أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي جورج - مأسأة اللاجئين السودانيين














المزيد.....

مأسأة اللاجئين السودانيين


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:30
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تناقلت وكالات الإنباء هذه الأيام قيام حكومتنا المصرية ووزارة داخليتنا بحشد أكثر من الفى جندي من جنودها ضاربين حصار حول ميدان مصطفى محمود الذي اعتصم به أكثر من إلفين من اللاجئين السودانيين منتظرين فرصة انتقالهم إلى اى دولة من دول أوروبا الغربية أو أمريكا أو استراليا أو كندا أو غيرها من البلاد الغربية التي تحترم حقوق الإنسان وتقبل مثل هؤلاء المهاجرين .
وهؤلاء اللاجئين الفارين من أتون الحرب التي كانت جبهة الإنقاذ الإسلامية بالسودان قد أعلنتها كحرب استئصاليه للجنوبيين وحولتها إلى ما يشبه الحرب الدينية بين شمال البلاد وجنوبها مما أدى إلى هروب أكثر من ستة ملايين سوداني جنوبي من جنوب السودان حيث استقر الكثير منهم في أكواخ من الصفيح حول العاصمة السودانية الخرطوم وفرت البقية الباقية منهم إلى دول الجوار فمنهم من انتقل إلى كينيا أو أثيوبيا أو أوغندا وقدم البعض منهم إلى مصر كطريق عبور إلى اى دولة من الدول الغربية.
هؤلاء استقر بعضهم بالقاهرة بل وزوال بعضهم بعض الأعمال وامتهنوا بعض المهن الهامشية لكي يجدوا ما يسد رمقهم في انتظار الرد على طلباتهم التي قدموها إلى المفوضية العليا لشئون اللاجئين لتنسق مع الدول الغربية كي توافق على إعطائهم حق اللجوء ولكن جاءت الرياح كما يقولون بما لا تشتهى السفن فقد تم توقيع اتفاقية السلام بين المناضل الراحل جون جارنج وبين الحكومة السودانية كي يوقف هذه الحرب الطاحنة ويبذر بذور السلام في جنوب السودان وبذلك فقد انتفى اى مبرر لإعطاء هؤلاء حق اللجوء إلى اى دولة ولكن وكما صرحت العديد من المصادر( سواء من هيئات الأمم المتحدة أو من هيئات الإنقاذ الإنسانية أو حتى من حكومة جنوب السودان) فان أجواء وظروف العودة للمهاجرين من الجنوب السوداني غير مواتية لعودتهم إلى الجنوب فلازالت هناك ألغام لم يتم نزعها ولازالت البنية الأساسية في الجنوب غير متوفرة لاستيعاب كل المهجرين واللاجئين سواء من الداخل أو من الخارج .
لذا وجد هؤلاء السودانيين بالقاهرة أنفسهم بين حجري الرحى فلا الظروف مواتية لعودتهم ولا شروط اللجوء قد أصبحت مناسبة لحالتهم فما كان منهم إلا الضغط والاعتصام في المكان في محاولة للفت نظر الدول الغربية لمأساتهم وهو في كل الحالات تصرف حضاري تقوم به العديد من الجماعات للضغط على الحكومات للحصول على بعض حقوقها فقد رأينا العديد من المهاجرين الأفارقة يعتصمون لمدد طويلة جدا في داخل إحدى الكنائس بالعاصمة الفرنسية باريس في محاولة منهم للضغط على السلطات من اجل تسوية حالاتهم وإعطائهم الأوراق وحقوق الإقامة الرسمية ورغم ذلك لم نسمع إن البوليس الفرنسي في إثناء محاولته فض هذا الاعتصام قد قام بقتل احد من هؤلاء المعتصمين .

و لكن استمرارا لنفس نهجها الخاطئ في التعامل مع الأزمات قررت الدولة والداخلية المصرية التعامل مع هذه الأزمة بعقلية رجل امن العصور الشمولية بالحشود الجبارة والضرب المفضي إلى الموت فلم تراعى وجود أطفال وسيدات بين هؤلاء المعتصمين فاقتحمت مكان الاعتصام( فجر الجمعة يوم الإجازة الرسمية حتى لايرى احد من المفوضية العليا لشئون اللاجئين هذه المأساة ) بعد إن كانت قد حاصرته من كل الجهات برجالها المدججين بالهراوات والعصي وكأنها تخطط لاقتحام معسكرات العدو مما أدى إلى موت أكثر من خمسة وعشرون فرد من هؤلاء اللاجئين التعساء وإصابة الكثيرين منهم حسب أخر الإحصائيات .
وذرا للرماد في العيون عرض علينا التلفزيون المصري صور بعض الجنود الجرحى من جراء هذه الاشتباكات مع اللاجئين وكأنه يحاول إقناعنا إن هذه الوفيات جاءت دفاعا عن النفس في مواجهة عنف المتظاهرين بنفس النهج الذي سبق إن فعلوه في مظاهرات الكاتدرائية المرقصية العام الماضي عندما ضرب الجنود المتظاهرين وذهبوا لتحرير محاضر بإصاباتهم التي زعموا أنهم تعرضوا لها نتيجة رشق المتظاهرين لهم بالحجارة متناسين انه لابد من التعامل مع المتظاهر والمعتصم بمنتهى الحذر والحكمة وعدم اللجوء إلى العنف حتى لو قام الطرف الأخر باستخدامه ومتناسين إن كل وزراء الداخلية في كل بلاد العالم يلجئون إلى تكوين مجموعة تدير مثل هذه الأزمات وظيفتها التفاوض مع المعتصمين والمحتجين بل يذهب بعض وزراء الداخلية للتفاوض بأنفسهم مع هؤلاء فليس بهذه العقلية تدار وزارة الداخلية في اى بلد في العالم .
يقولون في الأمثال من لم يتعلم من تجارب وأخطاء الآخرين فهو قليل الذكاء .
ومن لم يتعلم من تجاربه وأخطائه فهو ..........
فهل يتعلم رجال الداخلية في بلادنا ام أنهم لازالوا مصرين إن يكونوا ........؟



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع القاهرة وربيع الاقباط
- هل تصبح مارى بلاق دميان هى روزا باركس الاقباط ؟
- الذمية والجزية
- فى مسالة خطف الفتيات القبطيات
- حالة حوار
- سقوط الرموز الكبيرة فى الانتخابات المصرية واسبابها
- التاريخ والاثار القبطية والقرار الجمهورى الجديد
- الانفصال التام او الموت الزؤام
- لهذه الأسباب يجب حظر جماعة الإخوان المسلمون
- ملاحظات هامة على الجولة الثانية من الانتخابات فى مصر
- الحصاد
- نداء الى الشرفاء فى المنيا
- الاخوان المسلمون والخضة ورؤساء تحرير الصحف القومية
- الرشاوى الانتخابية فى مصر
- ليس دفاعا عن البابا ولكن عن مصر
- الحزب الوطنى يحذر من التصويت على اساس الاسلام هو الحل
- كنت اعمى والان ابصر
- من السبب فى هذه المهزلة ومن يوقفها ؟
- لماذا الغضب من هروب الأمير القطري ؟ مصر دولة مستباحة
- لماذا الغضب من هروب الامير القطرى ؟ مصر دولة مستباحة


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي جورج - مأسأة اللاجئين السودانيين