أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري















المزيد.....

مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنا في الماضي وفى كل الاعتداءات التي أصابت الأقباط كالاعتداء وقتل المصلين في كنيسة أبو قرقاص أو اقتحام محلات الذهب وسرقتها وقتل أصحابها أو حتى حادثة الخانكة والزاوية الحمراء وغيرها من الحوادث التي أصابت الأقباط في السبعينات والثمانينات والتسعينات كنا نرى إن القائم بهذه الحوادث أو المحرض الرئيسي عليها هم شباب الجماعات الإسلامية وجماعات الجهاد والتكفير والهجرة وغيرها مع مشاركة بسيطة من بعض الاهالى المسلمين لان غالبية المجتمع المسلم كان يرفض سلوك هؤلاء الشباب :
*هؤلاء الشباب الذين كان من السهل تمييزهم بلباسهم الباكستاني ولحاهم الطويلة وعلامات الصلاة على جباههم .
* هؤلاء الشباب الذين كفروا أهلهم وكفروا المجتمع والدولة واعتبروا إن العمل لدى الدولة رجس من عمل الشيطان وان مرتباتهم منها حرام وان الصلاة في مساجدها لا يصح للمسلم بل قالوا إن هذه المساجد تشبه مسجد ضرار ويجب هدمها .
*هؤلاء الشباب الذين كانوا يستمدون أفكارهم الرافضة للأخر من الكتب الصفراء التي كانت تباع سرا وعلى الأرصفة وإمام بعض الزوايا والمساجد التابعة لهم .
*هؤلاء الشباب الذين اعتزلوا الجميع وذهبوا للإقامة بعيد عن أهلهم وبعضهم لجأ إلى العيش في الجبال وفى مزارع القصب والذرة بالصعيد والتي كانوا ينزلون منها مقتحمين محلات الذهب المملوكة للأقباط للسطو عليها أو لأخذ الإتاوة منهم لتمويل أنشطتهم .
*هؤلاء الشباب الذين حملوا السلاح في مواجهة الدولة وقتلوا بعض رموزها .
الآن حدث تطور خطير في الاعتداءات التي تعرض لها الأقباط في الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ حادثة الكشح الثانية التي راح ضحيتها أكثر من اثنين وعشرين قبطي وحتى حادثة الإسكندرية الأخيرة وهذا التطور هو إن الاعتداء الآن على الأقباط وعلى كنائسهم وعلى ممتلكاتهم لم يعد حكرا على جماعة أو جهة محددة بل قد يأتي من إطراف لا يمكن تخيلها والسبب في ذلك يعود إلى :
* إن اللون الأصفر الذي كنا نطلقه على الكتب التي كانت تباع سرا وعلى الأرصفة ويتبرأ منها الجميع أصبح هو اللون المميز لغالبية الكتب الآن وأصبحت هذه الكتب تباع وتعرض في ارقي وأفضل الأماكن بما فيها معرض كتاب القاهرة الدولي وداخل معارض الكتب التي تقام في الجامعات .
* إن الأفكار المتطرفة التي كان يعتنقها شباب الجماعات الإسلامية والجهاد وغيرها والتي كان يرفضها غالبية المجتمع المسلم أصبحت منهج يسير عليه غالبية المجتمع بسبب الإعلام الحكومي الذي اعتنق هذه الأفكار وبدأ في بثها والتركيز عليها من خلال العديد من البرامج الدينية .
* إن هذه الجماعات التي كانت الدولة تعتبرها غير شرعية وترفضها شرعنتها الدولة وقبلت إن تدخل هذه الجماعات معها في اللعبة السياسية دون إن تتخلى عن أفكارها الرافضة والمكفرة للأخر مما جعل الشعب كله يقبل على هذه الجماعات ويعتنق أفكارها رويدا رويدا .
* إن أفكار هذه الجماعات بعد إن كانت لا تحظى بأي تغطية في الصحف عموما والصحف القومية خصوصا وجدنا في الفترة الأخيرة إن هذه الأفكار ومعتنقيها والمروجين لها أصبحوا نجوم هذه الجرائد وأصبحت الجرائد القومية الممولة من الضرائب التي يدفعها الجميع مسلمين ومسيحيين تفرد صفحاتها لمحمد عمارة في الإخبار ولزغلول النجار في الأهرام كي يسفها ويحقرا من الديانة المسيحية ويحرضا عليها وعلى متبعيها طوال الوقت .
لهذه الأسباب جميعا ولغيرها من الأسباب الأخرى وجدنا غالبية المجتمع المسلم بدأ يقبل أفكار التطرف ويستسيغها بعد إن كان يرفضها ووجدنا إن :
هؤلاء الشباب المتطرف ليس في حاجة لاعتزال الأهل لان الأهل أصبحوا على شاكلته يرفضون الأخر ومعتقداته وقيمه .
أصبح الشباب المتطرف غير محتاج إن يطلق لحيته أو إن يرتدى لباس مميز له يميزه عن المجتمع الذي كان يعتبره مجتمع جاهلي .
أصبح هؤلاء الشباب غير معترضين على العمل في الحكومة ولا على المال الذي ياتى منها فملأ هؤلاء المتطرفون جميع الجهات الحكومية .
أصبح هؤلاء الشباب يرتادون غالبية المساجد بعد إن تبنت غالبية المساجد قيمهم وأفكارهم .
أصبح هؤلاء الشباب غير محتاجين لحمل السلاح في مواجهة الدولة ورموزها لان الدولة ورموزها تبنت أفكار هذا الشباب وأضفت عليها الشرعية .
لذا وجدنا في معظم الحوادث الأخيرة التي أصابت الأقباط إن من قام بها هم الاهالى المسلمين أنفسهم هم الجيران الذين خرجوا يحرقون بيوت وممتلكات جيرانهم ودور عبادتهم فلم يعد هؤلاء يحتاجون إلى اى احد يأتي إليهم من بعيد ليحرضهم أو يقودهم للهجوم على جيرانهم الاقباط , حدث هذا تلوانة في المنوفية عندما خرج خمسة ألاف مسلم لحرق كنيسة يصلى بها الأقباط وحدث في العديسات وفى جرزا وفى حادثة الإسكندرية الأخيرة وفى غيرها .
ووجدنا القبطي بعد إن كان يخاف من المتطرفين القادمين من بعيد سواء من الجبال أو من المزارع أو من خارج القرية أو المدينة أو الحي الذي يعيش فيه أصبح يخاف من جاره الذي يسكن معه في نفس الشارع أو الحي أو القرية فمن أدراه إن هذا الجار لم يعتنق أفكار التطرف بعد !
أصبح القبطي يخاف إن يذهب إلى الشرطة شاكيا إن هناك متطرف اعتدى عليه أو على ممتلكاته بعد إن شاركت الشرطة وسهلت الاعتداءات على الأقباط في الحادثة الأخيرة بعد إن سهل رجل الشرطة للمجرم الذي قتل المصلين طريق الهروب .
أصبح القبطي يتجنب الذهاب إلى قسم الشرطة مبلغا عن اختطاف ا ابنته لأنه يعلم إن مصيره سيكون الحجز في القسم عدة أيام حتى يتمكن الذئب من فريسته .
أصبح القبطي مطالب إن يدفع ثمن اى خدمة مجانية تقدمها الدولة وإلا فأن الحصول على لبن العصفور أسهل من الحصول عليها .
أصبح القبطي نتيجة التغيرات التي أصابت مجتمعنا محاصر بين سندان النظام ومطرقة المجتمع المسلم الذي يعيش فيه .
كنت سابقا اصدق تقرير قرأته ويقيس درجات التسامح ومعاملة الأقليات حول العالم وأشار هذا التقرير إلى إن الحكومة الباكستانية أكثر تسامحا من المجتمع الباكستاني المتطرف في معاملتها للأقلية المسيحية والهندوسية والبوذية التي تعيش في باكستان واكتشفت أخيرا إن المجتمع المسلم في مصر أصبح اقل تسامحا وأكثر تطرفا من المجتمع المسلم في باكستان في معاملته لغير المسلم وكل هذا بسبب نظامنا الذي حاول استخدام الدين لتكريس بقائه في السلطة .
مجدي جورج



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
- هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟
- اما من نهاية لهذا الاستنزاف ؟
- رسالة الى المطران منير حنا
- الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة
- التحرك المصرى الاخير والازمة السورية
- العمل القبطى العام فى الخارج والياهوذات
- عنتريات عمرو موسى
- مأسأة اللاجئين السودانيين
- ربيع القاهرة وربيع الاقباط
- هل تصبح مارى بلاق دميان هى روزا باركس الاقباط ؟
- الذمية والجزية
- فى مسالة خطف الفتيات القبطيات


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري