أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية















المزيد.....

ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسيطر علي عالمنا العربي للأسف ثقافة القطيع وهي الثقافة التي ترعي الاستبداد و القهر و نظم الحكم الديكتاتورية التي تلفظ انفاسها في العالم أجمع ولكنها في عالمنا تجد في الثقافة المسيطرة علي قلوب الشعوب وليس عقولها التي توقفت عن العمل مصادر الغذاء التي تعينها في البقاء علي قيد الحياة... وهي الثقافة التي لا تفهم معني حرية التعبير كقيمة حضارية ومعني أن أي حكومة ديمقراطية حقا لا تستطيع السيطرة علي وسائل إعلامها إلا من خلال القضاء ..
و هذه الثقافة هي المسئولة عما يحدث في العالم الاسلامي الآن من فوضي الاحتجاجات ضد الرسوم الكاريكاتيرية وما صاحبها من عنف وحرق للسفارات ومهاجمة دور العبادة والاعتداء علي الممتلكات الخاصة .. لا أحد يوافق علي هذه الرسوم ولكن ماحدث من تصعيد احتجاجي أهوج أكد للكثيرين في الغرب أن هذه الرسوم لم تبتعد كثيرا عن الحقيقة ..
الحقيقة أن الكاريكاتير هو لغة نقدية يفهمها الملايين من البسطاء، ويرى البعض في الكاريكاتير أنه فن النقد بكل ضراوة ..
ومن يفهم الكاريكاتير علي هذا الأساس لا بد أن يسأل نفسه هل من رسم هذه الرسومات رغم اعتراضنا وعدم موافقتنا عليها .. كان يقصد الرسول كشخص أم كان يصف وينقد تصرفات المسلمين الحالية ..
ألسنا نرفع السيف كشعار علي أعلامنا وكشعار لجماعات الاسلام السياسي مثل جماعة الاخوان التي دخلت الانتخابات تحت شعار السيف رغم أن الانتخابات كما يفهمها العالم أجمع هي عمل سلمي وحضاري ليس له علاقة بالسيف ..
الم يكن الكثيرون ممن احتجوا علي الرسوم ملثمين ويحملون المدافع الرشاشة .. مما يؤكد ما حاول هذا الكاريكاتير أن يظهره أن المسلمين يعشقون العنف ..
ألا تبدو أحدي هذه الرسوم أقرب الي الظواهري في شرائط الفيديو التي يوزعها علي وسائل الاعلام وحوله امرأتين ملثمتين كدليل علي إعجاب المسلمين المتشددين بتعدد الزوجات وعلي رأسهم الظواهري وبن لادن والعديد من المسلمين المتشددين في بلادنا ..
اليس فعلا معظم التفجيرات والعمليات الانتحارية في العالم اليوم يقوم بها في الغالب الاعم مسلمون وتحدث في العالم الاسلامي وهم يعتبرون أنفسهم ويعتبرهم الكثيرون منا شهداء رغم أن ضحاياهم هم بالآلاف من الابرياء ممن ليس لهم أي علاقة بالقضية التي يدافعون عنها .. ألا يفسر هذا أن بعض الرسوم عبرت عن هذه الحالة وعن فكرة الشهادة وحور العين المتداولة بيننا ..
لا أدري كيف سيدخل الجنة من قام بقتل الابرياء في برجي التجارة أو في الطائرات التي فجرها في هذه الابراج .. أو من قتل الابرياء في قطارات الانفاق في لندن او من قتل الابرياء في شرم الشيخ والرياض وبغداد وغيرها ..
فعلا لو استمرت ثقافة الانتحار وحور العين بهذه الوتيرة .. لن يبقي عدد كافي من حور العين والعذاري في الجنه ..
إن هذه الرسوم المسئول عنها مع من رسمها والجريدة التي نشرتها .. بن لادن والظواهري والزرقاوي وأبو حمزة المصري ومن يشجعهم ويوزع أقوالهم وشرائطهم .. فهم من كانوا في خيال فنان الكاريكاتير .. لأنه لا يعرف شيئا عن رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم وقد لايعرف الكثير عن الاسلام .. ولكنه بلا شك يعرف ورأي الكثير مما يفعله وفعله وقاله بن لادن والظواهري والزرقاوي وأبوحمزة الذي كان يحرض علي العنف والكراهية باسم الاسلام في عقر دار دولة مثل بريطانيا فتحت له بابها وحمته من الاحكام القضائية الصادرة ضده في بلاده وحرض ثلاثة ممن قاموا بتفجيات لندن وأقنعهم بعملهم الخسيس ..
للأسف نحن المسئولين والي حد كبير عن هذه الرسوم .. نحن من دفعنا رسام الكاريكاتير علي أن يتخيل رسولنا الكريم في صورتنا الكريهة الحالية .. ونحن مسئولين الي درجة أكبر عبر الاحتجاج الاهوج الذي قمنا به وما صاحبه من أحداث عنف ..
نعم من حقنا أن نعترض علي هذه الرسوم ونشرها .. ولكن كان يجب أن نفعل هذا بطريقة حضارية سلميةتؤكد قيم الاسلام الحقيقي وتظهر الصورة الحقيقيه لمحمد صلوات الله عليه وسلم .. وما دعانا اليه من عدل وتسامح و حفظ النفس والمال والعرض ..
ألم ينزل الله أنزل آية ,, اليوم أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الأسلام دينا,, فى خطبة الوداع التى أرسى فيها رسولنا الكريم مبادىء الحريات العامة من حفظ الدم و المال و العرض و ارسى فيها مبدأ المساواة,, ليس هناك فضل لعربى على عجمى ألا بالتقوى,, والأهم أنه تقرر فيها على لسان الله و رسوله أنه رضى لنا الأسلام دينا و ترك لنا أمور الحكم و الدنيا شورى بيننا.


.. وعندما ننظر الي التعاطف مع هذه المظاهرات العنيفة وحرق الاعلام والسفارات وتهييج العامة والبسطاء .. نجد أنه من أقلام تنتمي في أغلبيتها الي نفس المنظومة الثقافية التي تكرس مفهوم راعي الغنم وتعتبر الشعوب هم مجرد قطيع لايملك من أمره شيئا ويجب ان يسير نحو الاتجاه الذي يحدده الراعي ومصير أي شاه ضالة هو العصا.
هذه الثقافة وروادها ممن يعتبرون أنفسهم الرعاة ويعتبروننا نحن الشعوب مجرد قطيع من الغنم .. تستخدم عصا الدين أو عصا الوطنية والقومية لترويد القطيع وتوجيهه الي الوجهة التي يريدها وتاديب من يحاول التمرد .
والدين بالذات كما يمكن ان يكون سبيل الهداية و الثورة علي الظلم وعدم المساواة كما كان في عهد النبوة , يمكن أن يكون عصا غليظة بستعملها الراعي الظالم لقهر شعبه والتسلط عليه ومعاقبة من يتمرد من القطيع بقسوة بالغة تصل الي حد قطع الرقاب استنادا الي تفسيرات خاطئة لنصوص القرآن والسنة تبرع بها فقهاء السلطة بعد عهد النبوة نفاقا للحكام وطمعا في ذهبهم أو خوفا من سطوتهم .. لقد بدأ فقهاء السلطة عملهم باستحياء بعد أن انتصرت قريش وتسلطت علي حقوق الآخرين في اجتماع السقيفة ثم خلعوا برقع الحياء تماما بعد سيطرة قريش وانتصار بنو أمية ..ألم يزين هؤلاء للحكام وأقنعوا العامة أن طاعة ولي الامر من طاعة الله .. الم يسكت هؤلاء و أغمضوا عيونهم عن القتل والسلب والنهب الذي مارسه حكامنا طوال اربعة عشر قرنا ضد الشعوب المغلوبة علي أمرها .. ليستمتعوا هم بالحياة في القصور بينما الشعوب تعاني شظف العيش ..
المشكلة الكبري ان القطيع نفسه قد تعود علي واستمرأ الترويض و أكتفي بقليل من الماء والكلأ مما يسمح به له راعي الغنم يسد به رمقه وتخلي عن جميع حقوقه طالما كفاه الراعي مشقة التفكير في و ضعه المزري او أبعد عنه الألم المصاحب للعصا .. حتي أنه اصبح لا يثور ألا علي رفاقه المتمردين من القطيع لأنهم يجلبون له العقاب أو المشقة المصاحبة للتفكير التي تتعارض مع استقر في العقول من التراث حتي لو كان كاذبا والمألوف من العادات والتقاليد حتي لو كانت ضارة.
هل هناك من تفسير لخنوع الشعوب حاليا او في الماضي لحكامها والنفاق المقيت الذي تمارسه هذه الشعوب لحكام ظلمة و الهتاف لهم بالدم والروح نحن فداكم...
هل هناك تفسير لما حدث من ثورة القطيع العارمة ضد رسوم عبيطة .. بينما لا يحركون ساكنا لضياع حقوقهم وغياب الديمقراطية وعدم احترام حقوقهم الاساسية.. أو لضحايا الفساد والتسيب في عبارة الموت ..
لماذا كل من نعتبرهم أبطالا في تاريخنا هم مثالا صارخا علي التسلط و القهر و استخدام القوة في ترويض القطيع.. لماذا تبكي شعوبنا من يحكمها بطريقة ديكتاتورية عنيفة وتنسي أو حتي تقتل من يحاول ان يكون عادلا .. هل العظمة فقط هي في محاربة الآخرين والغزو والمغامرات العسكرية سواء كانت ناجحة أو فاشلة .. بينما الحرية و الازدهار الاقتصادي و الحضاري والعدل ليست قيما عظيمة ولا يستحق من يحاولون تطبيقها او نشرها بين شعوبنا الا الأهمال أو حتي الأزدراء.
لماذا تنتشر الديمقراطية في العالم كله بينما تتعثر في مجتمعاتنا وتعتبر الشعوب المنادين بها هم مجموعة من العملاء علي ابسط تقدير او مجموعة من الكفرة المارقين من الدين والذين يستحقون القتل والسحل علي أيدي رعاة ثقافة القطيع.
حتي من يثوروا في عالمنا يثورون لاستبدال راعي غنم بآخر أكثر استبدادا وعنفا يريد ان يسوقنا كالغنم باسم الدين وتفسيره له المشتق من العصور الوسطي وللأسف تجد القطيع أكثر اعجابا بهم وبما يمارسونه من قسوة وعنف ممن يدعون الي او يحاولون استرجاع الحرية للقطيع.
الحقيقة يا سادة أننا لسنا مواطنين و لا حتي رعايا أنما مجرد قطيع من الغنم وسنبقي كذلك أن لم نتمرد علي ثقافة القطيع و الراعي ...
ورد فعلنا الهائج احتجاجا علي هذه الرسوم العبيطة التي كانت لا تستحق أكث من التجاهل .. يؤكد أن ثقافة القطيع هي التي تتحكم فينا ..
ونحن مسئوليتنا أكبر من الجريدة التي نشرت هذه الرسوم الحقيرة في تأكيد الصورة النمطية التي انطبعت في عقول العالم عن الاسلام والمسلمين .. كشعوب معادية للحرية والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان من حرية التعبير الي حرية الاعتقاد .. وكشعوب لا تفهم ولا تحب الا ثقافة العنف والانتحار .. لاثقافة العمل والانتاج والابداع وتقبل الآخر ..
وكم كان نزار قباني صادقا عندما قال في لحظة ثورة علي وضعنا:

"أحاول أن أتبرأ من مفرداتي
ومن لعنة المبتدأ والخبر
وأنفض عني غباري
وأغسل وجهي بماء المطر
أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل
وداعاً قريش
وداعاً كليب
وداعاً مُضر



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال احتجاجي حنجوري
- ثقافة الكيل بمكيالين !!!
- ثقافة العبيد وشعوب لا تستحق الحياة..
- حقوق المواطنة ..كلمة للاستهلاك المحلي
- عزرائيل ... ألا من نهاية
- هل هو انتقام إبليس ؟
- لا تناقش ..
- هل تبقي لمصر أي دور إقليمي في العالم العربي؟
- وزارة البزنس الجديدة .. واقتصاد النهب الحر
- صورة الذل والخنوع
- ماذا لو ؟
- هل تم فتح مصر مرة ثانية ؟ قراءة في انتخابات مجلس الشعب ..
- الديمقراطية والعدل والاحسان ..
- التطرف ومحنة العقل العربي
- مرة أخري.. مرارتنا اتفأعت
- القاتل الحقيقي
- دعوة للتمرد .. ودعوة للحلم
- عربي ده يا مرسي !!!!!..
- ردا علي أنصار جماعة الاخوان المسلمين ..مرة أخري من منا لم يق ...
- جماعة الاخوان المسلمين و إهانة الاسلام ..


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية