أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغني سهاد - انحطاط..















المزيد.....

انحطاط..


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 18:03
المحور: المجتمع المدني
    


إنحطاط..

اين ما حللت ..هذا الانحطاط ستجده ليس بوجه

واحد ..!.ولكن بوجوهه متنوعة ا لا تعد ولا تحصى..!! ...

في زمن الغباء والواقع الغبى. تطفو العلاقات الانسانية الفوقية برؤوسها ..كرؤوس الهايدرة نفوح منها الرذاءة.والخسة.والذناءة. ...و..تصطبغ الثقافة فيه والفن والموسيقى والفكر بالسطحية والسفاهة....بل كذلك الارواح الطيبة تتنفس الفساد و الانحطاط التام في كل متطلبات الحياة.....وفي هذا الزمن تعيش معنا فصيلة من البشر ليست لها علاقة بالفضيلة والاخلاق..ونخبة من انصاف المثقفين والجامعيين والاعلاميين والصحفيين وو غيرهم .من المدعين..جنود مجندة .لتشجع تقافة التفاهة و ادب الاذواق المنحطة ..الكتابات السطحية.والقصائد الهمجاء و المقالات العرجاء….وضروب الفن الخسيس و الرخيص....وتتخد لها مواقف عدائية من كل ما هو جاد في محاربة موجات نشر الادب الرديء و الذوق المنحط….و تنطلق من هنا وهناك في المجلات والجرائد الدورية و اليومية..حملات تمشيط لمعاكسة الاعداء..الذين لا يستظلون بظل مظلة سياسية وايديولوجيا..…!....حتى لا تسقط هذه الكلمات في بحر العمومية والغموض...وتستعصي على الادراك..والفهم..!!!....كنت كلما تشجعت وسرت قدما الى دار للنشر..وولجتها وانا اشعر بالرهبة والرغبة في الهروب..وارتبك..تماما..فالمطبعي عامل لا سهم له في مضمار الثقافة..وكذلك مدير النشر يشبهه ويزيد عليه بكونه غارق في الغطرسة والتطوس..لا لشيء يوى لكون مقرب قريب من هيئة سياسية تشارك في الحكم..!!....

الى درجة تجرئه..على سؤالي لاي حزب تنتمي ايها الكاتب..!..تزالت على ذهني صور بطاقات الحزب في ازمنة غابرة..لها الوان مختلفة..وتحمل رموز الحزب..وتتابعت في عقلي تموجات الضجيح في مؤتمرات الحزب..الا انني تخلصت من البحث عن رد ..على السؤال عن الحزب..ولدت بالصمت..بل تعمدت الصمت واطلقت العنان لعيوني لتسع هييية هذا المخلوق..المتطفل عن الثقافة والادب…اعرف جيدا كيف وصلت هذه النماذج الى مناصبها العليا...؟…

كنت اريد ان اطبع ديوان شعر صغير..تحت عنوان (خلف النوافذ..)..لكن هذا المخلوق الغريب..جعلني اتراجع..!!!..قال لي اي نوع من المطبوعات تعرضها للطبع...قلت ديوان شعر..!!!..

رد ..السوق متخمة بالشعر..هل لذيك نصوص اخرى..!!!..

نصوص من اية شاكلة..ً؟

في فن الطبخ..مثلا..او الوعظ والارشاد الديني..او انواع االمدارس الرياضية..!!!..

حتى عن الكلاب والقطط..!

..اوواه….لا..لا..لكن يمكنني ان اعد لك كراسات عن طرائف ونكث عن بخل وسماجة المطبعيين والناسخين العرب.....؟..

فتقلصت الابتسامة على شفتي السيد المدير..وتظاهر باللامبالاة.وغاص في اوراقه المبعثرة..فوق مكتبه الوسخ والمرتبك..

وانقطع الحوار بيننا.جمعت مسودتي في الشعر..وهي منسوخة باليد بالحبر الصيني..واني متيقن باني استمتع بها وهي على هذا السواد..وسوف اتنكر لها حين تدوسها رحى الطباعة وتلونها بالبياض..احملها معي..الة اي مكان..اجد فيه قسط من الساحة..تلك النوافذ تسبقني وانا اقاوم الجري خلفها..وكثيرا ما كنت اضعها على كرسي جانبي وامارس التفكير وحدي بعيدا عنها..وكثيرا ما كنت اتناساها.مرمية.فوق الطاولة..او جنبي على الكرسي..وانصرف...فينادي الناذل.(.استاذ..استاذ..مسودتك ..نسيتها..)..هذه النوافذ..لا ترغب في فراقي..كما انها لا تريد ان تطبع..!النوافذ هاهي تظهر..وتختفي..تلعب معي لعبة الغميضة….!!

ان الكتابة الارقى عندي..وفي ظني في ادبنا الان..هو الادب الفاني في الواقع..الواقع الغبي..والذي بتناوله ..بحس ساخر..ووعي خاثر..وغبي..!!!..وهذا النوع من الكتابة صعب المراس..ولا علاقة له بالادب المنحط.و الرديء..والكاتب الراقي من هذا النوع اشخصه في المرحوم محمد زفزاف..يسمونه ادب الهامش.الملتزم..واسميه ادب الحس الواقعي..فالكاتب محمد زفزاف يكتب بما اوتي من دم ومرارة..!

ينمق ويجمل واقع خبيث وغبي..في اسلوب..غني وممتع..والكاتب طبعا هو الاسلوب..!

ترك زفزاف..قصصا وروايات عالمية الطالع..قوية الطابع..منها افضل قصة (العربة.).المترجمة لعدة لغات..يسميها زفزاف قصيدة( العربة.)وهو في ذلك يساير ادباء روسيا الكبار..غوغول..وديستوفيكي..على الخصوص..!..فصيدته خالدة لا تنسى لكثافتها..ورمزيتها وامتلائها بالحياة..والزفزاف هو اكثر من كاتب..فهو اديب رمز لكتابة الواقع المغربي باحساس الكبار..الذين قاوموا التهميش وتحدوا الاقصاء المتعمد من جهة الاوصياء على الادب والثقافة..من جهة دمى القش.. دمى السلطة..!..

كاتب او شاعر ما عليك سوى ان تكافح لاجل ابداع لغة تعبير حي خاصة بك..يشعر المرء برائحة الحبر المنبعثة من منسوخاتك وكتاباتك..كما يسوء الكاتب ان تكون نصوصه ومخلوقاته.لانبض للحياة فيها..فهناك العديد من النصوص..اشعار وروايات..تولد ميتة..وبامكان الكاتب من هذه النوعية..تنضيض..مجلدات نفيسة..بعضها فوق بعض..لكن لن تتمكن من استخلاص اية فكرة..او رؤية عن الحياة..وكلما انتج امثال هؤلاء كلما زاد عفن ما بكتبون..طبقة فوق طبقة..ويصعب ازالته..الا بتركه لمرور الوقت..!

الى جانب امتلاك الكاتب..الى مخيلة خصبة..من الاهمية بمكان ان يمتلك الحس الواقعي..الرهيف..ان يربط الصلة ما بين المخيلة والواقع الغبي..وليس الواقع الشقي..الرذيء..الخ من التوصيفات القديمة...هذا الواقع منحط وغبي..والتعامل معه لن يفلح سوى بامتلاك..حزمة من الاسلحة التقيلة من الاحساس به..وعدم النعالي عليه..والسخرية منه بكشف عورته..بلا خوف ولا ارتباك..وتعرية الكذب والتغليط..والتضليل الذي يزاوله متقفي الانحطاط..والفساد..ولا يصبح الحس الواقعي الممرق بالمخيلة الخصبة..ضرورة مطلقة..للكاتب..الا عندما يكافع الى جانب الفقراء والمهمشين..وتناول حياتهم..معاشهم اليومي ..بقلمه القيم..الخصب..وتصوير حياتهم كما هي..وكما يرونها ويراها هو معهم..واذا مازاد اراد المرء..تصوير الحياة..فلينظر اولا اليها..متجردا من المتبطات..والعواىق..السياسية الضيقة..والايديولوجيات التي لا علاقة لها بالواقع الحي..لانها تلجم فكره وتمنعه من الابداع..وخلق ادب خالد للحياة .!!..

عبد الغني سهاد..



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية المدعو كلخ شلخ....
- ثورة علال الخراز..
- حماقات مراكش..(4)..
- الطاحونة..
- النورسة البيضاء..
- القط الاسود .(.ح.م.3)
- حماقات مراكش....2
- حماقات مراكش..1
- الشريف....!
- تالكورنت ..المجزرة ..!
- إغواء...
- هي..الايام
- الكاتب الصغير
- عيون مرجان...
- الوطن شجرة ترعاها العنزات...
- العاصفة والكلاب ...
- خلف النوافذ...(20).
- خبب الجياد ما بين دفتي كتاب ...!
- فشل التعليم..وعسكرة المجتمع
- الانسان الخارق..(السوبيرمان)


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغني سهاد - انحطاط..