أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - الميكافيلية وبعض نماذجها العربية















المزيد.....

الميكافيلية وبعض نماذجها العربية


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك إن كتاب الأمير لميكافيلى كان من أهم الكتب التي قرائها واحتفظ بها القادة والسياسيين على مر العصور والى وقتنا هذا ولكنني أظن إن معظم قادتنا العرب مع أنهم لم يقرؤا مثل هذا الكتاب لأنهم قوم لا يقرؤون ولا وقت لديهم لمثل هذه الأشياء إلا أنهم يحفظون عبارته الشهيرة إن الغاية تبرر الوسيلة .
فلقد ابتلى العالم العربي بمجموعة من الحكام الذين يتلونون ويغيرون جلودهم كما الحرباء في سبيل احتفاظهم بكراسيهم لهم ولأبنائهم من بعدهم وهم في سبيل ذلك يغيرون أيدلوجياتهم وقناعاتهم وعلاقاتهم من الشرق إلى الغرب ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لا من اجل صالح بلادهم وشعوبهم ولكن من اجل هدف واحد أوحد هو الاحتفاظ بالكرسي وقد رأينا هذا في معظم حكامنا العرب ولكن لأنهم كثر فلا نستطيع إن نتحدث عن الجميع ففضلت إن اكتب عن نموذجين من هؤلاء :
أولا الرئيس العراقي السابق صدام حسين :
معظمنا يعرف بدايات صدام حسين ورحلته مع حزب البعث العربي الاشتراكي هذا الحزب الذي نشأ على مبادئ القومية العربية وعلى يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار في سورية ثم تم تأسيس فرع له في العراق وتمكن أعضاء البعث في العراق من الوصول إلى الحكم وتمكن صدام حسين بحيله وألاعيبه ومؤامراته وعنفه من تسلق السلم من بدايته حتى تمكن أخيرا من تنحية الرئيس احمد حسن البكر وتقلد زمام الحكم في العراق في عام 1979 .
مع مرور الأيام ومع الأخطاء الرهيبة التي وقع فيها صدام حسين وأولها حربه الضروس مع إيران التي بدأت في العام 1980 وانتهت في العام 1989 دون فائز أو مهزوم ومع تكرار هذا الخطأ بغزو الكويت عام 1991 ثم الحرب التي شنتها الولايات المتحدة والتحالف الدولي عليه لإخراجه من الكويت والحصار الاقتصادي الذي فرض عليه ومناطق الحظر الجوى التي فرضت عليه في الشمال والجنوب كل هذه العوامل السابقة مع وجود جارة قوية مثل إيران يستند حكامها إلى أيدلوجية دينية ومع تصاعد حركات الإسلام السياسي في المنطقة ومع موجة التدين التي أصابت الشعوب العربية في تلك الفترة شعر صدام حسين إن مبادئ حزب البعث العلمانية من اشتراكية وقومية عربية وغيره ليس لها محل من الإعراب عند الشعوب العربية فبدأ في ركوب موجة التدين وانشأ العديد من المساجد بل شرع في إنشاء اكبر مسجد بالعراق وأطلق عليه مسجد أم القرى وزاد المساحة الزمنية المخصصة في وسائل الإعلام المختلفة للبرامج والمواضيع الدينية وحاول إن ينسب نفسه وعائلته للرسول ووجد من يساعده على ذلك ولكن كل هذا لم ينفع صدام حسين ولم يبقى الكرسي له ولا لولديه قصي أو عدى فقتلا الاثنين على يد القوات الأمريكية في غزوها للعراق ولا يزال هو في سجنه ينتظر مصيره المحتوم .
ثانيا الرئيس الليبي العقيد معمر القذافى :
ولعل بداية القذافى قريبة من بدايات صدام حسين فقد بدأ هو الأخر ثائرا على حكم الملك السنوسي ومتأثرا بجمال عبد الناصر والضباط الأحرار كما تأثر الرئيس العراقي بالتجربة المصرية ووجد في القاهرة ملاذ له بعد تدبيره محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم وجد القذافى الشاب الصغير السن كل تعضيد ومساعدة من جمال عبد الناصر عندما قام بثورته في العام 1969
