أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أربعون عام من الرداءة حتى استحسن ذلك مزاج الشعب الايراني ...















المزيد.....

أربعون عام من الرداءة حتى استحسن ذلك مزاج الشعب الايراني ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 07:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



/ هكذا قد كان الخميني قد أسس جاذبيته السياسية المستقبلية لدى قطاعات شعبوية قومية المزاج وعنصرية التوجه وايضاً هي انعزالية ومنغلقة في كل الأوقات من خلال تقديمه معادلة أصبحت فيما بعد قاعدة ارتكازية للنظام ، قد تكون قاطعة للبعض لكنها ايضاً فاجعة للآخرين ، تقول القاعدة ( احياناً نقول أقول ملائمة في زمن يلائم ما نقوله لكن كل ما نطقناه سابقاً ليس بالضرورة أن يكون ملزم ، بل سأقول العكس لو شعرت أن ذلك ضروري ) هذه المقولة كان قد كشف عنها ابو الحسن بني صدر أول رئيس إيراني بعد الثورة عندما أشار عن تحولات جذرية لشخصية الخميني بين سنوات أقامها في فرنسا وأخرى لاحقاً في إيران ، كانت القوى التغير والثورة قد وضعت مسودة مبادئ لشكل الحكم القادم بعد الإطاحة بالشاه لكن المرشد تبرأ منها جملة وتفصيل وذهب إلى حكم الفرد الذي أتاح له أن يصبح فيما بعد الرمز الأوحد دون منافس ، وبالرغم من العلاقة العائلية بين الخميني ونبي صدر التاريخية بل ابو الحسن كان له الفضل بمساعدته للجوء إلى فرنسا بعد رفض أغلبية الدول استقباله لم تشفع له .

منذ فتح ابو موس الأشعري أقليم الأحواز ظل الأقليم ضمن حدود ولاية البصر حتى ذلك اليوم التى تمكنت به بريطانيا بمساعدة ايران من اسقاط الدولة العربية الكعبية وإلحاقه بحدود ايران عام 1920م وهذا الفعل تكرر في قصة الجزر العربية الثلاثة لكن دون استخدام وسائل حربية ، كانت بريطانيا قبل انسحابها من الاراضي الخليجية وقبل اعلان عن الاتحاد الإماراتي بقليل أعطت لايران الجزر الثلاثة لكي تتمكن من السيطرة على مضيق هرمز بالطبع لم تكون الخطوة بعيدة عّن أبعادها المستقبلية التى تهدف إلى إعادة استحضار سيناريو الملك قورش من التاريخ عندما قاد حربه عام 539 ق م ، لإبادة العرب ، كان قد عبرَ من ساحل الخليج العربي نحو الطائف والأحساء ، لكن ، ما يلفت انتباه المراقب ، رغم محاولات ايران المتكررة لاحتلال الجزر منذ عام 1904م لم تحسم بريطانيا أمر الجزر إلا عندما تخلصوا من عبدالناصر ، لقد رحل عن الحياة عام 70 من القرن الماضي بعدها بعام واحد تم تسليم إيران الجزر ، وهذا السلوك الاقتناصي لم يكن ابتكار جديد ، بل له أصول تاريخية ، فحال إيران اليوم يشبه حال الامبراطورية الأخمينية في السابق التى كان بطلها الفارسي قورش محرر اليهود وباني الهيكل ، لكن على دوام كان هناك شروط لقيام الإمبراطورية الإيرانية واليوم تتشابه الإجراءات على الأرض مع شروط الماضي ، أي إبادة العرب مفتاح الصعود ، نعم لقد قامت الحركة الأخمينية والتى تحولت فيما بعد إلى إمبراطورية على أنقاض ثقافات المنطقة العربية سوريا والعراق والأناضول وفلسطين ومصر وليبيا وتخوم الهند ومقدونيا ، لهذا نرى مقاومة كبيرة تعتمدها كل من أربيجيان وباكستان وافغانستان لكي تحد من النفوذ الإيراني الملفت وبالرغم من وثنية ومثلية قورش إلا أن إيران تعتبره ملك ملوك العالم واليهود يعتبره المخلص الثاني .

أيا كان سيناريوهات التصارع المعلن منها أو تلك الدفينة والتى تساق بغطاء واسع من التأويل والخداع أو التضليل ، لقد وضعت إيران استراتيجية عامة لكي تتسلل إلى المنطقة العربية ، قوامها إشاعة الفوضى عن طريق الاعتقاد المذهبي ومن ثم التحكم بسلوك المنتميين في كل منطقة تصل إليها وعليه أسست في اعتقادي مع من يرسم لحكم العالم استراتيجية مقاومية إلهائية عبر تحويل الرأي العام إلى منطقة مشتعلة في حين تشتغل في منطقة أخرى ، على سبيل المثال ، فتحت باب جهنم في سوريا في حين كانت تقوم بمعالجات عميقة في العراق التى أتاح لها السيطرة الكاملة علي البلد وامام أعين الغرب وبالرغم من تنفيذها ابادات كبيرة تتفوق في الكم والحجم لأفعال داعش بل افعال داعش في القياس تُعتبر سخيفة إلا أنها سرعان ما تطوى في كل مرة كأنها لم تكن ، في حين ساهمت ايران والاسد في صنع تنظيم داعش ، بتواطؤ غربي ليجعلوه لاحقاً مادة إلهائية وهكذا دفنوا أفعالهم المتنوعة من إبادات موثقة التى تصل إلى إعدام ملايين البشر بالاضافة سرقتهم للجغرافيا .

