أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - الشريف....!














المزيد.....

الشريف....!


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 04:35
المحور: الادب والفن
    


الشريف..
ادركت منذ الصغر انه من صفات بعض الشرفاء..التهور..والبللاهة.وتعمق هذا الادراك مع التجربة ومرور الوقت ..واني لا اعمم هذا الادراك على جميعهم الشرفاء..ومنهم العقلاء الاحرار..نسمي الشريق ذلك الشخص الذي تنتهي شجرة نسبه بالرسول عليه السلام..وفي حينا القديم كانت توجد به صابة ..اي ردهة مظلمة منغلقة تضم اربع او خمس منازل صغيرة ..دويريات..كانت الصابة مظلمة ليلا ونهارا ..ويسكنها الدراويش والفقراء...ومنهم الشريف وامه العجوز..لم يكن لهما موردا للعيش سوى السعاية في الاسواق والطرقات..ام الشريق لم تكن تظهر كثيرا في الحي..كونها كثيرة الترحال والتجوال لاجل الحصول على لقمة العيش..تحمل على ظهرها كيسا ابيضا..تعود به ليلا مملوء بما كسبت في الطريق..كانت تعيش على الطريق..ولم يعد الشريف يرافقها في رحلاتها اليومية وراء كسرة الخبز..وكانت تلح عليه وتنصحه بان يصيررجلا ويبحث لنفسه غن عمل ما..يوما ما ستنتقل الى العالم الاخر ..ولن يجد من يلتيه بالخبز...والشريف غير مهتم بما سيحدث غدا ..او بعد الغد..!!يرتب شعره الاشهب المجعد ويرتدي جلبابه من الكتان الصلصالي ..وينتصب على باب الصابة السوداء..يظل منتصبا طيلة اليوم...في كل يوم جمعة تمنحه ما يسمح له بالدخول الى حمام الحي ..وحينها تحدث الجلبة والاظطراب في قاعات الحمام ..خصوصا الداخلية ..يجمع الشريف حولة اعدادا لا تحصى من القباب ..المملوء بالماء الساخن..ويجلس لا يفعل شيئا..اي لا يستحم ..ولكنه يحملق في المستحمين..ويتامل ردود افعالهم المستنكرة..كلما سئلت الجلاس عن القباب ..كان يرد علي .لا تاتي يا ولدي لتستحم يوم الجمعة ..!..ففيه يستحم الشريف..ويمنع عن الناس استخدام القباب ..!!..وكان من الافضل ان لا يحدثه احدهم بما يسببه للناس من احتكاره للقباب ..!!..جميع سكان الحي يدركون ان الشريف رجل ظريف لكنه متهور..!!
في الايام التي تنتعش فيها الحركة والنشاط التجاري في الحي في فصلي الربيع والصيف..يتنافس الجيران في ممارسة بعض التجارات الصغيرة ..كبيع البربوش..بطعم الشنتكورة..او بيع الرمان او جمع نوات المشمش وبيعها بالكيلو لمن يتوسط في بيعها لمصانع اللصاق..او بيع الثين الهندي ..الكرموس..الخ ..وحينها يهتدي الشريف الى حرفته التي لا يطيق عمل غيرها ..يستيقظ في الصباح الباكر رفقة والدته التي بدأت تنهزم امام كرور الايام..ياخد بيدها ليتجول ساعيا في سوق الخضر المركزي ..القريب من الحي ..وغالبا ما يعود الشريف بكيس ضخم من الخضر والفواكه..يفتحه امام الصابة ..ويرتبه بحسب نوع الغلة ..!..ويبدو للناس انه جادا في عمله..وتطول مدة انتظار الزبون..ولا ياتي الزبناء ..ولا يسال احد عن سلعة الشريف..وعندها تكون ردة فعله محبطة ..ينزع حلبابه الرصاصي ..ويتعرى تماما ..امام الصابة ..ويستمر مسمرا في وقوفه..وتتوقف حركة السير في الزقاق امام الصابة المظلمة...تقول احدى النساء...وهي تجري وتدفن راسها في الارض..،(،،سير الله يمسخك اولدي .. الشريف ..)..الناس تنبهر وتستنكر..وتختلف في ردات فعلها اما وقوف الشريف على الطريق عاريا ..امام بضاعته..وكانت عورته غير مستورة ..حيث يطهر ديكه متدليا ..ومؤخرته المتسخة معروضة على الجميع..
تمر الايام على عادتها ونكبر ..وتلكنا طاحونة الحياة ..وكلما عدت مع الحنين الى العودة لتلك الصابة الظلماء..وجد ت مكانها صيدلية الفتح...مرت الحيوات من هنا وماتت ام الشريف ..ورحل ذلك الشريف الى المجهول ..وتغيرت الحيطان والاحجار ووجوه الناس ولم يعد احد منهم يتذكر الشريف ..المتهور الممسوخ..وكنت كلما نظرت الى تمثال داوود..رمز النهظة في ايطاليا ..تذكرت الشريف رمز التهور على الاقل في حومتي ...!

عبد الغني سهاد
2013



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تالكورنت ..المجزرة ..!
- إغواء...
- هي..الايام
- الكاتب الصغير
- عيون مرجان...
- الوطن شجرة ترعاها العنزات...
- العاصفة والكلاب ...
- خلف النوافذ...(20).
- خبب الجياد ما بين دفتي كتاب ...!
- فشل التعليم..وعسكرة المجتمع
- الانسان الخارق..(السوبيرمان)
- الباشا حمو...(مول الكرنة )
- اصوات مراكش..(1)
- خلف النوافذ...18
- سبقوا الشكيمة....قبل العود..!
- الكتابة وكرة القدم...
- مسرات بوريكو ...الحمار
- سليمان سلطان الحواتة...
- فوق المسمار...(2)
- فوق المسمار...(1)


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - الشريف....!