أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإنتقال في سوريا من مرحلة التموضع إلى دائرة الاستقطاب...















المزيد.....

الإنتقال في سوريا من مرحلة التموضع إلى دائرة الاستقطاب...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6126 - 2019 / 1 / 26 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تماماً لا يختلف حال الإيراني اليوم عن ما كان هو حال الأرنب بالأمس مع الأسد ، بالتأكيد الحكاية معروفة وهي شهيرة لا تحتاج إلى إعادة سردها مرة أخرى ، وبالفعل أدخل الأرنب إلى قاموس التجاهل المقصود نظرة نقيَّة خالصة له قد سجلتها دفاتر التاريخ باسمه ، وهي بلا شك ايضاً اضافة نوعية لا يمكن ظهورها إلا بسبب فقدان التوازن بين الضعيف والقوي ، فالأرنب كان في ذاك اللقاء الشهير قد تلقى من الأسد ضربات متوالية وهو يردد ( أيه والله شكله بيضرب ، والله بعده بيضرب ، يبدو مصرّ على الضرب ) ، بل ما يجري من قتل وتدمير وإهانة وإذلال وتعليم كما يقال بالعامية ومن ثم يأتي الرد الإيراني على شكل سخيف تبريري يظن صاحب التصريح بأن تصريحه زلزالي بل يبدو أو هكذا يعتقد المصرح به ، كلما تضخمت المعاني كانت تأثير الكلمات بين أتباع خط الممانعة أبلغ وأقوى دون أن يعي المصرح بأن مضامين تصريحه فارغة باستثناء الهواء ، وهنا يتدخل التساؤل في صيغته الإلحاحية ، إذا كانت الضربات الإسرائيلي مازالت تحتفظ بشكلها الحالي ، صواريخ تنطلق بعناية من الطائرات الحربية إلى مناطق محدّدة فكيف سيكون حال إيران مع ضربات مختلفة تأتي من الغواصات البحرية على سبيل المثال وليس الحصر ، لأن الممكن لدى الإسرائيلي أوسع من مخيلة صاحب التصريح الذي جاء على لسانه بأن بلاده قادرة على أن تساوي بإسرائيل الأرض وإذا افترض المرء بأن ذلك صحيح ، طيب ما هي الفكرة من إطالة الاحتلال ، في المقابل وهو واقع حسب موازين القوى والتطور التكنولوجي ، هناك مجموعة من خردة الحديد المتنوعة الذي يمتلكها السلاح الايراني باستثناء المنظومة الدفاعية الجديدة وهي التطور الوحيد التى ادخلته روسيا على السلاح الإيراني والنظام الأسد ، مهمته وهذا ليس سراً بقدر أنه واقع ، تقليل نتائج القصف ، يعني إذا كان الإسرائيلي قبل المنظومة الدفاعية يستطع قتل 40 شخص ، اليوم بات يقتل 20 ، لكن ايضاً المنظومة الجديدة التى توجد في مناطق سيطرت نظام الأسد دفعت الاسرائيلي برفع عمله الاستخباراتي داخل المناطق السورية من أجل رفع ايضاً اعداد القتلة ومحاصرة تحركات الإيرانية ومراقبتها ، أما في نهاية المطاف يبقى تصريح رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أقرب في مضامينه إلى السخرية التى مازالت فاعلة حتى الآن بين الطرفين ، عندما أشار بأن المواجهة باتت بين الفريقين مفتوحة ، بالطبع على طريقة وطرافة الأرنب والأسد( بعده بيضرب ) .

مع كل ضربة إسرائيلية يرتفع شعور لدى الضارب بأن الإيراني ليس بوارد خوض حرب مفتوحة بالطبع بسبب معرفته بما ينتظره عالمياً ، بل يتعامل بأسلوب التطنيش الكامل طالما المعادلة هكذا ، أفعلوا ما تَشَاؤوا بنا لكن تغاضوا عن ما نفعله في الأماكن التى وصلنا إليها وايضاً من جانب أخر، يراهن الإيراني على مرور الوقت الذي يحوّله إلى واقع لكي يِسهل عليه في المستقبل خوض مفاوضات مع الدول الكبرى من أجل إقناعهم بضرورة وجوده المدمر والاستكمالي ، بل كل ما جاء من تهديد بقصف مطار بن غوريون على لسان مندوب الاسد الدائم في الأمم المتحدة لا يُحمل إسرائيلياً على محمل الجد لأن تل ابيب استطاعت في الآونة الأخير تطوير منظومتها الصاروخية (حيتس ) ، التى أسقطت بالفعل صاروخ الصدفة الإيراني في الجولان ، وهنا يتساءل المرء ، هل من يريد القصف أو الردع يحذر المقصوف ، لهذا تبقى هذه الفقاعات محصورة في حوض المياه الراكدة لا تصل إلى مستوى التهديد الجدي الذي يؤكد بأن المغامرة لدى الإيراني معدومة ،