والقذافى (الذي قال عنه الأستاذ هيكل انه مازال يعيش حياة البداوة ولم يقرأ ويثقف نفسه مثل عبد الناصر ملهمه ولم يخرج خارج بلاده محتكا بقادة دول العالم المختلفة إلا قليلا واغلبها زيارات للدول الإفريقية المجاورة) تقلب بين الأمر وعكسه وفعل الشئ ونقضيه في سبيل الحفاظ على كرسيه . فمن علاقات قوية مع مصر ومساعدة لها في حرب أكتوبر 1973 إلى علاقات توتر ومواجهة حتى كادت إن تقوم حرب بين الدولتين حيث تزعم الرجل جبهة الصمود والتصدي التي أعلنت مقاطعة مصر بسبب زيارة السادات إلى القدس .
ومن علاقات حسن جوار مع تشاد إلى إرساله قوات لاحتلال شمال تشاد في الثمانينات ولم يتوقف الأمر عند هذا بل امتد إلى إرساله قوات وأسلحة إلى العديد من الدول الإفريقية متدخلا في نزاعات لا تنتهي .
وامتدت علاقته السيئة من دول الجوار الافريقى والعربي إلى الدول الكبرى فساعد الجيش الجمهوري الايرلندي ضد انجلترا وحاول إن يشبه ليبيا ببريطانيا فقرر إن يغير اسم ليبيا إلى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى نكاية في بريطانيا العظمى بل تم اغتيال إحدى الشرطيات البريطانيات المتواجدات خارج السفارة الليبية من قبل احد الدبلوماسيين الليبيين وتسبب هذا فى قطع العلاقات بين الدولتين .
وساءت علاقته مع الغرب والولايات المتحدة فهاجمت الطائرات الأمريكية مقره وحاولت اغتياله عام 1986 ولكن الرجل لم يهدأ بل استمر في زرع الفتن وحياكة المؤامرات مبددا ثروة الشعب الليبي على مغامراته الفاشلة الواحدة تلو الأخرى فكلف أجهزة مخابراته بتفجير طائرة ركاب مدنية فوق لوكيربى تابعة لشركة بان أمريكان وعلى متنها أكثر من 270 راكب وهنا تم فرض حظر دولي على ليبيا ومنع الطيران نمها واليها وعانى الليبيين الأمرين من هذا القرار .
لم يجد القذافى في هذه الإثناء حوله( بعد انفضاض معظم زعماء العالم عنه ومنهم رؤساء الدول العربية) إلا بعض زعماء الدول الإفريقية الفقيرة التي كان يغريهم بالمساعدات الكثيرة التي يعدهم بها كي يساعدوه في كسر الطوق الذي التف حوله فهدد بالانسحاب من جامعة الدول العربية أكثر من مرة مفضلا عنها اللعب في إفريقيا الذي تركتها له الدول الكبرى لان إفريقيا لم تكن في مجال حسابات الدول الكبرى في هذا الوقت فبدا تفكيره بهدم منظمة الوحدة الإفريقية مكونا بدل منها اتحاد افريقى محاولا مناطحة الاتحاد الامريكى ولكننا للان ورغم مرور أكثر من ستة سنوات على هذا الاتحاد لم نسمع عن فائدة جناها الأفارقة من ورائه .
القذافى الذي بدأ نظامه سائرا على درب عبد الناصر ثائرا ومساعدا حركات التحرر في بلدان العالم المختلفة ومؤمنا بالقومية العربية كفر بكل هذا وقرر التقاعد عن النضال عندما علم وعرف أو عندما جلس معه البعض وافهمه إن العالم أصبح أحادى القطبية وان الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة ألان وهى بدأت تكشر عن أنيابها لصدام حسين فحاول إن تبتعد عن مصير صدام ومصير العراق فما كان منه إلا التسليم لها واعترف وبدون مقابل إن بلاده كانت لها برامج لتصنيع أسلحة كيمائية وسلم المواطن الليبي المقراحى لمحاكمته في قضية لوكيربى ودفع التعويضات من دم ومال الشعب الليبي لضحايا الطائرة التي فجرها فوق لوكيربى.
القذافى الذي كان يختطف معارضيه أو يغتالهم( كمنصور الكخيا وعبد الحميد البكوش ) ويسجن الإسلاميين بدون محاكمة ويتهمهم بالزندقة فوجئ بأنه في وقتنا الحالي ومع ترسخ مفاهيم حقوق الإنسان لا يستطيع إن يفعل هذا بل عليه إن يطلق سراح هؤلاء ولكن لابد من إيجاد وسيلة ما تجعله يحافظ على الكرسي له ولابنه من بعده حتى لا يسحب هؤلاء الإسلاميين البساط من تحته لذا فانه ومع موجة التدين الموجودة الآن قرر إن يركب هذه الموجة علها تمد في عمر نظامه فراح يؤم المصلين من زواره القادمين من الدول الإفريقية فى مشهد جديد على الليبيين وراح يغرى زعماء القبائل الإفريقية الزائرين له بالدخول في الإسلام مقابل الأموال الكثيرة التي يغدقها عليهم والذي قبلها بعضهم واسلم إمامه وعندما رجع إلى بلاده أنكر كل هذا .
القذافى الذي تركت له الدول الغربية الكبرى الساحة الإفريقية فارغة كي يلعب فيها قام محرضا السنغاليين على طلب تعويضات من فرنسا كما فعل هو مع ايطاليا وقد قال لا فض فوه في اجتماع ضمه مع قادة عدد من الدول الإفريقية الفقيرة كسيراليون والسنغال وموريتانيا ومالي والنيجر انه يدعو المسيحيين واليهود إلى الطواف حول الكعبة لأنها بحسب قوله ملتقى لكل الناس ماعدا المشركين والأنجاس وهو اعتبر إن اليهود والمسيحيين ليسوا بمشركين ولا أنجاس .
لذا فأنني اتسائل هنا وأرجو من القراء الكرام إن يفيدوني:
1 هل العقيد معمر القذافى يحاول بدعوته هذه إن يؤلف دين جديد غير ما نعرفه من أديان ؟
2 هل فكرته هذه هي استمرار لا فكاره ومشاريعه الغريبة التي بدأها منذ بدايات حكمه والى ألان والمتمثلة في :
- الكتاب الأخضر والنظرية الثالثة في الحكم والاقتصاد الذي أوصل الليبيين للقهر والفقر .
- الاستعانة بتقويم غريب غير التقويمين الميلادي والهجري وتغيير أسماء الشهور واختيار أسماء أخرى كالشمس والنار والحرب والفاتح وغيرها.
- اللجان الشعبية التي أنشاها قائلا أنها التطبيق الصحيح للديمقراطية التي كممت أفواه الليبيين .
- مغامراته التي انفق فيها الثروات الليبية في مختلف بقاع الأرض والتي كان يحمل معه الحقائب المملؤة بالأموال السائلة ليوزع منها على سكان البلاد الفقيرة التي يزورها .
- مشاريعه وخير مثال لها النهر العظيم الذي لم نعرف سر عظمته إلى الآن .
- الكتاب الأبيض ومبادراته لحل أزمة فلسطين بجمع الشعبين في دولة واحدة اسمها اسراطين .
3 هل يحاول العقيد ركوب موجة التدين ليضمن بقائه في الحكم هو وأسرته من بعده ؟



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
- هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟
- اما من نهاية لهذا الاستنزاف ؟
- رسالة الى المطران منير حنا
- الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة
- التحرك المصرى الاخير والازمة السورية
- العمل القبطى العام فى الخارج والياهوذات
- عنتريات عمرو موسى
- مأسأة اللاجئين السودانيين
- ربيع القاهرة وربيع الاقباط
- هل تصبح مارى بلاق دميان هى روزا باركس الاقباط ؟
- الذمية والجزية
- فى مسالة خطف الفتيات القبطيات
- حالة حوار
- سقوط الرموز الكبيرة فى الانتخابات المصرية واسبابها
- التاريخ والاثار القبطية والقرار الجمهورى الجديد
- الانفصال التام او الموت الزؤام


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - الميكافيلية وبعض نماذجها العربية