ربيع القاهرة وربيع الاقباط

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 10:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

أولا أتقدم للجميع بالتهنئة بمناسبة أعياد الميلاد المجيد وأعياد رأس السنة ولكن اقتراب العام من نهايته ذكرني بالكثير من الإحداث التي مرت بنا كمصريين وأقباط خلال هذا العام فرغم كل الانتقادات التي أطلقها الكثيرين (وإنا منهم ) حول الأوضاع في مصر من تأخر عملية الإصلاح السياسي ومن محاولة النظام المراوغة في المكان دون الانتقال اى خطوات ايجابية إلى الإمام إلا إن ما حدث خلال هذا العام من حراك في الشارع السياسي ومن مظاهرات عديدة قادتها حركة كفاية وغيرها من الحركات والأحزاب الأخرى ومن خروج الناس ثلاث مرات هذا العام لتدلى بصوتها في الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور وفى انتخابات الرئاسة وفى انتخابات مجلس الشعب كل هذا يجعلني استطيع إن أقول على استحياء إن هناك ما يشبه ربيع ديمقراطي في بلادنا ليس من الدولة ومن الحزب الحاكم اى ليس على المستوى الرسمي ولكنه على المستوى الشعبي .
فقد رأينا هذا العام كيف خرجت المظاهرات منددة ببقاء الرئيس لفترة رئاسة جديدة ومنددة باى سيناريو للتوريث وكيف هدمت الصحف خصوصا المستقلة منها تابوهات عديدة لم يكن من السهل الاقتراب منها فيما سبق وكانت تعتبر من الخطوط الحمراء سواء على مستوى الحديث عن رأس الدولة أو عن قضايا الفساد أو التهميش والتمييز كذلك لحق التلفزيون بهذا الركب وان كان بدرجة اقل من الصحف المستقلة .
كل هذا حدث ويحدث في مصر وهذا الأمر انعكس أيضا على الأقباط في مصر وفى خارجها فبرغم إن هناك العديد من المساؤى والسلبيات التي واجهها الأقباط خلال عام 2005 مثل :
_ استمرار عملية خطف والتغرير بالبنات القبطيات ,
_ استمرار مسلسل التعدي على الأقباط وعلى كنائسهم كما في المرج ومحرم بك وتلوانة وغيرها .
_ تجاهل الحكومة وحزبها الوطني للأقباط خصوصا في قوائم مرشحيه لمجلس الشعب .
رغم كل هذه السلبيات وغيرها إلا إن عام 2005 قد شهد بداية حركة قبطية شعبية سلمية تناضل من اجل حقوقها وان كان على استحياء فقد شهد هذا العام ما يأتي :
1 انعقاد المؤتمر القبطي الثاني بواشنطن بنجاح كبير بمشاركة عدد كبير من المفكرين والباحثين من مختلف التوجهات ومختلف الأديان والطوائف وخروجه بعدد من التوصيات المناسبة والعقلانية جدا لحل مشاكل الأقباط .
2 شهد هذا العام إعلان مشاركة المهندس عدلي ابادير في انتخابات الرئاسة التي جرت هذا العام(وان كان قد انسحب فيما بعد لعدم توافر شروط المنافسة المناسبة) وقد سلط بخطوته تلك الضوء على القضية القبطية وتمكن من إيصال رسالة إلى الرأي العام المصري تقول إن للأقباط مطالب عادلة لابد من تحقيقها .
3 رغم كل المساؤى التي قيلت في القرار الذي أصدره الرئيس مبارك والخاص بتفويض المحافظين في إصدار قرارات الترميم والتوسعة وهدم وبناء نفس الكنيسة إلا إن هذا القرار له بعض الجوانب الايجابية التي تلبى حاجة بعض الكنائس القديمة وغير الأثرية في بعض المحافظات بشرط إلا يعرقله المعرقلون .
4 التغطية الإعلامية التي نالتها قضايا الأقباط خلال هذه السنة سواء من خلال الصحافة أو من خلال التلفزيون بعد إن كان هذا الأمر يعتبر من التابوهات الممنوعة الاقتراب منها خصوصا قضايا خطف البنات القبطيات والاسلمة وبناء الكنائس وغيرها .
5 أداء الأقباط في انتخابات الرئاسة وفى انتخابات مجلس الشعب كان ممتاز حيث أصبح لصوت الأقباط وزن انتخابي كبير عند الجميع وتأكد ذلك من نسبة مشاركتهم وتأثيرهم في انتخابات الرئاسة.
6 شجاعة الأقباط في داخل مصر في المطالبة بحقوقهم وقد رأينا كلنا عدم رهبة الكثيرين ممن خطفت بناتهم وخطف أبنائهم حيث لم يعودوا يخافون من الداخلية ولا من جهاز امن الدولة ونظم الكثيرين منهم اعتصامات وإضرابات عن الطعام ونقلوا مشكلتهم إلى أعلى المستويات في الدولة من خلال كافة المنابر الإعلامية الموجودة بل ونجح بعضهم في نقل مشكلته إلى العالم كله من خلال الانترنت فهذه شجاعة لم نكن نعهدها في الأقباط من قبل .
7 نجاح المنظمات القبطية في الاتفاق على حد ادني من المطالب العادلة التي لا خلاف عليها رغم محاولة الكثير من الدخلاء العمل على تفرقة وانقسام هذه المنظمات وكذلك نجاح هذه المنظمات في تنظيم المظاهرات والاعتصامات في خارج مصر احتجاجا على ما يجرى من إهدار لحقوق إخوتهم في مصر وخير مثال لذلك تظاهرات أقباط فرنسا إمام السفارة المصرية بباريس.
فهل تتفقون معي إن في هذه النقاط ما يمكن إن نطلق عليها بوادر ربيع قبطي(نتمنى إلا يتم ضربه كما تم ضرب ربيع براغ 1968 ) وإنها قد تكون نقطة ضوء في هذا النفق المظلم ام اننى كنت متفائل أكثر من اللازم ؟

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل