أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...















المزيد.....

حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6145 - 2019 / 2 / 14 - 08:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...

مروان صباح / ذات يَوْم وصفه إليوت ابراميز المحلل السياسي الأمريكي العامل في صحيفة ذا ويكلي ستاندر ، بالرجل المهمات الصعبة والحضور القوي ، هكذا اطاح اللثام صاحب الصفقات السريعة والمغرية ، سفير المملكة العربية السعودية الأمير بندر بن سلمان لدي واشنطن لأكثر من عشرين عام ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية بين أعوام 2012 و 2014 م ، في مقابلته مع الاندبندنت كان قد كشف عن سلسلة مسائل كبيرة منها ، كيف تعاملت المملكة مع حكام العرب ، على سيبل المثال الاسد الابن واحد من الأسماء الذين تصدروا القائمة الطويلة فبعد اندلاع انتقاضة الشعب السوري خصصت السعودية مبلغ 200 ميلون دولادر وأرسلته إلى بشار خوفاً وإدراكاً من تباعيات الاحتجاجات ، لكن المستلم للمبلغ قد ابتلع المال والشعب معاً ولم يفلح المال في إدراك ما يمكن إدراك ما عليه سوريا اليوم ، تماماً كانت ايضاً السعودية قد خصصت مبلغ لشراء طائرات f5 للسودان في عهد النميري لكن الأخير قد ابتلع المبلغ حسب وصف الأمير بندر مما اضطرت الملكة إلى تسديد المبلغ مرتين ، وهذا قد حصل ايضاً مع علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق والمقتول على أيدي جماعة الحوثي ، أعداء الماضي وحلفائه المؤقتين وأعداء عشيرته اليوم ، عقدت السعودية بطلب من اليمن صفقة مع فرنسا لشراء منظومة دفاع جوي وبالفعل دفعت كامل المبلغ لكن الأخير لم يرسل المال للفرنسيين الذي جعل الحكومة الفرنسية ببساطة أن تطالب المملكة بالسداد فما كان على الرياض سوى تسديد المبلغ ، بل خلاصة تجارب المملكة ، وحسب المصطلح الدارج شعبياً ، بللي يمكن فهمه ، قامت بدفع في كل مرة المبلغ مرتين ، مرة لسمسار بمرتبة حاكم والأخرى للدول المصنعة .

هنا ايضاً تبدو تجارب الماضي لم تكن كافية لإدراك دولة قطر بأن الطريق لا يصلح باتجاه واحد ، هذه التجارب في واقعها الأعمق ، هي تمس مباشرة بالأمن القومي وبشكل واسع النطاق على امتداد الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالاضافة للخليج العربي ، لقد انشاء المغدور على عبدالله صالح تحالف قد ابتداء مع حزب الله ومن ثم الحوثي ، اعتقاداً بأن تحالفه سينجيه من سنوات الفساد في الحكم ، لكن تقديم المصلحة الشخصية كما جرت العادة حالت بينه وبين فهم القادمات لأن كانت البدايات عصية على الفهم وبالتالي لم يخسر نفسه أو مجرد خسر الحكم بل جاءت الخاسرة بحجم وطن ، فقد خسروا اليمينيون البلد وباتت تكلفة استرداده عالية ، وهذا ليس بالغريب طالما سمح لنفسه أن يبتلع المبلغ المخصص لشراء المنظومة التسليحية الجوية ، باختصار عندما تلاعب بأمن البلد من أجل تضخيم رصيده الشخصي خسر اليمن موقعه الجغرافي الذي حول اليمنيين اليوم إلى جماعات مشردة في اصقاع الأرض ، وفي هذا توجد حكمة ، نعم ثمة حكمة في استعادة بعض ما جاء في مقابلة بندر بن سلطان ، تلك المعلومات القديمة المتجددة التى تكشف كيف كانت ومازالت الاوطان العربية تدار ، فحكم الأسد على سبيل المثال ، مرتبط بمشروع طائفي إقليمي وأبعد بقليل وهذا معلوم للدول الكبرى أو الإقليمية ، أما توظيف طهران ودمشق خطابهما عبر ثورتين التصحيحية والمضطهدين ، ليس سوى أنهما عمليات استقطابية واستعطاف الناس لكن في واقع أمرهما افسدوا الفطرة البشرية التى فطروا عليها عندما نجحوا على امتداد أكثر من أربعين سنة من التمثيل الكلامي للمقاومة الوهمية حتى شهدنا خط طائفي محمل بالدماء والتدمير يمتد من طهران مروراً ببغداد ودمشق واخيراً في لبنان .

هناك اشكالية قائمة منذ زمن بعيد بين شعوب العربية وحكامها ، فالشعوب اولاً لم تشعر حتى الآن بالعزم الإصلاحي الحقيقي من قبل حكوماتها بل لأن أيضا مازال الفساد غير مرئي الذي يمنح المنظومة الحكومية العيش خارج دوائر النقد الشعبي ، لقد تطورت الاشكالية وانتقلت من مربع الفساد وبالتالي تدني الوضع المعيش وتعاظم الإحساس بأنها شعوب ليست سوى عالة على شعوب أخرى مُنتجة إلى مربع يحمل تهديد بخسارة اوطانهم أو استباحتها كما حاصل وحصل في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن ، في اعتقادي لا بد اولاً استعادة الناس من حالة الاستقطاب وهذا لا يكون سوى بتفكيك الخطاب التضليلي عن طريق تقديم مقارنات علمية ، لأن العالم الغربي اليوم بصدد تدويل السلوك الايراني إبتداءً من الملف النووي وتدخلات طهران في المنطقة عبر إنشاءها ميليشيات مسلحة ذات طابع طائفي بل تسعى واشنطن إلى عمل جرد حساب لجميع جرائم القتل التى نفذتها الميليشيات في كل من العراق وسوريا .

أخيراً ، اليوم يوجد فرصة كبرى طالما إدارة ترمب تعيش حالة صحيوية بعد إغفال تقصدته إدارة اوباما الذي بسببه آلت إليه الأمور على الأرض إلى هذا المستوى ، حتى لو جاءت متأخرة تبقى في سياق التصحيح وتأديب السلوك الايراني من أجل إعادة النظام إلى حجمه الطبيعي أو اسقاطه بثورة شعبية ، وبالتالي الفرصة تكمن في إمكانية المملكة السعودية وحلفائها تحويل الوقت المتبقي إلى خلية عمل حتى تُنجز التفوق العسكري والأمني والاقتصادي العربي لأن الحقيقة الدامغة والتى تتطلب استحضارها من التاريخ في لحظة تاريخية ، أن المشروع الصهيوني الغربي احتاج إلى أكثر من خمسمائة عام من العمل الجبار والتفوق التكنولوجي من أجل إيجاد موطأ قدم في فلسطين ، بينما إيران احتاجت إلى احتلال الجزر الإمارتية الثلاثة عام 1971 م بفترة قصيرة ، بل كانت عينها على الجزر منذ بسطوا القواسم سيطرتهم على ساحل الخليج العربي ، وبالتالي في احتلالها تمكنوا من السيطرة على مضيق هرمز لأنها تعتبر استراحة السفن وايضاً جزيرة ابوموس غنية بالحديد وبخلال 13 عام بعد سقوط نظام صدام نشروا نفوذهم في المنطقة العربية وهذا لم يكن له أن يحصل لولا ارتكاب إدارات الامريكية المتعاقبة أخطاء استراتيجية ، اعتقدت احياناً بأنها ستعود عليها بالفائدة واطوراً ظنت بفعلها هذا أنها تقوم بعمليات احتواء ، لكن على أرض الواقع لقد فاضت الأرض بحمامات الدم وتكدست الجثث وبات التهديد يشمل المنطقة الجنوبية الشرقية لأمريكية الشمالية بفضل أفكار لا تصلح سوى في السينما . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة أم نكاية ..
- الفارق بين حكم المجاهدين والفاسدين
- اليهودي والبشرية ..
- القديس والطمُوح ...
- الجغرافيا العربية أمام خيارين اما المواجهة أو التسليم للأمر ...
- رسالتي الي الرئيس سعد الحريري ...
- نموذج سعودي جديد في محاربة الفساد / علامة خاصة ...
- أتباع محمد عليه الصلاة والسلام بين الزهد والإسراف ...
- الإنتقال في سوريا من مرحلة التموضع إلى دائرة الاستقطاب...
- ثقافة الحرمان من التكميم إلى الموت ...
- عندما يظن البشير أنه الأسد ..
- رد اعتبار متأخر للمقتول واستحقاق غائب عن القضاء ...
- تأديب الإيراني وتريحّ الأسدي لبعض الوقت ..
- وظيفة الصندوق الدولي إبقاء الشعوب على قيد العيش من أجل امتصا ...
- متاهات المبعوث الأممي في اليمن ...
- الجمهورية التركية أمام موقف مصيري وعلى المحك ...
- اذا صلحت القاهرة صلحت مصر
- الطريق الذي يجنب السودان من الخراب ودمار
- بين خيالات الأسديين وواقع الواقع ...
- لا يمكن للمسلم الانسحاب من تاريخ يتشكل ..


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...