أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمرو اسماعيل - هل هناك حل آخر؟!! ..














المزيد.....

هل هناك حل آخر؟!! ..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 09:18
المحور: المجتمع المدني
    


لقد أدمت أحداث الاسكندرية وما تبعها من شغب وتقاتل بين أبناء الوطن الواحد قلوب الكثيرين في مصر ..
أدمي قلوبهم قتل أبرياء وهم يصلون علي يد مهووس أو مختل لا يهم ولكنه مشبع بثقافة الكراهية ورفض الآخر ..
ما هو ذنب رجل في السبعين من عمره أن يموت طعنا بسكين الكراهية وهو خارج من دار عبادة ..
وماهو المبرر أن يتقاتل أبناء المدينة الواحدة .. تلك المدينة التي كانت مثالا للتسامح وتقبل الآخر .. ماذا حدث واين الخطأ ..
هناك خطأ واضح وكلنا نعرفه ولكننا نصر علي تجاهله .. حكومة وشعبا .. وهو ما يؤدي الي الشحن والتحزب الطائفي .. إن الخطر الحقيقي هو تجاهل المشكلة .. التي أصبح يعاني منها المجتمع المصري في الثلاثين عاما الأخيرة .. مشكلة ترك الحكومة لجماعات وأفكار تعصب ديني علي جميع الجبهات .. تعمل في الشاع بين البسطاء .. في ظل بطالة وفقر .. تماما مثل ترك الحكومة لمشكلة المواصلات العامة وتنظيمها طالما استطاع سائقي الميكروباس وأصحابها أن يسدوا الفجوة مع كل ما يسببوه من فوضي في شوارع مدن مصر ..
ماحدث في مجال الخطاب الديني والخدمات الاجتماعية هو نفس الشيء ,, لقد تركت الدولة واجبها في الرعاية الاجتماعية والصحية بل والتعليمية .. لتملأها جمعيات مفروض أنها خيرية ولكنها في الحقيقة جمعيات أساسها ديني تقدم مع الخدمات الاجتماعية وجبات دسمة من التطرف الديني .. لابد أن تؤدي في النهاية الي احتقان طائفي نتيجته الوحيدة هو ماحدث في الاسكندرية ..
ما هي علاقة المسجد أو الكنيسة بتقديم خدمات صحية إلا إن كانت الحكومة تخلت عن واجيها .. أثناء الزمن الجميل كانت التبرعات الخيرية والصدقات من مسلمين ومسيحيين تبني المستشفيات ثم تتولي إدارة هذه المستشفيات جهات متخصصة لا تفرق بين مسلم ومسيحي .. ويكون عملها فقط تقديم الخدمة الصحية لمن يحتاجها .. هكذا بنيت مستشفيات علي مستوي عالي .. مثل العجوزة والقبطي في القاهرة والمواساة في الاسكندرية ..
ولكن الآن هناك مستوصفات تابعة لكل مسجد وكنيسة .. وكأن المرض يفرق بين المسلم والمسيحي .. وتقدم هذه الدكاكين التي تسمي نفسها مستوصفات مع الدواء والعلاج وجبات دسمة من الأفكار الدينية المتعصبة ..
ونفس الشيء يحدث في التعليم والخدمات الاحتماعية .. لقد تخلت الدولة عن واجبها .. فملأتها جماعات دينية متطرفة .. وملاها تجار المخدرات وساثقي الميكروباس ..
مشكلة زاد في حجمها .. مشاكل أخري اقتصادية وسياسية تتمثل في غياب الحريات العامة وسيطرة قلة علي كل شيء في مصر .. الثروة والسلطة .. وغياب الأمل في التغيير .. والتداول السلمي للسلطة .. والتوزيع العادل للثروة ..
الجميع يعرف انه لا حل الا وجود دولة مدنية قوية .. وأحزاب مدنية قوية ودستور مدني يتيح التداول السلمي والدوري للسلطة ونظام ضرائبي عادل لا يستطيع التهرب منه القوي أو المسنود ... ليمكن إعادة توزيع الثروة في شكل خدمات اجتماعية من ضمان اجتماعي وتأمين صحي وإعانة بطالة ..
أما من ناحية الاحتقان الطائفي .. فلا يوجد إلا حل واحد وهو تبني وثيقة الحرية الدينية .. التي وقعها الأزهر ويحاول التنصل منها والأدهي أن مجلس الشعب الذي من المفروض أنه عصب الدولة المدنية استطاع تعطيل هذه الوثيقة عبر لجنة الشون الدينية .. ولذا فلنتوقع جميعا أن يؤدي مجلس الشعب الي زيادة الاحتقان الطائفي بالقضاء علي هذه الوثيقة ..
فماذا تقول هذه الوثيقة ..
"
نؤمن بحق كل فرد في الإيمان بأي دين يشاء، وأن لكل إنسان، رجلا كان أو امرأة، حقا مقدسا في اعتناق، أو رفض اعتناق دين من الأديان، من دون التعرض لأي أذى من قبل أي جهة دينية أو سياسية ويجب التأكيد علي أنّ اللجوء إلى العنف لتأكيد وجهة نظر دينية أو لإجبار آخرين على اعتناقها هو أمر مرفوض بتاتاً. وأن لكل فرد الحق في مناقشة حقائق دينه دون خوف من انتقام.
وأن لكل إنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي أو الوطني، الحق في أن يعيش بسلام مع جيرانه مهما كان معتقدهم.
وبناء على ذلك، فإننا نصر على أنّ لأتباع جميع الأديان حقاً مقدساً في أن يُشركوا الآخرين في معرفتهم وأن يعيشوا بسلام مع حصيلة هذه المعرفة".
ماذا في هذه الوثيقة ليعترض المعترضون وتقوم بسببها حملة شعواء علي الأزهر وشيخه ..
إن هذه الوثيقة هي نتيجة لإدراك من وقع عليها أن هناك متطرفين من جميع الأديان مثل الذي قام بجريمة الاسكندرية وإن تبنتها الدولة كقانون ستقطع الطريق علي هؤلاء ومع الوقت ستصبح ثقافة عامة تمنع أي احتقان طائفي وتحمي هذا الوطن بجميع أبناءه ... فالوطن الحقيقي ليس فيه أغلبية وأقليه .. ولكن به مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات .. وأهم هذه الحقوق حرية الاعتقاد والدعوة السلمية وحرية التعبير السلمي ..
كم كان ابن عربي رائعا عندما قال :
أدين بدين الحب أنى توجهـت
ركائبه فالحب ديني وإيماني
إن الدين أي دين سواء كان الاسلام أو المسيحية والإيمان الحقيقي هو الحب .. حب الله .. وحب الإنسان لأخيه الإنسان ..

من غير تبني الدولة لإصلاحات دستورية وسياسية حقيقية .. ومن غير عدالة اجتماعية .. ومن غير تبني وثيقة الحرية الدينية .. سيظل الاحتقان الطائفي البغيض ... وستطل علينا الفتن الطائفية .. وسيظل من نطلق عليهم مختلين عقليين يمارسون العنف باسم الدين ..
اللهم إني أبلغت .. اللهم فاشهد



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرث قابيل
- هل هناك أي أمل ؟
- فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟
- بدون تعليق
- قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا
- أين مصر من الإخوان و أين الأقباط ؟
- صائد العملاء ووهم الحرب علي الاسلام
- كم نحتاجك أبا ذر هذه الأيام ..
- ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية
- مقال احتجاجي حنجوري
- ثقافة الكيل بمكيالين !!!
- ثقافة العبيد وشعوب لا تستحق الحياة..
- حقوق المواطنة ..كلمة للاستهلاك المحلي
- عزرائيل ... ألا من نهاية
- هل هو انتقام إبليس ؟
- لا تناقش ..
- هل تبقي لمصر أي دور إقليمي في العالم العربي؟
- وزارة البزنس الجديدة .. واقتصاد النهب الحر
- صورة الذل والخنوع


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمرو اسماعيل - هل هناك حل آخر؟!! ..