أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا















المزيد.....

قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستنطلق الاصوات الزاعقة والمقالات الساخنة كالعادة لإدانة اسرائيل وأمريكا وبريطانيا في عملية اجتياح سجن أريحا وفي النهاية اعتقال أحمد سعدات التي امتدت لعدة ساعات في بث مباشر شاهده العالم أجمع .. دون أن ندرس ماذا استفادت اسرائيل من هذا البث المباشر وكيف أنها استطاعت أن تجردنا جميعا وليس فقط سجناء أريحا من ملابسنا الخارجية والداخلية .. وكيف استطاعت أن تقنع المشاهد المحايد في العالم أجمع أنها دولة قانون تحترم حياة الانسان .. بينما نحن همج نحرق السقارات والمراكز الثقافية ونخطف الابرياء من العاملين بالصليب الاحمر ..
إن ماحدث في اريحا أمس درسا يجب أن نستفيد منه لنعرف لماذا تنتصر اسرائيل وننهزم .. كيف تستطيع اسرائيل أن تحظي بتعاطف العالم ونخسر نحن هذا التعاطف رغم عدالة قضايانا وفي المقام الأول منها القضية الفلسطينية ..
وقبل أن يصب البعض علي اللعنات كالعادة فليسألني ويسأل نفسه لماذا ؟ وهذا ما سأحاول الإجابة عنه ..
أولا ليسأل نفسه ماذا لو كانت أي دولة عربية هي التي تحتاج سجنا يعتصم فيه بعض من تريد القبض عليهم أو اقتحام أي مكان يعتصم فيه البعض كما اعتصم سجناء أريحا بعد انسحاب المراقبين البريطانيين والامريكيين .. لنقارن مثلا كيف فض الأمن المصري اعتصام السواديين رغم أنها لم تكن تطلب أي منهم للتحقيق في قضية جنائية ..
لنقارن بين عدد الضحايا في الحالتين ..
اسرائيل بصبر وأناة وخلال ساعات طوال ومن خلال خطة واضحة وذكية استطاعت هدم جدران السجن جدارا وراء جدار حتي حصرت من تريدهم في مكان ضيق لم يجدوا أمامهم بعد ذلك أي طريق آخر الا الاستسلام وخلع ملابسهم في منظر مهين رآه العالم أجمع ..
لم تهدد المعتصمين بالتسليم أو هدم السجن فوق رؤوسهم بتفجيره في عملية لم تكن ستستغرق سوي دقائق قليلة .. وكان سيموت كل من فيه وهذا بالمناسبة ليس تعاطفا مع السجناء او اهتماما بأرواحهم .. ولكنها كانت خطة من اسرائيل حتي لا تفقد التعاطف السياسي الغربي وتتهم من قبل الاعلام الغربي أنها استهانت بأواح الأبرياء في مقابل القضاء علي ستة ممن تطلبهم أمنيا .. للأسف لو كانت القوة التي تقتحم السجن هي قوة عربية لفعلت عكس ما فعلت اسرائيل ولم تتحلي بالصبر والأناة و هدمت السجن علي من فيه دون أي اعتبار لأرواح من فيه ودون اعتبار للراي العام في بلدها أو حتي الرأي العام العالمي ..
بصرف النظر عما إن كان هناك تواطئا بين اسرائيل والمراقبين الامريكيين والريطانيين .. فقد نجحت اسرائيل في تعرية ملا بس السلطة .. فالسلطة الفلسطينية لم تستطيع أن تري أن ماحدث ممكن أن يحدث رغم خطابات المراقبين التي هددت بالانسحاب من السجن ورغم أنها تعرف أن انسحاب هؤلاء المراقبين كان لابد سيتبعه اجتباح اسرائيل للسجن والقبض علي احمد سعدات ورفاقه .. لقد أظهرت اسرائيل السلطة وكأنها متواطئة أو علي الأقل متهاونة وغير قادرة علي حماية أي شيء .. لا حماية شعبها من اسرائيل ولا من الفصائل المسلحة التي تسيطر علي الشارع الفلسطيني وتبتزه .. لقد نجحت اسرائيل تماما في أن تجعل السلطة الفلسطينية تخلع ملا بسها مثل سجناء سجن اريحا وقوات الأمن الفلسطينية ..
