أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عندما يظن البشير أنه الأسد ..














المزيد.....

عندما يظن البشير أنه الأسد ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 07:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



/ قد لا يوجد دليل أكبر من ذلك الدليل الذي جاء في الكتاب الحَكِيْم ، أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضة ، فالله عزوجل كان قد ضرب مِثلاً تبّيني عندما جعل الإنسان خليفته عليها وهو يعلم بأنه غير أمين على أولاده ، مفسراً ذلك من خلال الكشف عن المكون البنيوي ( سيكولوجياً ) للإنسان قبل جبلته الطينية ، بأنه ظالماً جاهلاً .

اليوم وصلنا في السودان إلى الضحية ال 40 ، بالطبع جميعهم ذهبوا وسيذهب ايضاً آخرين ضحية احتجاجات التردي المعيشي ولأن النظام يشابه في تكوينه غالبية الأنظمة الأخرى بدأ بالفعل سيناريو التنصل منها وإحالة ارتكابها إلى مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وبالتالي الأمور بهذا الشكل تسير إلى ما لا يحمد عقباه وبالطبع بفضل تعنت نظام البشير ستتحول الاحتجاجات وبشكل دراماتيكي إلى انتفاضة ، وهنا لا بد أن يعي البشير مسألة محسوم أمرها لا يمكن إعادتها في السودان ، لأن الإقتداء ببشار الأسد ، فكرة مستحيل تطبيقها سودانياً ولأسباب جوهرية بحتة سنأتي عليها بالفقرة القادمة من المقال وهنا ايضاً يتوجب على المراقب المحقق ومن زاويته أن يكشف حقائق بدورها تميط اللثام عن الزيف الذهني الحاصل في سدة الحكم وتبيّن الفارق بين الحالتين .

بالمفيد المختصر ، جميع الوقائع الحاصلة في الميادين المتعددة تشير بأن المزاج العام يرغب بالتغير بل قتل المتظاهرين آثار غضب السودانيين وهم اليوم وبسبب القتل الغير مسؤول يقفون بالسودان كله على مفترق طرق بل خياراتهم كثيرة وليست كما يظن أحد اْبواق السلطة ( قاطع الرؤوس ) بأنها محدودة ، أبداً ، بل ردود وإجراءات السلطة تدفع من على الأرض بتحويل الاحتجاجات إلى عصيان مدني ، أي نقل البلد إلى الشلل التام ، وهذا الانتقال لا يعني سوى اسقاط النظام عاجل أم آجل أو اسقاط الدولة برمتها وتجدر الإشارة تذكير الرئيس البشير بأنه يقود جيش وأجهزة أمنية ليست بالطائفية بقدر أنهم أفراد وضباط جميعهم ينتمون بشكل أو بآخر إلى المنتفضين أو المعتقلين أو المقتولين ، لهذا من يظن بأنه يشابه نظام الأسد الطائفي فهو بظنه هذا يرتكب جريمة اولاً بحق نفسه بل يجره هذا الإعتقاد إلى الوحل الذي لن يغرق به سواه لأن ببساطة عندما تخرج الأمهات بالمظاهرات وتعود في أخر النهار لكي تدفن ابناءها ، كأن خروجهم وعودتهم ومن ثم عودتهم بالخروج باليوم التّالي ، يقلن للجميع وعلى رأسهم ما يسمى البرلمان بأن الغسيل الوسخ طافح ولم يعد بإمكان أدوات السلطة غسله بل الوحيد الذي يمكن له فعل ذلك الشعب .

يبقى الإطار الأخير هو تقريري بين السهل على المحرم الأكبر والاستفاقة ، لا بد للبشير أن يعي مسألة أخرى ، بأن لا يوجد إلى الآن في الوطن العربي من يصنع الطبيخ ، بل تعودَّ العربي بفضل النظم الاستبدادية أن يجد الطبيخ جاهز منذ لحده إلى مهده وهذا يفسر مسألة تخص شخص البشير ، حتى الآن هناك مجال أن يصيغ مع المكونات السياسية والدينية والمكونين الجيش والأمن رحيل يُؤْمِن الحماية والضمانة من أي ملاحقات دولية ، أي ترتيبه مازال قائم بالشكل الذي يجنب المحكمة الدولية من الوصول إليه ، أما الإصرار على الامساك بالسلطة والتوغل في قمع الناس وقتلهم سيجعل الأمور أكثر تعقيداً وسيجعله في المنظور القريب محاصر ومطارد ، داخلياً وخارجياً . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد اعتبار متأخر للمقتول واستحقاق غائب عن القضاء ...
- تأديب الإيراني وتريحّ الأسدي لبعض الوقت ..
- وظيفة الصندوق الدولي إبقاء الشعوب على قيد العيش من أجل امتصا ...
- متاهات المبعوث الأممي في اليمن ...
- الجمهورية التركية أمام موقف مصيري وعلى المحك ...
- اذا صلحت القاهرة صلحت مصر
- الطريق الذي يجنب السودان من الخراب ودمار
- بين خيالات الأسديين وواقع الواقع ...
- لا يمكن للمسلم الانسحاب من تاريخ يتشكل ..
- الغافلون عن سابق رصد وخواطر اخرى
- اليمن التعيس ...
- السودان واحتساب القوى والتوازنات وخواطر أخرى
- البناء الإجتماعي عنصر أساسي لتمكين الأمّة من النهوض ..
- سوريا الثورة والانتفاضات العربية ...
- المناخ التصويتي في الأمم المتحدة يشهد تغيّر دراماتيكي ...
- راغب علام ومُطير الرؤوس ..
- هيهات مر الذلة
- المفكر يبكي على عهد المأمون والراقصين يتباكون على عهد أبو عب ...
- فرنسا متعهدة الثورات الجذرية ...
- الثقافة والتاريخ ليس بإمكان أحد تغيبهما ..


المزيد.....




- الرئيس التنفيذي لشركة أبل يهدي ترامب لوحًا تذكاريًا مصنوع من ...
- ماذا نعلم عن الرقيب الذي أطلق النار على خمسة جنود في قاعدة ف ...
- ترامب محق.. أرقام صادمة تدخل خزينة أمريكا بسبب الرسوم الجمرك ...
- بعد قرار لبنان تجريده من سلاحه قبل نهاية العام... ما الذي بق ...
- دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!
- السودان يعلن تدمير طائرة إماراتية ومقتل عشرات المرتزقة الكول ...
- رسوم ترامب المرتفعة تدخل حيز التنفيذ .. هل ينقلب السحر على ا ...
- هل تؤثر التغيرات المناخية في تسارع دوران الأرض؟
- بلا طعام ولا أهل.. حازم البردويل يروي حكاية البقاء في غزة
- تقرير يكشف تطوير دول رؤوس نووية جديدة.. ما عليك معرفته


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عندما يظن البشير أنه الأسد ..