وبالرغم من تناقض إيران التكويني إلا أن بعد دخولها منطقة معينة تطرح نفسَها عبر ميليشياتها كعنصر قابل للتعايش ، بالطبع هو واقع لا يمكّن وصفه أقل من مأساوي عندما تطرح في كل من العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن على أنها أصبحت جزء من الحل وفي كل مرة يتم صدها أو رفضها تعود من باب التفجيرات أو شن حروب دامية إلى أن يتدخل مكون سياسي داخلي أو خارجي بطرحها كعنوان للاستقرار ، على سبيل المثال تعطل الدولة في لبنان كما هو في العراق ومن ثم تأتي عبر شركائها كدواء مؤلم لكنه ضروري الذي يحاصر الشعب بين خيار واحد ، التضحية بالمستقبل مقابل حاضر ينخفض فيه الدموية والجوع .

كما اعتمدت إيران في داخل حدودها على إعلام طفولي ايضاً خارج أراضيها تعتمد عليه بشكل عملاق لدرجة يكاد يعتقد بأنه معجزة ، هو يشبه الطفل الذي يتابع لعبة سوبرمانية خيالية في حقيقتها لا تتعدى حدود إطار الجهاز المستخدم الذي ينشأ مع الزمن قواعد عريضة من المختلين ذهنياً وبالتالي تفقد الأغلبية القدرة على التميز ، كما أنها تعزز فراضيتها إلى كل هذا وذاك عندما تستحضر سرديات قد أسس لها الكافي والمجلسي ، خراريف تحكمت بالمذهب ، في واقعها لا تحتكم إلى مقارنات لأنها مع الزمن تحولت إلى مقدسات ممنوع المساس فيها جملةً وتفصيلاً ، لكنها عند أول مقارنة يكتشف المقارن أنها لا ترتقي إلى العقل وبها على الأخص تستثير عواطف مستمعيها لكي تُعطل أي تحليل قائم على المنطق وبهذه السرديات وبالبكاء واللطم تمرر اللاوعي حتى يتم زرع أفكار الترهيب والتباعية المفرطة وبطريقة أو بأخرى تعمل على حجب المنظومة التواصلية وتؤخر انتشار التطور التكنولوجي وكلما اتاحت التعاطي لبعض منه تحرص على التحكم به ، وهذا يحصل ايضاً في المناطق التى تصل إليها تقوم باستبدال الموجود بموجوداتها وتمنع إيصال الأكثر تطوراً ، على سبيل المثال عندما دخلت العراق عطلت لسنوات الحياة بمناحيها ومن ثم سمحت عبّر شركائها تقديم تعليم أو تكنولوجيا من نوع رديء بل تُقدم على أخطر من ذلك ، تقدم للطبقات الفقيرة والمتوسطة تعليم وخدمات فقيرة جداً فيما تحظى خاصة النظام الايراني بتعليم متفوق لكي تستمر بحكم الشعب الايراني والشعوب التى تصل إليها .

هناك عقيدة كاهانية تخص النظام الايراني بل قد يكون من القليلين بين الأنظمة العالم يحرص على بث الرداءة بين الناس حتى يستحسن الشعب تدريجياً ذلك ، وهذا ولّد لدى الفرد الايراني شعور عارم بأن المشكلة ليست بالنظام بقدر أنها فِيه ، بل تصل النظون المختلفة لدي الشعب إلى درجة بات الفرد يُؤْمِن بأنه ناقص وغير مؤهل ذهنياً على استيعاب الخلاصات الكبرى ( للبدايات والنهايات ) وبالتالي فقد تدريجياً روح المكدود والعطاء ، وفي المحصلة استسلم الظانن إلى المنظومة المتحكمة التى ضمنت بهذا السلوك النمطي تعطيل أي تحرك باتجاهها ، أما النقطة الأهم في إعتقادي ، خلال 40 سنة من حكم المنظومة الخُمينية في إيران وامتداداتها بين شيعة العالم ، تمددت الآلة الإعلامية بين الأوساط العامة وايضاً الطبقة المتوسطة حتى نخرت مفهوم واسع وهو ايضاً فضفاض ، بأن هناك طبقة خاصة قد خصتها السماء عن الآخرين وبالتالي هي على معرفة بالأخر أكثر من معرفة الأخر لنفسه وهذا منح النظام في إيران أولاً سلطة مطلقة غير قابلة للنقاش أو المساءلة وثانياً صنع فرقة وانشقاقات بين الجتمع الواحد في البلاد العربية أو الاسلامية وبالتالي تعاظم الوجود الغربي وإنحصر الدم بين أبناء المنطقة . والسلام

كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح دبلوماسي جديد
- الفشل في السودان كان المقدمة للسلسلة إفشالات ...
- التضحية خير من الخضوع ...
- الإنسان بين الإدراك والأشراك ...
- ثنائية القاعدة
- الأقطش خانه التوصيف ..
- رسالتي إلى الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد والرئيس اوردغان ...
- دول شكلية وميليشيات حاكمة ...
- حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...
- تهنئة أم نكاية ..
- الفارق بين حكم المجاهدين والفاسدين
- اليهودي والبشرية ..
- القديس والطمُوح ...
- الجغرافيا العربية أمام خيارين اما المواجهة أو التسليم للأمر ...
- رسالتي الي الرئيس سعد الحريري ...
- نموذج سعودي جديد في محاربة الفساد / علامة خاصة ...
- أتباع محمد عليه الصلاة والسلام بين الزهد والإسراف ...
- الإنتقال في سوريا من مرحلة التموضع إلى دائرة الاستقطاب...
- ثقافة الحرمان من التكميم إلى الموت ...
- عندما يظن البشير أنه الأسد ..


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أربعون عام من الرداءة حتى استحسن ذلك مزاج الشعب الايراني ...