أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - حماقات مراكش....2














المزيد.....

حماقات مراكش....2


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


البحث في ماضي مدينة وتاريخها.سواء كان مخفيا او منشورا معلوما في كتب المدرسة او الجامعة....او في روايات الناس ..لم يعد في اهتمام الكثير.منا..وهو ليس سوى مجرد استرجاع ممل و مرتبك ومشوش لاشرطة قديمة متناثرة باللونين الابيض والاسود..قد تطول او تقصر..وغالبا ما يسربلها الغبش يلفها صمت.التاريخ...وقد تضج بهستيريا الضحك المسترسل او بالبكاء او حتى النحيب المكتوم..لنا نحن المتفرجون...!....
من كان يحب التاريخ وسرد الحكايات عن ذلك الزمن الغابر اصبح من الناذر العثور عليه .. ان عثرت عليه تجده بلع لسانه ولاذ الى الصمت..و الصمت داء اجتماعي رهيب في فترات الانحطاط..والاستبداد ..والابتعاد عن استخدام العقل..والكياسة..والفكر في رواية الاحداث....واستهواء الخرافة وماوراء العقل .. وهانحن اليوم عوض عشق التاريخ والغور في متاهاته المظلمة نعشق جمع المال. والبقشيش..وجمع االتحف والاثاث القديم ...وبناء العمارات.والشقق .من كان يحب المرأة..تغير عنها فاصبح يحب القنان والغلمان..!..من كان يناضل لاجل الطبقة..غادر حلبة النضال..ووجه نظره الى مصالح قبيلته كيفما كان هدفها في الحياة..ولو كان لاجل نزوة عابرة..قاسمها المشترك ضحل وهزيل ومنحط..كان يضحك على الناس بنضاله لاجل الحرية في تناول قنينة خمر على الرصيف...وخدمة سحاقيات الخانة القريبة من مركز الامن المفقود.وتناول حبة هلوسات متنوعة من ايادي الامردين..في الاحياء الجديدة وتشجيع انضمام جماعات السادوميين الى الوطن...!..والتهليل لالتراس المحلي...!هذا نضال جديد اصبح يحتل مواقع جديدة..لا احد كان يتوقعها..الا ان لا احد كان بمقدوره ان ان يتعرف على مكر تاريخ المدن...!..المدن الاسلامية التي لا تحي بالدين وتموت بالسياسة....!.....الحماقة الثاتية في هذه الورقة..هي بعنوان القط الاسود العظيم الذي سقط في باحة القصر.اثر مناظرة للفقهاء الموحدين مع احد المتصوفة المشهور بالمدينة.. بوعمر القسطلي..! والثانية بعنوان( حكم الله )..في موضوع استئصال دعوة بن تومرت من مؤسسات الدولة.. في عهد المامون..شاخت الدولة بعد هزيمة العقاب 609ه. بيننا كانت المدينة لا تزال فتية وغير بعيدة عن فترة التاسيس ...100 سنة فقط على البدايات حين .بعث صاحب قشتالة الى المامون بجيش قوامه 12.000 فارس..برسم الاتفاق معه..والمقاتلة على شروط يحتويها الاتفاق..ووصلوا في رمضان من سنة 626ه/1256م..وكان المامون اول من ادخل الفرنج..الاسبان الى ارض المغرب..واستخدمهم في الجيش كمرتزقة..!واستراخ بسبتة اياما ثم نهظ الى مراكش..وهزم يحي الذي فر الى جبل جليز..لمحاور للمدينة..وكان المامون هذا بحسب الفقهاء حينها اديبا لامعا..وخطيبا بارعا..فلعن المهدي بن تومرت..على المنبر..قائلا..:(..لا تدعوه بالمعصوم..وادعوه بالغوي المذموم....الا لا مهدي الا عيسى..وانا قد نبدنا امره..النحس...)..ولما انتهى الى اخر خطبته قال:(..معشر الموحدين..لا تظنوا اني انا ادريس..الذي تندرس دولتكم على يده...كلا انه سياتي بعدي ان شاء الله..ونزل وامر بالكتابة الى جميع البلاد لمحو اسم المهدي..من السكة والخطبة..وتغيير سننه التي ابتدعها للموحدين...وجرى عليهم سلفه..ونعى عليه النداء للصلاة باللغة الامازيغية..وزيادته في اذان الصبح..(اصبح ولله الحمد ..)....
وغيرها من السنن التي اختص بها المهدي..وامر المامون..يتدوير الدرهم..الذي كان المهدي قد ضربه مربعا..وقال:(...كا ما فعله المهدي وتبعه عليه اسلافنا فهو بدعة ولا سبيل الى ابقائه...)..
ودخل المامون قصره..وغاب ثلاثا..وخرج في اليوم الرابع..فامر بشيوخ الموحدين وفقهائهم..واعيانهم فحضروا بين يديه..فقال لهم ..يامعشر الموحدين..انكم قد اظهرتم علينا العناد..واكثرتم في الارض الفساد..ونقضتم العهود..( حين بايعوه وتراجعوا وبايعوا اخوه يحي...)..وبدلتم في حربنا الجهود...الخ..والتفت..الى قاضيه الذي يسمى المكيدي..وقد جاء معه من اشبيلية..فقال له ماترى في امر هؤلاء الناكتين..؟ فقال القاضي ..يا امير المؤمنين..ان الله تعالى يقول في كتابه الكريم..(..ومن نكت فانما ينكت على نفسه..)..الاية..فرد المامون..صدق الله العظيم..فانا نحكم فيهم بحكم الله...
حكم الله في ناكتي العهد هو القتل..فقتلوا عن اخرهم..ولم يبق على كبيرهم ولا صغيرهم..حتى انه جاء بابن اخت له..صغير السن يقال ان سنه لا يتعدى 13 سنة..وقد حفظ القران..فلما تقدم لقطع راسه...قال له..: يا امير المؤمنين اعف عني لثلاث..فقال ..ماهي..؟..قال..صغر سني..وقرب رحمي..وحفظي للقرآن..!
ونظر المامون ال القاضي..المكيدي..وقال له ..كيف ترى جأش هذا الغلام واقدامه على الكلام..في هذا المقام..؟
فقال المكيدي..القاضي..ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا...!
فامر به فقتل..ثم انر بالرؤوس فعلقت باسوار المدينة..قال بعضهم انها كانت تزيد عن اربعة الاف رأس..وكان الزمن زمن قيظ شديد...فنتنت بها المدينة..وتأدى الناس بريحها...فرفع اليه ذلك فقال..:(ان هاهنا مجانين...وان تلك الرؤوس حروز لهم لايصلح حالهم الا بها...وانها لعطرة..عند المحبين..ونتنة عند المبغضين..ثم انشد..ما يلي...
(اهل الحرابة والفساد في الورى●●يعزون في التشبيه للذكار
ففساده فيه صلاح لغيره●●بالقطع والتعليق في الاشجار
فرؤوسهم ذكرى اذا ما بصرت●●فوق الجدوع وفي ذرا الاسوار
وكذا القصاص حياة ارباب النهى●●والعدل مألوف بكل جوار
لو عم حكم الله سائر خلقه●●ما كان اكثرهم من اهل النار...)


بعد تنفيذ ( حكم الله هذا )اذن المامون للنصارى القادمين معه من اشبيلية في بناء كنيسة وسط المدينة فضربوا بها نواقيسهم..وكانت تلك الكنيسة في الموضع المعروف بالسجينة..
النص متصرف فيه .. من كتاب تاريخ بن خلدون ج6 ص528 وما يليها...
يتبع...



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماقات مراكش..1
- الشريف....!
- تالكورنت ..المجزرة ..!
- إغواء...
- هي..الايام
- الكاتب الصغير
- عيون مرجان...
- الوطن شجرة ترعاها العنزات...
- العاصفة والكلاب ...
- خلف النوافذ...(20).
- خبب الجياد ما بين دفتي كتاب ...!
- فشل التعليم..وعسكرة المجتمع
- الانسان الخارق..(السوبيرمان)
- الباشا حمو...(مول الكرنة )
- اصوات مراكش..(1)
- خلف النوافذ...18
- سبقوا الشكيمة....قبل العود..!
- الكتابة وكرة القدم...
- مسرات بوريكو ...الحمار
- سليمان سلطان الحواتة...


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - حماقات مراكش....2