أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..















المزيد.....

فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل انتهت مشاكلنا و أصبح كل شيء علي خير مايرام .. هل انتهي الفقر من بلادنا وأصبح كل مواطن يحظي بفرصة متساوية في التعليم والعلاج والحصول علي وظيفة ..
هل اصبحنا دولة دستورية لا يوجد بها قانون طواريء ويتم انتخاب ممثلي الاحزاب بشفافية ويتم فيها تداول السلطة دوريا وسلميا ..
هل انتهي الغش والنفاق وتهريب الأموال من مصر والتهرب من دفع الضرائب بل وتهريب المتهمين بالتلاعب بأرواح المصريين وأموالهم ..
هل كل شيء أصبح علي مايرام حتي يشغلنا سيادة المفتي بفتواه الأخيرة عن تحريم استعمال التماثيل كزينة في البيوت ويضيف بعدها في ندوة أن صحيح البخاري ومسلم نصّا علي تحريمها، وأن الملائكة لا تدخل بيتاً به كلاب أو صور... وتصبح مثل تلك مثار حديث الناس والصحف والبرامج التليفزيونية وخاصة برنامج البيت بيتك والذي حاول سيادة المفتي أن يفهمنا شيئا عن فتواه فزادنا حيرة واثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه غير قادر علي الاجتهاد وأنه لا يزيد عن كونه شارحا لاجتهادات السابقين من يحرم ومن يجيز .. فيزيدنا حيرة علي حيرة .. هل انتهت مشاكلنا ولم يبقي منها الا التماثيل والصور والكلاب ..
لقد شغلنا الفقهاء قبله بمثل هذه الفتاوي عن التماثيل والصور والغناء والموسيقي .. فهل أدت الي نتيجة ..
الفن سواء عبر النحت والرسم والتصوير والغناء والموسيقي لن ينتهي بل سيستمر في الانتشار والتطور لأنه فطرة إنسانية وكل آثار العالم وأولها آثار مصر الخالدة دليل علي ذلك ..
مهما أتحفنا المفتي أو غيره بمثل هذه الفتاوي وما تثيرة من بلبله فكرية ودينية .. فلن يتغير شيئا ..بل كل ما تفعله مثل هذه الفتاوي أنها تثبت أن رجال الدين للأسف يعيشون في وادي وباقي البشر الا قلة مغيبة عقولهم في وادي آخر .. يعيش المفتي وصحبه في زمن ونعيش نحن في زمن آخر .. تماما مثل العبقري الذي أفتي أن ممارسة الجنس بين الزوجين بدون ملابس تبطل الزواج .. مجرد فرقعات من شيوخ يعيشون خارج الزمن .. مجد فتاوي ليس لها موقع من الإعراب يحدثون بها فرقعة إعلامية تلحق أكبر الضرر بالدين الاسلامي .. وتثبت أقاويل الغير عليه .. أنه دين يحارب الابداع والفن بل والتطور الانساني في مجمله ..
هل نسي سيادة المفتي أن التماثيل هي عصب السياحة في مصر وهي مصدر رزق الملايين من الشعب المصري بل هي أهم مورد اقتصادي رئيسي للدولة المصرية وأن صناعة التماثيل في خان الخليلي وغيره من الأماكن السياحية تفتح المئات بل الآلاف من بيوت العائلات المصرية ..
وهذه الفتوي هي امتداد لفتوي الشيخ يوسف القضاوي في تحريم النحت وعمل التماثيل والتي امتدت الي تماثيل الفلاعنة قائلا :
فالإسلام احتاط وحرم كل ما يوصل إلى الوثنية أو يشتم فيها رائحة الوثنية.. ولهذا حرم التماثيل. فتماثيل قدماء المصريين من هذا النوع .. وفتوي المفتي و القرضاوي هي امتداد لفتوي الشيخ بن باز من قبلهما ..
فلنتخيل مثلا تأثير مثل هذه الفتوي في عقل شاب قد يتأثر بهم جميعا و يقرر تقربا لله أن يفجر تماثيل قدماء المصريين التي تملأ ربوع مصر .. من سيصبح مسئول عندها .. الشاب المسكين .. أم شيوخنا الأفاضل .. من الذي ستقبض عليه الشرطة ويخضع للمحاكمة وقد يقضي بقية عمره خلف القضبان .. هذا الشاب أم الشيخان القرضاوي وجمعة ..
إنها نفس المشكلة التي أدت الي ما يعانيه العالم الاسلامي بل والعالم أجمع من فوضي فتاوي الجهاد والتحريض علي العنف ورفض الآخر بل واستحلال دمه وماله .. وماهو تأثير أراء الشيخ في شاب قرر عقاب كل من يقتني كلبا في عمارة يسكنها لأن الكلاب تمنع الملائكة من دخول هذه العمارة .. رغم علمنا جميعا أن الكلاب هي من مخلوقات الله مثل الملائكة تماما وهي قد تكون أكثر وفاءا من الانسان نفسه ..
إن مثل هذه الفتاوي العجيبة مصدرها دائما البخاري ومسلم وغيرهم من كتب الحديث والتراث وقد حان الوقت لإعادة دراسة وتقييم مثل هذه الكتب وتنقيتها من كل ما يخالف عقل الانسان في القرن في القرن الواحد والعشرين وظاهر القرآن ... أو وضعها جانبا تماما واعتبارها كتبا تاريخية تصلح فقط لدراسة فترة مليئة بالفوضي من حياتنا ولا تصلح لتأسيس أحكام ووضع قوانين تحرم وتحلل ..
أما منصب مفتي الديار المصرية .. فلا أدري ما هي ضرورته بالضبط .. القوانين في مصر والتي هي اساس التقاضي والقضاء تصدر عن مجلس الشعب وهذا المجلس فقط هو من يجب أن يكون له لجان استشارية اسلامية ومسيحية .. أما دار الافتاء التي تصدر فتاوي ليست ملزمة لأحد .. لا للمواطن ولا للحكومة فهي تكلف دافعي الضرائب وميزانية الدولة الكثير دون أي فائدة تذكر إلا إحداث البلبلة في المجتمع وعملها يتضارب مع الكثير من لجان الأزهر الأخري..
الفتاوي الشخصية يستطيع أن يأخذها اي مواطن من اي شيخ يثق فيه إن هو كان حائرا .. أما إن قررنا الابقاء علي دار الإفتاء فيجب أن تكون مصاريفها ومرتبات أعضائها يمولها الأفراد الذين يدفعون مصاريف الحصول علي الفتوي بصفة شخصية ولنرفع قيمة الحصول علي فتوي من دار الإفتاء للشخص من جنيه واحد الي عشرة جنيهات مثلا حتي يحظي سيادة المفتي بمرتب كافي !!..
وكم كان جمل الغيطاني محقا عندما قال بعد هذه الفتوي وما أثارته من جدل :
"آن الأوان للذين يضعون تعارضا بين الإسلام والحياة المعاصرة أن ينتهوا من حياتنا خصوصا وأن هناك اجتهادات لشيوخ كبار في القرن الماضي تجاوزوا التفاصيل السخيفة فما بالك الآن ووجودنا نفسه يتعرض للتهديد ونحن بحاجة لشيخ مثل محمد عبده لإنقاذ الإسلام من هذه الضحالة".
إن الفوضي التي تحدثها مثل هذه الفتاوي والفتاوي التي تشجع الشباب المغرر بهم علي القيام بعمليات ارهابية انتحارية تحت مسمي الجهاد تسبب ضررا بالغا بالاسلام وبمجتمعاتنا .. فهي تستعدي علينا العالم وتدفع الكثير من الشباب إما الي الغلو والتطرف أو الي الابتعاد تماما عن الدين لأن مفهوم رجال ديننا الأفاضل مثل المفتي والقرضاوي للإسلام يتعارض تماما مع لغة العصر والابداع والفن والثقافة بل والعلم .. إن تدخل رجال الدين وفوضي الفتاوي في كل شيء من قضايا العلم كالاستنساخ وزرع الأعضاء ... الي قضايا السياسة والحكم .. وقضايا الفن والأدب والابداع بصفة عامة .. سيدفع الجميع الي التمرد ضد الدين .. هذا ما دفع أوروبا الي التمرد علي الكنيسة ورجالها في عصور التنوير .. فأضر الدين نفسه وانزوي هناك في الكنيسة.. وهو للأسف ما سيحدث بنفس الطريقة في مجتمعاتنا بسبب مثل هذه الفتاوي ..
فهل يعقل رجال الدين وهل يعقل المفتي هذه الحقيقة ..
لنا الله ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟
- بدون تعليق
- قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا
- أين مصر من الإخوان و أين الأقباط ؟
- صائد العملاء ووهم الحرب علي الاسلام
- كم نحتاجك أبا ذر هذه الأيام ..
- ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية
- مقال احتجاجي حنجوري
- ثقافة الكيل بمكيالين !!!
- ثقافة العبيد وشعوب لا تستحق الحياة..
- حقوق المواطنة ..كلمة للاستهلاك المحلي
- عزرائيل ... ألا من نهاية
- هل هو انتقام إبليس ؟
- لا تناقش ..
- هل تبقي لمصر أي دور إقليمي في العالم العربي؟
- وزارة البزنس الجديدة .. واقتصاد النهب الحر
- صورة الذل والخنوع
- ماذا لو ؟
- هل تم فتح مصر مرة ثانية ؟ قراءة في انتخابات مجلس الشعب ..
- الديمقراطية والعدل والاحسان ..


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..