ثم نأتي الي أحمد سعدات نفسه ورفاقه من ممن تطلبهم اسرائيل .. لقد أظهروا في بداية الأزمة بطولة زائفة ظهرت علي حقيقتها في النهاية .. كيف ؟
لقد رفضوا الاستسلام أولا علنا وعلي شاشات التليفزيون في خطاب ظاهره بطولي .. معرضين زملائهم والقوة الأمنية التي تحميهم الي الإبادة .. ولم يقاوموا .. وكما وضح في انتظار أن يحل الأمر عبر الاتصالات الدولية .. وهذا لم يحدث .. وعندما وصل الي نهايته استسلموا وخلعوا ملابسهم .. لنسأل أنفسنا ماذا كان سيحدث إذا لم يستسلم أحمد سعدات وقاوم القوات الاسرائيلية الي النهاية .. كانت النتيجة أنه سيتشهد ولكنه وهو يفعل ذلك كان سيضرب مثلا للشعب الفلسطيني أنه قاوم واستشهد وهو يقاوم .. اليس أحمد سعدات ورفاقه هم من يبعثون شبابا في مقتبل العمر لكي ينتحرون استشهادا وهم يهاجمون مدنيين .. فلماذا لم يضرب بنفسه المثل ويستشهد وهو يقاوم قوات عسكرية .. كان سيصبح بعدها يطلا ويثير شعلة ثورة عارمة بين الفلسطينيين .. ثورة تهاجم القوات العسكرية وليس المدنيين وتضحي بحياتها في هذه المواجهة .. وهي ثورة لم تكن اسرائيل لتستيطع أن تواجهها .. ولكن للأسف هذا حال قادتنا دائما .. هم علي استعداد دائما باتضحية بغيرهم من الشباب في عمليات خايبة تظهرنا بصورة الهمجيين وقتلة الابرياء .. العالم كله يحترم المقاومة المواجهة التي تقاوم القوات العسكرية لأي احتلال .. ولكنه لا يحترم من يقتل المدنيين بأي حجة كانت .. لن يحترم من حرق المركز الثقافي البريطاني ولا من خطف العاملين المدنيين الأجانب في غزة والضفة .. ولا من يقتل المدنيين في العراق من العراقيين والاجانب .. ولكنه كان سيحترم من يقاوم القوة العسكرية التي حاولت اجتياح سجن أريحا ..
من يستحق الاحترام فعلا هو قائد القوة الأمنية التي تحمي السجن فهو أوضح منذ البداية أنه عسكريا محترفا سيطيع القرار السياسي الذي تتخذه قيادته سواء بالمقاومة او بالاستسلام وهذا الرجل هو فعلا من يستحق التحية والتقدير ..
للأسف انتصرت اسرائيل تماما في أزمة اقتحام سجن أريحا وحققت أهدافها كاملة دون أن تفقد الرأي العام العالمي .. لقد قبضت علي احمد سعدات وأظهرته كبطل من ورق لا يستطيع الا التضحية بغيره من الشباب المغيب .. وجردت السلطة الفلسطينية من ملابسها ومعها كل الفصائل الفلسطينية المسلحة التي لم تستطيع الاقتراب من السجن أثناء اقتحامه .. وسترد كالعادة عبر عمليات تافهة تستهدف المدنيين ولن تغير من الأمر شيئا ..
لقد كان اقتحام سجن أريحا فرصة لو استغلها من يطلقون علي أنفسهم قادة المقاومة وعلي رأسهم أحمد سعدات وقادة حماس وخاصة الاجنحة العسكرية .. لو كانوا فعلا مستعدين للتضحية كما يضحون بشياب فلسطين الغض وشباب العالم العربي والاسلامي في العراق وغيره .. كان هذا الاقتحام سيكون فرصة لإثارة ثورة عارمة في ربوع فلسطين والعالم العربي تقاوم فعلا اي قوات عسكرية تجرؤ علي استباحة أراضينا .. مقاومة فدائية ومواجهة شجاعة لقوات الاحتلال وليس المدنيين .. وليس عبر أعمال ارهابية حقيرة تصمنا بالارهاب وتسحب البساط من تحت قضايانا العادلة ..
للأسف أجد نفسي مضطرا أن أذكر الجميع بفلاح مصري يتمتع بالدهاء الفطري للفلاح المصري تعرض ويتعرض لظلم فادح لتاريخه .. هو الوحيد الذي استطاع أن يتصدي لاسرائيل حربا وسلما وتفاوضا واستطاع استرجاع كل شبر من أرضه دون عملية إرهابية واحدة .. لأنه فهم اسرائيل وأعطاها قدرها وحاربها بنفس السلاح .. سلاح الدهاء السياسي .. العملية الارهابية الوحيدة هي العملية التي أودت بحياته لأنه لم يقدر شعبه حق قدره ولم يستعمل دهائه بطريقة صحيحة فأخرج من قتلوه من جحورهم .. وهؤلاء هم السبب الحقيقي في أننا نخسر كل قضايانا العادلة .. ومعهم ثقافة الديكتاتورية التي تسيطر علينا حكاما ومحكومين ..
رحمك الله يا سادات .. أما ايهود أولمرت فيستحق النجاح في الانتخابات الحرة التي ستجري في اسرائيل .. وعندما نعرف فعلا قيمة الانتخابات الحرة الحقيقية والديمقراطية الحقيقية وكيف نستعمل عقولنا في التخطيط كما تفعل اسرائيل .. عندها فقط سيكون هناك دولة فلسطينية حرة ومستقلة .. وعندها فقط ستكون هناك دولا عربية حرة ومستقلة .. لا تسيطر عليها حكومات ديكتاتورية ولا جماعات ارهابية أكثر ديكتاتورية ودموية .. عندما نتحول عن ثقافة الانتحار ونعرف الفرق بين الارهابي والفدائي .. بين الارهاب والمقاومة .. عندما نعرف الفرق بين ديجول وبين بن لادن .. بين جيفارا والزرقاوي ..
أما قبل ذلك فأنا أنصح محمود عباس والشعب الفلسطيني و أولمرت وأمريكا والأمم المتحدة .. لقد حان الوقت لحل القضية الفلسطينية نهائيا فقد خسر الفلسطينيون ومعهم الشعوب العربية والشعب الاسرائيلي الكثير من الدماء البريئة بسبب هذه القضية التي يستغلها الجميع لإراقة دماء الابرياء دون أن يكونوا مستعدين للتضحية بدمائهم هم .. تماما مثل سعدات وبن لادن وخالد مشعل ..

لنا الله ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مصر من الإخوان و أين الأقباط ؟
- صائد العملاء ووهم الحرب علي الاسلام
- كم نحتاجك أبا ذر هذه الأيام ..
- ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية
- مقال احتجاجي حنجوري
- ثقافة الكيل بمكيالين !!!
- ثقافة العبيد وشعوب لا تستحق الحياة..
- حقوق المواطنة ..كلمة للاستهلاك المحلي
- عزرائيل ... ألا من نهاية
- هل هو انتقام إبليس ؟
- لا تناقش ..
- هل تبقي لمصر أي دور إقليمي في العالم العربي؟
- وزارة البزنس الجديدة .. واقتصاد النهب الحر
- صورة الذل والخنوع
- ماذا لو ؟
- هل تم فتح مصر مرة ثانية ؟ قراءة في انتخابات مجلس الشعب ..
- الديمقراطية والعدل والاحسان ..
- التطرف ومحنة العقل العربي
- مرة أخري.. مرارتنا اتفأعت
- القاتل الحقيقي


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا