أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المناخ التصويتي في الأمم المتحدة يشهد تغيّر دراماتيكي ...















المزيد.....

المناخ التصويتي في الأمم المتحدة يشهد تغيّر دراماتيكي ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المناخ التصويتي في الأمم المتحدة يشهد تغيّر دراماتيكي ...

مروان صباح / مرّ التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسلام وخسرت واشنطن بالعلن مشروعها المقدم ضد حركة حماس لكن بحسبة بسطية مبسطة عندما يحتسب المرء عدد المصوتين ضد المشروع مقابل الموافقين والممتنعين يجد هناك فارق كبير بين الماضي والحاضر فأغلبية دول العالم كانت تصوت بكثافة لصالح قرارات الفلسطينية بينما فئة ضئيلة كانت تجاهر بعدم التصويت أو تصوت ضدها ، وهذا التغير يشير إلى انتقال عميق وله أبعاد كبيرة ، فالولايات المتحدة لم تتقدم بالمشروع وهي تجهل النتائج المسبقة بل كانت على دراية كاملة لمصير مشروعها ، الذي يؤكد أن الدبلوماسية الأمريكية كان هدفها مغاير لما أعلنت عنه ، بالطبع لم تكون مندوبة الولايات المتحدة تبحث عن انتصار بقدر أنها كانت تبحث عن تغير جوهري في معادلة التصويت التقليدية وهذا التحرك الملغوم قد كشفته النتائج التى بدورها أزاحت عن الهدف الحقيقي .

اليوم بهذه التركيبة التصويتية الجديدة والخجولة تكون انتقلت دولياً المسألة الفلسطينية من مرحلة التأيد الشبه الكامل إلى مرحلة تدبير الحال وهذا ايضاً يمهد لسن سنة دولية تخص بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبالتالي يتوجه المجتمع الدولي تدريجياً إلى شرعنة إستخدام الآلة العسكرية الاسرائيلية المفرطة في مواجهة الشعب الفلسطيني مقابل تحريمها في الجانب الفلسطيني بشكل كامل وقطعي ، بل كانت قناة السي إن إن الإخبارية الأمريكية سبقت بفعل شيء مشابه أو قريب من التصويت الدراماتيكي الذي حصل في الجمعية الأممية عندما طردت أبرز معلقيها مارك هيل من خدمته لمجرد تجرأ بقول بعض الكلمات تصب في مصلحة القضية الفلسطينية أو أعاد تذكير العالم أثناء مداخلته بحقوق الفلسطيني ، في المقابل استنفرت القناة جميع طواقمها وعلى مدار شهرين وحتى الآن تقود حملة عشوائية بالتأكيد لا ترتكز على القواعد المهنية بقدر ارتكازها على غاية تختلف عما تطرحه تصريفات إعلامية حول مقتل الخاشقجي بل تُساق الحملة بأدوات تخريبية تقف وراءها سياسات عملاقة تريد تكملت المشروع الغربي في المنطقة العربية ومحيطها ، وهنا ببساطة وبصراحة معاً يحمل التصويت تغير عميق بات يؤسس له ، كأن هناك صيغة جديدة اعتُمدت من اليوم فصاعد بنقل خارطة فلسطين جغرافياً إلى المجهول بعد ما ادخلت في وقت سابق إلى صيغتها المطاطية وبالتالي سيكون هناك رحلة جديدة مع المجتمع الدولي سيقبل بها الفلسطيني تدريجياً بما كان يرفضه سابقاً ، بل تُترجم نِسب التصويت الأخير ، بأن المجمتع الأممي اعتمد عرف جديد في جمعيته ، تحت مسمى الاستسلام لأمر الواقع ، وواقع جغرافية فلسطين يشير إلى إنتشار كثيف للمستوطنات والمستوطنين على أرض فلسطين التاريخية .

لقد ارست المراحل التى مر فِيهَا الشعب الفلسطيني وايضاً الأرض الفلسطينية سلسلة تغيرات سياسية واجتماعية وفكرية وماتزال في طور المتغيرات الخطيرة وخطورتها ترتفع تدريجياً مع كل خطوة تخطيها إسرائيل ، لكن اليوم تمر الجغرافيا والعقيدة الفلسطينية (العربية الإسلامية ) في أخطر مراحلها ، لأن ما أسس له ويجري التأسيس له في الضفة الغربية لم يسبق له في التاريخ أبداً ، وهنا يُظهر الاستعمار الممثل بالصهيونية مدى تطوره ومعرفته العميقة للتاريخ كما أنه يخوض في الميدان سلسلة تصحيحات لتلك الإخفاقات التى شهدها المستعمر سابقاً ، لهذا عملت الصهيونية بجدارة نادرة عندما درست المكونات والخلفيات الدينية المقسمة وذات طابع انشقاقي في تكوينها ومن ثم ركزت على الكراسي العلمية التى تمتد إلى التجمعات في المناطق الكبرى أو البلدات الصغيرة وتفاعلت مع أضعفها بهدف إنتاج رموز جديدة وهذا بالعفل حصل بمهارة ، بالطبع كانت المراكز والأبحاث الاسرائيلية قد نصحت الأجهزة الأمنية بإنشاء مبكراً شبكات تجاريّة ومن ثم منظومة اقتصادية ارتبطت بشكل عضوي مع الاقتصاد الاستيطاني ، وهذا لم يأتي عفوياً بقدر أنه جاء بفضل نظام تربوي بنيوي وللمرء أن يقيس ذلك على جميع الدوائر الأخرى، لكن ما يقلق إسرائيل أو بالأحرى المشروع الصهيوني ذاك التكوين الديني الذي يُسخر جم همه من أجل تفكيكه وإعادة إنتاجه بطريقة الذي يعيد عليه بالاستفادة وبأقرب وقت وبأقل تكلفة وهذا التحليل عائد لجملة وقائع حصدها الاحتلال من خلال سلسلة تجارب واقعية على الارض عندما قارن بين العمليات ذات خلفيات عقائدية أو أخرى فكروانية .