الآن كل ما يجري على الأرض السورية ينحصر في دائرة الاستقطابات ، هناك فريقين رسميين ، نظام الأسد والمعارضة ، الثاني وضع أوراقه جميعها بيد الرئيس اوردغان أما النظام الأسد منقسم بين ثلاثة أطراف ، الروسي والايراني وحزب البعث وهو الحلقة الأضعف ، وبالتالي مشروع الإيراني يسعى بتحويل سوريا إلى عراق أخر وهنا ما على المرء سوى العودة إلى الأشخاص الذين جاؤوا على ظهر الدبابة الأمريكية الي العراق بالطبع بشعارات إيرانية طائفية ، أين هم وما كان مصيرهم ، لقد تخلت عنهم إيران تماماً سياسياً بعد أن سمحت لهم بمشاركتها بسرقة العراق وتدميره واستبدلتهم بالميليشيات ، فالعراق الذي ينتج بالحد الأدني من النفط ، يقدر إنتاجه بأربع ملايين برميل يومياً وحاله هذا الحال لا كهرباء ولا ماء ولا صحة ولا تعليم وخدمات مضى علي تأسيسها منذ الحرب الخليج الأولى بالإضافة لمديونيته التى وصلت إلى عشرات المليارات وفي النهاية أصبح ملحق بالقرار الايراني بالكاد يتذكّر المرء أنه مستقل بعد ما كان يحسب له مليون حِسَاب ، فكيف سيكون حال سوريا التى كانت تحبو اقتصادياً وخدماتياً قبل انتفاضة الشعب ، فهل في ظل كل هذا الدمار والتدخلات والوجود الخارجي سترى النور بالطبع من المستحيل .

اليوم أصبح انهاء الوجود الإيراني من المنطقة مطلب جماعي ، أي عليه إجماع إقليمي ، لم يعد فقط مطلب إسرائيل ناقص كما يفهمه الاسرائيلي ، فقط ابتعد عن حدودي وأصنع ما تشاء ، بقدر أنه تحول إلى طلب شعبي وشعبوي عربي وايضاً بتقديري هو مطلب شعبي إيراني طالما اعداد المعتقلين السياسيين ومتظاهرين التردي المعيشي في إيران سجل أعلى درجاته في العام الماضي ، لأن ببساطة مبسطة التدخل الإيراني جاء بالكوارث على أبناء المنطقة والشعب الإيراني ، لهذا واقع سوريا والعراق ، بتشعبات وبتموضعات الأولى وخطف الثاني يفرض حالة من القلق الجمعي ، وهنا لا بد أن يعي نظام الأسد مسألة لا يمكن المراهنة عليها أو التسليم بأنها أمر واقع ، فالأتراك لا يمكن أن يقبلوا تحت أي ظرف من الظروف بالوجود الإيراني أو الميليشيات الشيعية المسلحة في سوريا كما أستسلم العرب لهما كأنهما أمر واقع وخلاص ، وبالتالي ينطلق التركي من مفهوم توصيفي للإيراني وميليشياته ، بوصفهم إحلاليون ما أن ينتهوا من احتلال مكان ما حتى ينتقلوا إلى أخر وهنا يتوجب على من أحيا معاهدة أضنة ، أن يتعامل مع الاتفاق بالتساوي ، فمحاربة الإرهاب لا تقتصر على عرب السنة أو الأكراد ، بل إرهاب الميليشوي الشيعي أخطر وأوسع بآلاف المرّات ، لكن الفارق بينهما ، هذا له أب إقليمي ومكلف دولياً والآخر بلا أب ومصرح بقتله . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الحرمان من التكميم إلى الموت ...
- عندما يظن البشير أنه الأسد ..
- رد اعتبار متأخر للمقتول واستحقاق غائب عن القضاء ...
- تأديب الإيراني وتريحّ الأسدي لبعض الوقت ..
- وظيفة الصندوق الدولي إبقاء الشعوب على قيد العيش من أجل امتصا ...
- متاهات المبعوث الأممي في اليمن ...
- الجمهورية التركية أمام موقف مصيري وعلى المحك ...
- اذا صلحت القاهرة صلحت مصر
- الطريق الذي يجنب السودان من الخراب ودمار
- بين خيالات الأسديين وواقع الواقع ...
- لا يمكن للمسلم الانسحاب من تاريخ يتشكل ..
- الغافلون عن سابق رصد وخواطر اخرى
- اليمن التعيس ...
- السودان واحتساب القوى والتوازنات وخواطر أخرى
- البناء الإجتماعي عنصر أساسي لتمكين الأمّة من النهوض ..
- سوريا الثورة والانتفاضات العربية ...
- المناخ التصويتي في الأمم المتحدة يشهد تغيّر دراماتيكي ...
- راغب علام ومُطير الرؤوس ..
- هيهات مر الذلة
- المفكر يبكي على عهد المأمون والراقصين يتباكون على عهد أبو عب ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإنتقال في سوريا من مرحلة التموضع إلى دائرة الاستقطاب...