أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الفاشست مرّوا منْ هناك














المزيد.....

الفاشست مرّوا منْ هناك


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 6148 - 2019 / 2 / 17 - 15:13
المحور: الادب والفن
    


الفاشستُ مرّوا منْ هناك
عبد الستار نورعلي

قالوا: يومٌ أسودْ،
ذاكَ الرابعَ عشرَ
والثامنُ مِنْ أيامِ شباطَ الأسودْ.

كمْ منْ يومٍ أسودْ
منْ أيامِ نضالِ الدهرِ يمرُّ!؟

الفاشستُ هنا في أوروبا
أشعلوا حربينْ.
والفاشستُ هناكَ،
في وادي النهرينْ،
حرباً في حربٍ في حربٍ في حربٍ......
وما زالوا!

يومَ الثامنِ مِنْ فاشستِ العصرِ،
أذكرُ حينَ اجتاحوا أزقةَ بابِ الشيخْ....
كنتُ الغضَّ غريراً،
وكانَ زقاقي غضّاً ونضيراً،
يحملُ في طيّاتِ دفاترِهِ
تاريخاً أبيضَ ومنيراً،
مثلَ مشانقِ فهدٍ ورفاقهْ،
مثلَ حماماتِ فائقْ حسنْ،
ومنائرِ نجفِ سلامْ عادلْ.

أخبرَني يوماً ابنُ العمِّ الأحمرْ،
وأنا غضٌّ ونضيرٌ أسمرْ:
إقرأْ ماركسَ وإنجلزَ، وبيانَهما الأول!
واقرأْ عشرةَ أيامٍ هزَّتْ ذاكَ العالَمْ،
واقرأْ يوسفْ إدريسَ، وحنا مينا،
ولوركا، آراغونَ، ونيرودا،
والفولاذَ سقيناهُ،
والداغستانُ بلادي!
وقرأتُ.....
وسمعْتُ....
تكتكةَ الطابعةِ،
المكسورةِ حرفُ الدالِ،
في عمقِ الليلِ، وعمقِ السردابِ
في دارِ المُلّا، وقرآنِ الفجرِ.
همهمةٌ في جوفِ الليلِ،
ووجوهٌ تدخلُ... تخرجُ ....
منْ بينِ ظلامِ الليلِ....

كنْتُ
أمشي نهاراً،
تحتَ الإبطِ
كتبٌ،
صحفٌ،
ودفاترُ مخطوطةْ
بالأحمرْ،
ورداً، وكلاماً
منْ عسلِ الأيامِ الخضراءْ،
وأغاني عيونِ ألزا.

أذكرُ أنّي حفظْتُ:
إنّهُ أقوى منَ الموتِ، وأعلا
منْ مشانقِ آلِ فرعونَ،
وسامانَ، قريشَ، وآلِ هتلرْ.

ثم جاء الآلُ عبدُ الآلِ أحقدْ
بقطارِ الآلِ أسودْ.

دخلَتْ دبابةٌ بين زقاقِ الحيِّ
والفتيانُ ، والنسوانُ،
والشيبُ، الشبابُ،
كلُّهُمْ فوّهةٌ،
لا يُدانيها هديرُ الحقدِ أجردْ،
بسلاحٍ منْ دهاليزَ،
وما خلفَ ستارِ البيتِ أسودْ!

كانَ يوماً!
ملحماتٌ سُطِّرَتْ،
ونفوسٌ سُجِّرَتْ،
وزنودٌ صُلِّبَتْ،
فدماءٌ أُهرقَتْ.

أخذوا الفتيانَ،
غابوا!
أخذوا الشيبَ،
وغابوا!
يا إلهي!
ما الذي يحدثُ؟!
...........

وبقيْتُ....
قارئأُ:
إنّهُ أقوى منَ الموتِ،
وأعلا منْ مشانقْ.

وبقيتُ.....
أحملُ الوردةَ حمراءَ،
على كفي حمامةْ.
وكتابُ الحبِّ والأيامِ، والشعرُ،
وحمزاتوفُ، لوركا، والليندي،
ذاكَ جيفارا، وفهدٌ، وجمالٌ، وسلامٌ،
بينَ عينيَّ، وقلبي،
سائراً........

عبد الستار نورعلي
الأربعاء 14 شباط 2019



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذي حلبجةُ
- ثلاثية حميد الحريزي الروائية (محطات)
- سارق النار
- ليلة أشرق عنترة بن شداد
- الحقيقة
- هاتف هاتف
- يا........ حمد .......!
- حبٌّ Kärlek
- روحي Min själ
- حبٌّ Kärlek
- كيف لي!
- يوم الشهيد الفيلي
- نصوص قصيرة
- مَنْ....؟
- قالها يوماً...
- العراق الى زوال؟
- العراقُ إلى زوال
- أم جوان
- عيد المرأة
- الإنهيار


المزيد.....




- عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني ...
- الأمثال الشعبية بميزان العصر: لماذا تَخلُد -حكمة الأجداد- وت ...
- بريجيت باردو .. فرنسا تفقد أيقونة سينمائية متفردة رغم الجدل ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو، فماذا نعرف عنها؟ ...
- الجزيرة 360 تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان في الس ...
- التعليم فوق الجميع.. خط الدفاع في مواجهة النزاعات وأزمة التم ...
- -ناشئة الشوق- للشاعر فتح الله.. كلاسيكية الإيقاع وحداثة التع ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية.. بريجيت باردو
- من جنيف إلى الرياض: السعودية ومؤسسة سيغ تطلقان مشروعًا فنيًا ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الفاشست مرّوا منْ هناك