شهد الفلسطينيون انعطافتين كبيرتين ،الأولى هزيمة ال 1948 م فقدوا بها جزء واسع من الأرض والثانية هزيمة 1967 م التي مكنت إسرائيل من كامل الأرض ولكن تبقى هناك مقارنة غائبة حين انطلقت الثورة وعلى الأخص حركة فتح طرحت نفسها كبديل جدير عن الأنظمة العربية ، كانت قد بينت بأنها غايتها من إسقاط الكيان العبري إقامة دولة ديمقراطية تجمع جميع الساكنين على أرض فلسطين من اليهود والعرب في كيان واحد، وهذا بالعفل يعاد يهودياً تصريفه بشكل متطور يناسب خصوصية اليهود ، تسعى الصهيونية بفرض فكرة جنوب أفريقيا في فلسطين مع تعديلات جوهرية ، أهمها انتقاء الفرد والمجموعة من الشعب الفلسطين المؤهلين ذهنية وفكرياً بالتعايش مع الاستيطان بالطبع مع وضع سلم تراتبي يحكم درجة كل واحد منهم حسب انتمائه وإخلاصه ، وبالتالي تبني حكومة الاحتلال الجدران بطريقة زكزاكية zigzag معتمدةً بذلك على الفكر الصهيوني التوسعي والتمييزي الساعي لمحو الحقوق التاريخية تدريجياً وإنتاج مكونات بشرية بديلة عقيدتهم الانتفاع المادي ويتمتعون بمسألتين ، معدومين الكفاءة والوعى .

خاضت الصهيونية تمرينات تمهيدية على ما سيكون لاحقاً من أعراف ، فقد أفرغت إسرائيل دولياً قرار 242 وكما تغيّرت شعارات التنظيمات الفلسطينية مائة وثمانون درجة ايضاً العالم تغير ويعيش ظروف اقتصادية صعبة ليست عابرة بل تتراكم يوم بعد الأخر، وهذا كفيل بتحويل أنظار العالم إلى ما ترغب إليه الصهيونية العالمية بتحويله ، وقد تكون جميع المراحل التى شهدتها فلسطين في كفة ومرحلة اليوم في كفة ثانية ، توصف بأنها ليست فَقَط مصِّرية ، بل مُحاطة بمجتمع دولي ميت ويعتاش على فتات البنك الدولي ، وقد يجزم المرء ، كونه أمر متصل بسياقات الانتفاع والارتهان بأن أغلبية الدول العالم مرتهنة للبنك الدولي بديون مستحقة وتخضع إلى فوائد تراكمية ومن جانب أخر تنتظر المساعدات السنوية التى بدورها تؤمن لانظمتها البقاء ، وهنا جدير التذكير ، تبقى جوهر الأزمة ليست بتلك الإجراءات التى تنفذها إسرائيل على الأرض ، بل بفقدان المنظومة الفلسطينية خطابها الجامع ، الذي أنتج انقسامات داخلية وسمح للبعض الإنتقال من مشاريع وحدوية كبرى إلى مشاريع متفرقة وبقياس احتلالي وهذا ايضاً مكن الحركة الصهيونية أن تحيل لإحدى كياناتها ( دولة اسرائيل ) إدارة ثلاثة مربعات للفلسطينين ، الأول داخل مجتمعها الخط الأخضر والآخر بين المستوطنين في الضفة الغربية والأخير ترعاه بشكل تقطيري هو قطاع غزة وعلى المرء أن يبصر استطراداً ذاك الشكل التى تعتمده اسرائيل سياسياً ، بالطبع بتوازن دقيق بين التوراة والسياسة وبالتالي يعيد التوازن التذكير بحقيقة أخرى ساطعة ، بأن اسرائيل أفرغت ايضاً اتفاق أسلوا من مضمونه وتسعى كما سعت في الماضي بإعداد الفلسطينيون للقبول بواقع جديد الذي ينبثق منه إتفاق جديد أكثر وحشية وقصاوى من سلفه . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راغب علام ومُطير الرؤوس ..
- هيهات مر الذلة
- المفكر يبكي على عهد المأمون والراقصين يتباكون على عهد أبو عب ...
- فرنسا متعهدة الثورات الجذرية ...
- الثقافة والتاريخ ليس بإمكان أحد تغيبهما ..
- مركل تريد الرحيل والالمان ومضطهدو العالم معاً لا يرغبون برحي ...
- مسبار المريخ وقواعد شعبية مؤطرة تسعى بإطاحة النظام الأوروبي ...
- الإنتقال من المزدوج إلى الملتي ...
- الموت هو المكان الطبيعي لجيفارا ...
- فائض القيمة وناقصين القيمة ...
- السعودية بعد قضية الخاشقجي / لزوم التحرك السريع ..
- هل هو بكاء على عرفات أو على حال الباكي ...
- ثورة البراق اليتيمة وثورة الهيكل المستمرة ..
- كما حضرت عقلنة أمين حزب الله حسن نصرالله في السابق يتوجب حضو ...
- تلبيس الطواقي ...
- ربما سيكون الانتظار طويل ..
- الأنروا عينة اجتراحية من المنظومة العربية ...
- الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن مِنْ الأوراق النقاشية إلى ...
- سجال حول احتكار المطبع للتطبيع ...
- مناخ مطاطي ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المناخ التصويتي في الأمم المتحدة يشهد تغيّر دراماتيكي ...