أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - فائض القيمة وناقصين القيمة ...














المزيد.....

فائض القيمة وناقصين القيمة ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مروان صباح / لا يحتاج المرء إلى عناء كبير حتى يدرك أسباب عجز الصين الشعبيّة بتحرير اقتصادها من المنظومة الأميريكية ، بالطبع ليس لأنها لم تمارس أنماط الاستعمار في العصر الحديث بل لأنها لم يكن في تكوينها تلك القوة الكافية في فهم قواعد الهيمنة أو قد عجزت عن فهم قاعدة راسخة في السياسة الأمريكية ، بأن الطبيعة الغير مستقرة للنظام الدولي كانت ومازالت كفيلة على استيلاد فرص استثنائية للدبلوماسية الإبداعية ، لهذا لا يمكن للعلاقة الامريكية الصينية أن تستوي على نحو الرغبات الصينية ، بل قد يكون الصيني بالغ في طموحه عندما أعتقد للحظة أن التساوي مع الولايات المتحدة الأمريكية ممكن أو قابل التحقق ، بالطبع يعود شعور إمكانية الأمل بالتساوي إلى حقبة الرئيس اوباما التى أبدت إدارته ليونة كبيرة مع طموحات الصين أو غيرها ، لكن إدارة الرئيس ترمب التى تمثل النموذج الأبرز لركائز المجتمع الأمريكي والتى لا ترى بالصين سوى منطقة بديلة لممارسة سياسة فائض القيمة وبالتالي سارعت الأخيرة إلى إعادة الأمورإلى وجهتها الصحيحة حسب اعتقادها ، وقد أبلت نجاحات كبيرة الادراة الجديدة من خلال سلسلة إجراءات باتجاه الصين أو مناطق أخرى ، ولأن ايضاً الصين اولاً لديها تراكم هائل من الفقر وثانياً مطامعها في العالم خجولة ، أبدت على الفور استعدادها للتفاوض على صيغة جديدة ترضى واضع أسس فوائض القيمة في النظام البشريّ .

نشاء نظام فائض القيمة بين الأنظمة الرأسمالية الغربية ، لكن مع مرور الزمن والتغيرات الديمقراطية التى طرأت على هذه الأنظمة جعلها تفكر بطرق استعواضية عن المناطق الاستعمارية التى فقدتها في العالم أو تلك الكميات البشرية التى جاءت بها من افريقيا على سبيل المثال ، وبالتالي فقد النظام الرأسمالي ايضاً السيطرة الكامل عليها عندما نالت اجزاء من حريتها ، لكن سرعان ما أُدخلت المجتمعات بلعبة الوقت ، فالغربي عندما يردد عبارة تعيب الشعوب الغير منتجه بأنها لا تعير للوقت أمراً بالطبع بعكس ما هو قائم في الغرب ، فإن الحقيقة العلمية مغايرة تماماً لما يُطرح ، هناك تلاعب بلفظ والمعنى ، فأهمية الوقت لدى الغرب لم يكن نابع يوماً من الالتزام الثقافي أو السلوك الفكري الحديث بل كان ومستمر ويعود بالأصل إلى الثروة الصناعية التى سُميت فيما بعد بالرأسمالية السريعة والإيقاع المجنون .

اللافت في المقابل ، مع فقدان الرأسمالية نفوذها في العالم اضطرت دمقرطة الأنظمة الغربية وجاءت بفكرة عولمة العالم الذي منحها فرض سياسات ناظمة للمجتمعات ، بالطبع من خلال مبدأ الانفراد والاستفراد بالإنتاجات المختلفة فأصبحت الحركة تتحرك بدوافع تبجيل الربح وهذاالربح يأتي في النهاية من فائضة القيمة التى ينتجها العامل أو الموظف ، فهناك فارق كبير بين الجهد وفائض الانتاج ، وبالرغم من تخفيف لهجتها تارةً أو التنازل عن بعض عناصر سياستها طوراً ، إلا أنها قسمت الرأسمالية العالم إلى فوائض متعددة ، ليس الجميع في صف واحد ، أي إذا كان العامل في الغرب ينتج مائة وحدة فهو يتلقى مقابل جهده منها سبعين وحدة أما في شرق اسيا على سبيل المثال ، فالمنتج يتلقى 20 وحدة مقابل إنتاجه الكلي وأحياناً أقل من ذلك وبهذا الفائض المسروق تضمن الرأسمالية إدامت احتكارها للانتاج والصناعة وسيطرتها على الجهد البشري .

لهذا فإن شعور انخفاض نسبة الإحساس بدقة المواعيد لدى شعوب المهدورة طاقاتها نابع من كونها كانت خاضعة للمستعمر ، ولاحقاً تابعة اليه بعد استقلالها الوهمي ، لهذا حتى الآن لم تتقدم حركات اقتصادية أخرى ببدائل ناجعة ، لا الصين ولا الاشتراكية تمكنتا طرح بديل قادر على مواجهة الرأسمالية ، بل خاضتا تجربتان سيئاتيّ السمعة لدرجة انعكس ذلك سلباً على الجمهور الذي حلم بأطوار أكثر حيوية وثراء ، لكن الإخفاقات المتوالية دفعته بالتمسك بالنظام فائض القيمة حتى لو كان لا يحصل إلا على فتات الفتات ، مقابل أن لا يعود مرة ثانية إلى الحرمان السابق . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية بعد قضية الخاشقجي / لزوم التحرك السريع ..
- هل هو بكاء على عرفات أو على حال الباكي ...
- ثورة البراق اليتيمة وثورة الهيكل المستمرة ..
- كما حضرت عقلنة أمين حزب الله حسن نصرالله في السابق يتوجب حضو ...
- تلبيس الطواقي ...
- ربما سيكون الانتظار طويل ..
- الأنروا عينة اجتراحية من المنظومة العربية ...
- الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن مِنْ الأوراق النقاشية إلى ...
- سجال حول احتكار المطبع للتطبيع ...
- مناخ مطاطي ...
- ما بعد الاستعمار ليس سوى الاستئجار ثم الاحتلال
- ذهبوا ضحية توفير بعض النقود
- عبارة هرائية وخواطر اخرى
- التقدير الخاطئ ..
- مهنة المتاعب بين تجارب الماضي وإخفاقات الحاضر
- مهنة المتاعب بين تجارب الماضي وإخفاقات الحاضر .
- الخاشقجي وخواطر اخرى
- نصحتي للرئيسي ترمب / إمبراطور الإمبراطورية الأمريكية
- ازدواجية الإعلام ...
- الأبعاد الحقيقية من فتح المعابر ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - فائض القيمة وناقصين القيمة ...