أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تعديلات الدستور وأغلال العثمانيين والمماليك














المزيد.....

تعديلات الدستور وأغلال العثمانيين والمماليك


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6160 - 2019 / 3 / 1 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن هذا العنوان ليس عنواناً رمزياً، إنه عنوان حقيقى، وذلك مع الفارق النسبى، فمصر اليوم ومع التعديلات الدستورية الأخيرة التى تمنح الحاكم العسكرى إمكانية الحكم مدى الحياة، مع التحكم فى كل مؤسسات الدولة، بحجة حمايتها من الإرهاب، تعود إلى الحالة البدائية التى إستلمها عليها محمد على قبل أكثر من مائتى عام، لشعب بائس مقهور، نهباً للصراع بين الحزب الإسلامى العثمانى الذى يمثله الإخوان اليوم، وحزب المماليك العسكرية الذى يمثله المجلس العسكرى الحاكم الآن، وذلك مع تمزق، وليس غياب، لحزب المجتمع المدنى ، الذى نشأ ونمى خلال القرنين الأخيرين من تجربة مصر الحديثة ، والذى يمثل وجوده الفارق النسبى المقصود، بين حالة مصر اليوم، وحالتها قبل نحو مائتى عام. إن هذا المجتمع المدنى يمكن أن نشير اليه بحزب ملايين 30 يونيو، الذى ذهبت مطالبه لجيشه الوطنى بحماية دولته المدنية، وليس حكمها ، أدراج الرياح.
إن الدولة الحديثة هى دولة مدنية ودولة مؤسسات، دولة عدالة وقانون وحريات، دولة للفرد المواطن وليست دولة لحاكم العصور القديمة الإله، ومواطنيه الخدام والسجناء، ومن مفارقات التاريخ أن تجربة مصر الحديثة تأسست فى القرن التاسع عشر وتم إجهاضها فى القرن العشرين على يد العثمانيين والمماليك، ففى القرن التاسع عشر إستطاعت الإرادة الشعبية المصرية تثبيت محمد على فى حكم مصر وطرد الوالى العثمانى، وإستطاع محمد على بعد ذلك ، القضاء على الأقلية المملوكية المتوحشة فى مذبحة القلعة سنة 1811م ، ليبدأ بعد ذلك تجربته الفريدة فى تأسيس الدولة الحديثة بإرسال البعثات العلمية إلى أوربا، والتى حققت إنجازها الأكبر بتأسيس مدرسة الترجمة سنة 1836م بقيادة رفاعة الطهطهاوى، وغيرت وجه مصر الحضارى فى القرن التاسع عشر بما حققته من ترجمات ومانقلته من أفكار، وفى أخريات حكمه، وبنصيحة قناصل الدول الأوربية، قام محمد على بإعادة توزيع الأراضى الزراعية التى إستولى عليها من المماليك على أقاربه وحاشيته من الأتراك وعلى عمد ومشايخ القرى المصريين على أساس حق الإنتفاع، من أجل تأسيس طبقة تساهم فى نهضة وإدارة البلاد، وكذلك بتأسيس مجلس شورى إستشارى، لتبدأ بعد ذلك ملامح الدولة المدنية المصرية الحديثة فى التبلوروالظهور فى عهد خلفائه سعيد الذى تم فى عهده تثبيت الملكية الزراعية، وإسماعيل الذى تأسس فى عهده أول مجلس نواب فى تاريخ مصر ومحاولة وضع أول دستور، ومع بدايات القرن العشرين ظهرت الأحزاب المصرية والنقابات والجمعيات الأهلية والمؤسسات الثقافية وتبنت ثورة 1919م العلمانية دستور 1923م الذى قبله المجتمع المصرى ودافع عنه خير دفاع، وبدأ بذلك الدور الثانى والحاسم فى تأسيس مصر المدنية الحديثة ، لكن الأمور لم تمض بهذه السهولة، ففى سنة 1928م أعلن حسن البنا الحامل للفيروس العثمانى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، وفى سنة 1948م أعلن جمال عبدالناصر الحامل للفيروس المملوكى تأسيس حركة الضباط الأحرار، ومنذ ذلك التاريخ، ومن صراع الحزبين، مع المجتمع أحياناً، ومع بعضهما البعض أحياناً أخرى، تم تمزيق المجتمع المدنى وهدم مؤسسات الدولة الحديثة، التى تأسست عبر نحو قرن ونصف من الزمان، كما تدل تعديلات الدستور الأخيرة التى سلمت رجلاً واحداً كل شئ، بدون حتى شكليات الدولة الحديثة التى حافظ عليها من سبقوه، حقيقة محزنة تفرض نفسها على الجميع، ومع ذلك فلا يمكن للتاريخ أن يعود إلى الوراء، ولن يمكن لحكم أقلية مسلحة أن يدوم ، مماليك كانوا أو عثمانيين



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السعودية ، صراع الحرية والتغيير
- رسائل العام الجديد
- تداعيات التاريخ والصراع فى اليمن
- إغتيال خاشقجى والعالم والمملكة السعودية
- نبيل النقيب ، ضحية جديدة لمحاكم التفتيش المصرية
- الجامعة العربية والشرق الأوسط والمتوسط
- بوتين وإغتيال الثورة السورية
- مختصر تاريخ اليونان القديم
- قانون يهودية إسرائيل وصراع الخير والشر فى الشرق الأوسط
- صلح وستفاليا والشرق الأوسط والمستقبل
- سبينوزا- ضمير العصر الحديث
- تعريب التعليم - مزرعة الإرهاب
- الإنتخابات السيساوية وخيانة الثورة المصرية
- مثقفى الشهرة وتعطيل التطور
- لماذا يجب أن نكره الثورة الإيرانية؟
- محمد بن سلمان ورائف بدوى
- مصر بين البدوى والفلآح
- أربع ديكتاتوريات وكردى
- مصر الحديثة والبحث عن الحرية
- أبناءالإنسان


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تعديلات الدستور وأغلال العثمانيين والمماليك