لمقاتلة الشيعة وتفجير حسينياتهم لكنها خلت من الدعوة لتهديم مساجد الائمة هذا اذا افترضنا ان البيانات المذكورة حقيقية ، ثم انه ولفترة 6 اشهر لم نسمع عن الزرقاوي وجماعته اي بيان او نشاط جديد حتى ان وزارة الداخلية اكدت على انحسار هذه الجماعات وانتهاء فعاليتها (يريدوها كبار كبار او يريدوها اصغار اصغار ) !؟
رب ضارة نافعة :
ان الضرر المادي الذي سببه هذا الاعتداء الاثم يمكن تداركه وببساطة لا سيما وان المرقد والقبة ذاتها بحاجة الى الترميم وهي كانت معدة لاجراء مثل هذه الاصلاحات،
لكن الضرر المعنوي لا يعوض الا بالكشف عن المجرمين المأجورين الذين قاموا به
مهما كانت هوية الجهات الدافعة لهم ـ قوات الاحتلال وسفيرها الخبير،ام اطراف مغرضة ومتطرفة محسوبة على الائتلاف ، ام جماعة الزرقاوي ـ وعليه لا يجب نسيان حقيقة شاخصة الا وهي ان الامريكان مازالوا يريدون حفر خنادق لهم في ارضنا اي انهم يريدون البقاء المقنن والفعال بذات الوقت وحتى يتحقق لهم ذلك يجب ان يحتفظوا بكل خيوط اللعبة وان يجعلوا الجميع بحاجة لهم رغما عنهم !
اما ماورد من ردود افعال من المراجع الدينية والقيادات الاجتماعية والسياسية فهي لم ترتقي الى مستوى مناسب من الحكمة والتوازن وكانها تلمح الى ردود افعال عنيفة وضد اهداف بعينها !
المطلوب من هذه المراجع والقيادات ان تطالب قوات الاحتلال التي تسير القطعات العسكرية العراقية وتشرف عليها وعلى مخابراتها وعلى شرطتها ان تحدد فترة زمنية تجدول فيها انسحابها ، وعلى البرلمان الجديد ان كان مجلسا يمثل الشعب حقيقة ان يرفض التمديد لقوات الاحتلال ، ثم التهديد بالعصيان المدني اذا لم تستجيب
قوات الاحتلال لها ، والضغط على الحكومة العراقية للكشف عن كل نتائج التحقيقات السابقة ان وجدت ومحاسبة المقصرين والفاسدين او المجرمين الذين يستخدمون اجهزة الدولة لتحقيق اغراضهم الفئوية اواغراض المحتلين الدنيئة ، لنحقق بذلك منطوق المقولة القائلة رب ضارة نافعة .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