أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الإنهيار














المزيد.....

الإنهيار


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 5781 - 2018 / 2 / 8 - 22:31
المحور: الادب والفن
    


الانهيـار
عبد الستار نورعلي


هواءٌ أسودُ قانٍ يهتزُّ بذراتِ ترابٍ متعفِّنْ
أغلقَ منخريهِ
تسلّل الغبارُ مندفعاً يتدفّقُ عبرَ الستارِ الهشّ
احتسى الرئتين
علّق العيونَ بأرجوانِ الألم
مرآةٌ تعكسُ ظلَّ رداءٍ أبيضَ ، لم تعكسْ يوماً ظلّ القار
مرآةٌ انفطرتْ
تدحرجَ رأسهُ مثقلاً فوق أرضِ الرماد
نامَ طويلاً ... طويلاً ...
على ضفافِ النخيلِ والتينِ والزيتونِ والأعناب
ساقيةً من رياض الفؤادْ
داومَ الحصادْ
رحيلٌ .... رحيلٌ ....فوق كفِّ المُشتهَى والمُنتهَى
ارتقاءٌ في السماءِ السابعة
سقوطٌ .... سقوطٌ....في الأخدودِ ذاتِ النارِ والوقود
ثمّةَ وجهٌ يُسدِلُ ضحكةً
سلاماً ، كلاماً ،قدحاً من خمور الشوارع المدلهمّةِ العاهرة
مرارةٌ وانسدادْ
ظلام ٌ، ظلام ٌ ، في المحاجر المُعلّقة في الحجرةِ الزانية
تحت ضوء المصابيح تُفتضُّ البراءةُ
شفرات الخناجر ، رماح العيون الذئبية ، كلام من نار الحريق
في القرية المقفلة على عروشها
اصفرار .. احمرار ..خفقان ..وجوم .. دهشة مستحيلة !
هو يومٌ لا مردّ فيه ولا ارتدادْ
سُدّ وجهُ البلادْ
وانتحى العبادُ جانباً رحلةً عابرة
تناهى الصدى من بعيدٍ ... بعيد ...
أيتها القمةُ الهاويةُ ، ثقبٌ في جدار السور ،
انشطارٌ في المدى ، موجةٌ سافرة
تنحسرُ الشفةُ الفاغرةُ عن قناعِ الحريرِ
ستارِ الطيبةِ الماكرة
يمارسونها عبرَ قضبانِ الحديد
ينامون تحتَ قضبانِ المساجينِ في الزوايا المظلمةِ الخاوية
سيرجي باريسوف
رقصاتٌ في باريسَ ، حفلاتُ نهايةِ الأسبوع ، سفراتٌ مدفوعةُ الأجر
غوانٍ عارياتٌ يرتدينَ أزياءَ حراسِ بواباتِ المدنِ والمحلاتِ الرأسماليةِ العاهرة
تنتعلُ البراءةَ خلف ورقةِ التوت
في العوراتِ ، في جيوبِ الباراتِ ، في الحشيشِ ، في الرقيقِ الأبيض
إذا رأيتَ عيونَ الذئبةِ الجائعةِ وأنيابَها:
افتراسٌ ... افتراس ...
يصرخُ الوردُ في سلالِ المقابر:
احترسوا البسمةَ العابرة!
عراةٌ ... عراةٌ ...في زمن التوابيتِ والنوابيت
قطعةً ... قطعةً... نزعَ ملابسَه الخارجية والداخلية،
نعليه ، رقاعَه ، عمامتَه الصاخبة،
لم يستوِ فوق عرش الجنائز قمةً ثاقبة
تاهتْ قدماه في مستنقع اللحظة
ألبسوه جلدَ امرأةٍ حاسرة
عراةٌ ....توابيتُ ....جثةٌ تهبطُ من علياءِ تابوتها
جثةٌ لم تعاشرْ كفناً ، لم تصاحبِ الفئةَ الباغية
تُدفَن اليوم تحت بلاط الأمم المشرئبةِ الراقية
ثمّةَ وجهٌ طفلٌ ، رقصةٌ ، غانية ،
أدارَ وجهَهُ بين المسرحِ الهازلِ والمسرحيةِ الدامية
ترتفعُ الستارةُ:
صعقة !
نقطةٌ بين الجبين وبينَ العين هشّةٌ في المدن البائدة
ثمّةَ وجهٌ طفلٌ يسوقُ العرايا صوبَ النوافذ
يميطُ اللثامَ عن الزجاج
ويغزو الحقولَ رياحاً ، هزيماً ، تجفُّ ثمارُ الجنةِ المقبلة
سكوت ...سكوت !
تعرّوا قطعةً ... قطعةً ...وناموا على قفاكم
نرى الذي تحت سُرّة القافلة
نزوحٌ من الشاطئ الغريق إلى الغابةِ المقفلة
تُفَـكُّ رموزُ الأساطير في الأمم التي أنجبَتْ براقشَ
اُلقتْها في غيايةِ الجُبِّ
لم تحتضنْ صدرَها ، وفكّتْ رباطَ العصافيرِ في الأعاصيرِ
في فصول الكتبِ المانعة
هي افعىً تتلوى بثيابِ الناسك
تزحفُ من زمن الماموتِ الى زمن الموت
تنثر المواعظَ في رهانِ لعبةِ الصلاةِ قصةً ، رؤيةً حالمة
فحيح ... فحيح ... في ثيابِ المصلين
يحرقُ زفراتٍ ، همساتٍ ، صلواتٍ على الأرصفة
مَنْ ذا يعيدُ اللونَ الأبيضَ الى الثياب؟
مَنْ يعيدُ القصةَ الآفلة؟
يقول المغني:
ايا ليتني أغني، فتشدو العناقيدُ في السدرةِ الغافية
وترفلُ تحت ظلّها العصافيرُ، ترقصُ سبعين عاماً
تشقّ العبابَ ، تنوشُ أعشاشُها الربيعَ والنجمةَ الثاقبة
انصهار ... صرخةٌ في هديل البلابل
استروا عريَكم في عصورِ الرمال المتحركةِ والهجرة الزاحفة!
أغلقوا الحدقاتِ في البراري !
في المدنِ الآيلة يزحفُ النملُ حثيثاً ... أراها
استروا عُريَ نسائكم ، انتخوا!
سقوط ... سقوط ... سقوط ...
ثمة وجهٌ طفلٌ ، لغةٌ نائيةٌ تلمُّ الشظايا
تشدُّ الرحالَ ثانيةً .....

عبد الستار نورعلي
7/6/2000




#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينوس غوردْفَلت (2)
- لينوس غوردْفَلت 1
- الضفدع
- إناراتٌ فيليةٌ
- أنا أحبُّ!؟
- ق. ق. ج.
- الباب
- قصيدة تائهة...؟!
- الحزب
- الراية الحمراء
- راياتُ الطاهرِ بينَ أشجارِ الساهرِ
- المنافي
- -...يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون....-
- بلغَ السيلُ الزُبى!
- اهجمْ هجومَ السهمِ...!
- أخرِجِ السيفَ....!
- حسين نعمة
- -والليلِ إذا يغشاها-
- -والنهارِ إذا جلّاها-
- -والقمرِ إذا تلاها-


المزيد.....




- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الإنهيار