أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الكلمة والحرف والمعنى عند -السعيد عبد الغني














المزيد.....

الكلمة والحرف والمعنى عند -السعيد عبد الغني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6114 - 2019 / 1 / 14 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


الكلمة والحرف والمعنى عند
"السعيد عبد الغني"

احيانا تستوقفنا بعض الأعمال الأدبية لما فيها من ترابط بين الحرف والكلمة والمعنى، فللحرف أثره على الكلمة وعلى الكاتب، ومن ثمة سنجد هذا الأثر في المعنى الذي يُريده الأديب، سنحاول تبيان هذا الأمر من خلال نص "السعيد عبد الغني" الذي يفتتحه بهذا الشكل:
"لكلمات تضيع من القريحة
فى وصف المطلق"
الموضوع هنا عن الكلمات/اللغة التي يستخدمها الكاتب، وهذه الكلمات هي الوسيلة التي يعبر فيها ويخفف بها من وطأة الحال عليه، إذن لا بد أن تكون هذه الوسيلة/الأداة تحمل/تأخذ شيئا من حب وعناية الكاتب، وهذا الحب وهذه العناية نجدها في قوله:
"تنفك وتتكون
وتتلف وتتصلح وحدها
تتجرد اللغة نهائيا
من كل قمصانها ومجازاتها
من كل قشاتها المرخية بدلال فيّ"
اعتقد أن تكرار حرف التاء في كلمات "تتلف، تتصالح، تتجرد" تشير إلى هذا الحب، فغالبا ما تأتي الحروف المكررة لتؤكد على حالة انحياز الكاتب للكلمة/الشخص/الموضوع الذي يتناوله، ونجد هذا الانحياز في تكرار "من كل" والتأكيد الثالث أن الكاتب جعل كل تلك الأحداث تجري "فيّ".
يأخذنا الكاتب إلى ما هو متعلق بالكلمة من خلال:
"وتُوجد الصمت المصنوع من الإباء
وتأتم به
ولا تؤذى المعنى كالعادة
وتعترف بالاشارة درك تمامي"
فالصمت والمعنى والاشارة متعلقة بالكلمة، ولكلا منها حالة خاصة تمثلها، فالصمت يعطي معنى، لكنه أيضا يعني حالة قمع الكلمة من الخروج، والاشارة تمثل البديل عن الكلمة، فهي (لغة) تتناقض والكلام الذي نتحدث به، فالكاتب يمر بحالة من الصراع، وهذا ما وجدناه في معاني الكلمات المتعلقة بالكلمة، فكيف سينعكس هذا الصراع في النص؟.
"هيج يا مطلق الرسوم الجدبة هذه
الخائفة من شهودك
المجتثة هزيمتها من نشوتك
الجذبة بالاستنفاذ"
الفاظ "هيج، الجدبة، الخائفة، المجتثة، هزمتها" تشير إلى حالة الصراع التي بدأت ملامحها في المقطع السابق، وإذا ما توقفنا عن المعنى سنجده متعلق بالأنثى، فالكلمة مؤنث، فهل لها علاقة بالأنثى البشرية؟ وهذا يعني ان الكاتب يمر بأزمة عاطفية، أراد أن يفرغها بهذا النص؟.
"حبسي بك مخافة الشعر
هل أحيط بصلف اللفظ
لكى يسد سداي
الناشىء
بخلاصتك ؟"

اعتقد أن الكاتب ينحاز للمرأة/الأنثى لهذه نجده يستخدم الفاظ قاسية حتى عندما استخدم لفظ مذكر "بك، الشعر، اللفظ، يداي، الناشئ، بخلاصك" وكأن حالة الأنثى السابقة انعكست على حالة المذكر، لهذا نجد التوافق القاسي في المعنى، وهنا نسأل لماذا اتجه الكاتب إلى صيغة المذكر؟، وهل يعد هذا (هروب) من الأنثى؟.
"استكرهت التأمل
وتعسف التجلي ،"
لفظ "استكرهت" ثقيل على السمع، كما هو ثقيل على المتكلم، وهو يعكس حالة الاحتقان التي يمر بها الكاتب، لهذا نجده يستخدم "تعسف" ونجد معنى سلبي "استكرهت، تعسف، لفعل جميل "التأمل والتجلي" وهذا يعني فقدان الكاتب لجمال العادي، وميله إلى العنف والقسوة، فهو يكره التأمل ويُعسف التجلي، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ السابقة نجدها مذكرة ولا يوجد بينها مؤنث، فهل يعني هذا أن الكاتب ـ في عقله الباطن ـ أخذه النص إلى حالة جديدة من القسوة والألم بحيث تجاهل/نسى وجود أنثى يمكن ـ لها حتى من خلال لفظ اسمها ـ أن تمنحه شيء من الهدوء؟.
"الايجاد ليس غفرانا
والحدود ذنب الكلمة
والشط باخع في الوجدان
والسر لا يتزحزح في الكنه ،
المشبوب شطح
و الجنون نية الحقيقة"
اعتقد أن الكاتب فقد كل عناصر الجمال وأمسى عالمه غارق في السواد، لهذا أقرن لفظ "ذئب" المذكر بالأنثى "الكلمة"، ونجد هذا السواد من خلال حروف "ليس، لا" فهو ينفي الغفران، ويمنع الحركة.
حالة القنوط من المستقبل نجدها في خاتمة النص:
"كشطت أمري
وطينته ثانية
ولم يبرئني الهتك ،
المجهول نحو الاعتداء
والعصمة للغيب ."
فنجد (تمزيق) المضمون وعندم تناسقه فيما سبق، وعدم تجانس الكلمة بالحرف أيضا، وهذا يشير إلى فقدان الكاتب (لأدة) الكلمة التي من المفترض ان تكون وسيله تخفيف له، لكنه بهذا الاستخدام جعلها ـ شكلا ـ وسيلة ضغط عليه.
النص موجود على صفحة الكاتب على الفيس.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جواد الشمس- مرام النابلسي
- رواية صديقتي اليهودية صبحي فحماوي
- مناقشة مسرحية بيجماليون (لتوفيق الحكيم)
- اليهودي في رواية -مئا شعاريم- أحلام الأحمدي
- -مسلة الأحزان السومرية- علي السباعي
- المثل في رواية -على سكة الحجاز حمال الحسيني
- الملاحقة الأمنية في رواية -الوطن عندما يخون- عادل الأسطة
- الشارع في رواية -ليل الضفة الطويل- عادل الأسطة
- القسوة في ديوان -أجنحة في للريح- خليل قطناني
- تياترو 1949- رواية فواز حداد -حسني الزعيم- و -أنطون سعادة- ع ...
- السواد في قصيدة -قلبي والشتاء- أسامة مصاروة
- قراءات في متنوع السرد-
- مناقشة -ملامح من السرد المعاصر- في دار الفاروق
- السواد والاضطراب في -العدم- السيد عبد الغني
- الأسئلة في رواية -أهل الجبل- إبراهيم جوهر
- جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-
- ندوة بابيه في نابلس
- شعرية المكان في ديوان محمود درويش -خليل قطناني-
- الحركة في قصة -يوم طويل- باسمة العنزي
- الوشاح الأسود -محمد هاني أبو زياد-


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الكلمة والحرف والمعنى عند -السعيد عبد الغني