أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - مثقفى الشهرة وتعطيل التطور














المزيد.....

مثقفى الشهرة وتعطيل التطور


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 03:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مثقفى الشهرة وتعطيل التطور
وكأن مصر أصبحت مضروبة بموجة كبيرة من غضب الآلهة ، فمن التشرزم السياسى الذى تعانى منه منذ عقود طويلة أصبحت اليوم تعانى من التشرزم الثقافى أيضاً ، فهذا كاتب وقد وضع كل مصائبها على شماعة البخارى وراح يصيح ويصرخ ، نجم على شاشات التليفزيون ، والناس تهلل له وتزغرد ، بعيدأ عن أى نقد موضوعى لسياق التاريخ ومشكلاته الأصلية ، البخارى هو السبب ، وإنتهت المشكلة ، ليس علينا سوى أن ننقى الأحاديث ، ناخد منها الفين ثلاثة ونرمى الباقى ، وأدينا بنتسلى ، كاتب آخر ربما أكثر شهرة صرح فى الفترة الأخيرة بأن العلمانية منتج أوربى لايلائم المجتمع المصرى ، قبل ذلك كان يرغى ويزبد ولايستطيع أحد أن يفهم إلى ماذا يريد أن يخلص ، الفرقعات الإعلامية كانت هى الهدف الأوضح ، صلاح الدين الأيوبى من أحقر شخصيات التاريخ والأجر على الله ، باحث فى الفلسفة يتعامل مع التاريخ فقط كمادة للشهرة ، وأخيراً قال العلمانية لاتناسبنا ، كأن سياق التاريخ الإنسانى ليس واحدا ، وكأن اليابانيون والهنود لم يتعلموا أبداً علمانية أوربا ، ولاحتى طلبة البعثات المصرية فى عهد محمد على قد عرفوا شيئاً عنها ، أو ربما لإن مجال تخصصه هو الفلسفة الإسلامية وليس الأوربية ، إذن فالعلمانية الأوربية لاتناسبنا. وآخر مغمور أقل شهرة ، يقرر أن الإسلام هو العلمانية ، فقد ترك عمر بن الخطاب الأراضى فى يد أهلها ولم يوزعها على جنوده الغزاة ، وهكذا أصبح علمانياً ، وأصبح ألإسلام هو مؤسس العلمانية ، ليخلط بذلك فى سذاجة بين العلمانية والبرجماتية ، وكأن الإسلام قد أقر بحرية العقيدة وبفصل الدين عن الدولة ، وماهى سر مصائبنا إذن إذا كان الإسلام علمانياً ، وأخيراً يقفز فجأة إلى لاهوت التحرير المسيحى على أنه الحل الأمثل ، على خطى ستينات أمريكا اللاتينية ، يعنى من المسجد إلى الكنيسة فجأة ، وبدون فولتير ولاروسو ولاالأحداث والشخصيات الكبرى التى صنعت تاريخ العالم الحديث ، خلينا مع إستجداء العواطف الدينية ، فهذا هو طريق الشهرة الأسهل.
تسمح شاشات التليفزيون لكبار النجوم ، كما تسمح وسائل التواصل الإجتماعى للصغار أن يبثوا كل هذا الغثاء الفكرى بين شباب يعانى من جميع أنواع التمزق ، ويزداد الحال سوءً يوم بعد يوم فى مصرنا الحزينة ، لقد قاد أجدادنا صراع فكرى عنيف، ودفعوا بمصر إلى حافة عهد النهضة الأوربى من خلال فرسان التنوير طه حسين وسلامة وموسى ، وكل جيل ثورة 1919 الذى كان يعرف بالتأكيد ماذا تعنى النهضة والتنوير والتحرر الأوربى ، حتى عطل حسن البنا كل هذا بإعلان حركة الإخوان المسلمين سنة 1928 ، الثورة المضادة التى أدخلت مصر والمنطقة فى صراع دامى منذ ذلك الوقت وحتى اليوم . سياق التاريخ ألإنسانى واحد ، صراع أصولى علمانى تنتصر فيه العلمانية فى النهاية ، بتفكيك وسقوط الخطاب الدينى وليس بمهادنته ، ليسقط معه الإستبداد السياسى أيضا ، فقط إذا إبتعد مثقفى السبوبة والباحثين عن الشهرة عن المشهد، فربما نستطيع أن نكمل طريق طه حسين وسلامة موسى وزمانهم المعطل.



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يجب أن نكره الثورة الإيرانية؟
- محمد بن سلمان ورائف بدوى
- مصر بين البدوى والفلآح
- أربع ديكتاتوريات وكردى
- مصر الحديثة والبحث عن الحرية
- أبناءالإنسان
- أبناء التوراة
- تفجير مسجد الروضة بالعريش
- تأملات فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ
- مركزية المشروع الإسلامى بين إيران والسعودية الجديدة
- عاشوراء-أسطورة الدين والسياسة
- الشرق الأوسط والحرب العالمية الرابعة
- المصالحة الفلسطينية، وكتائب القسام الإيرانية
- عشرة رجال وإمرأة
- نعم للدولة الكردية
- مصر بين الشرق والغرب
- أيمن كمال-ضحية جديدة لمحاكم التفتيش المصرية
- الشرق الأوسط - بين الوطن والإقليم والمصير المشترك
- الشرق الأوسط-جذور الذات البربرية
- مصر - شبح الدولة الدينية


المزيد.....




- الناخبون اليهود في نيويورك يفضلون ممداني على المرشحين الآخري ...
- الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ ...
- كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟ ...
- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - مثقفى الشهرة وتعطيل التطور