أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - سيكولوجية القلق !!














المزيد.....

سيكولوجية القلق !!


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 6113 - 2019 / 1 / 13 - 02:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كتابه (المؤمن الصادق) يتحدث (اريك هوفر) عن طبيعة الحركات الجماهيرية (أسباب نشوئها و من يقوم بها) فيقول ما معناه أن الفقر الشديد لا يقود إلى الثورة ، بل إنه الرخاء الذي يلي الفقر !!
فشعور الناس بالقلق من الفقر يزداد كلما ابتعدوا عنه ، أي قلقهم من العودة إليه !!
فيقول في الصفحة (59) من كتابه :
((لا تكون لدى الناس ، عندما يكدحون من الشروق إلى الغروب لمجرد البقاء على قيد الحياة ، ظلامات ، و لا يملكون أحلام ... كان من الأسباب التي أدت إلى عدم ثورة الجماهير في الصين ، الجهد الهائل الذي بذلته لتحيا حياة الكفاف ، إن الصراع اليومي للبقاء على قيد الحياة يحفز على الجمود ، لا على التمرد))

و يكمل الفكرة في الصفحة (60) حيث يقول مقتبسا عن (أليكسي دي توكيفيللي_ كتاب : في الدولة و المجتمع) ما يلي :
((ازداد تذمر الفرنسيين مع ازدياد رخائهم))

كما يوضح (آلان دو لوبون) في كتابه (قلق السعي للمكانة) أن القلق بشأن العوز و الحاجة يتزايد عندما يعيش الناس حالة رخاء و ليس كفافا حقيقيا ، فنحن كلما حصلنا على امتيازات أكثر زاد القلق من خسارتها و فقدان كل شيء !!
حيث يقول :
((تمثلت المفارقة في أن الانخفاض الحاد في مستويات العوز الحقيقي ، قد يصحبه إحساس متواصل ، بل متصاعد بالخوف من العوز)) ص(44)

فالقلق من المستقبل يزداد كلما زادت الممتلكات و ربما كلما زادت إمكانياتنا المادية التي من المفترض أن تخفض شعورنا بالقلق !!
و هذا ما يدعى (السيكولوجية المعاكسة _ Reverse psychology)

فالموظف العادي لا يراوده القلق نحو خسارة عمله ، حيث يمكنه أن يعوضه بعمل آخر في مكان آخر ... أما عندما يكون أعلى (ولو بدرجة واحدة) من رفاقه ، فإن قلقه يزداد و يتراكم حتى يتحول إلى قلق مرضي مؤذي له و لمن حوله ، فقد يصبح مستعدا لفعل أي شيء من الأجل الحفاظ على مكانته أو الارتفاع أكثر ، حتى لو خالفت أفعاله مبادئه و قيمه !!

كما أن الزوج في المجتمعات المتشددة دينيا و المنغلقة لا يدقق على تصرفات زوجته و يشك بها و يخاف خيانتها ، فهو عندما يسلبها حريتها مسبقا ، يضمن عدم تفكيرها في الخيانة ، حتى لو كان مقصرا في كل شيء (الاهتمام و الجنس و المال) ... بينما يزداد قلقه و شكه عندما يضطر إلى منحها هامشا معينا من الحرية ، كإضرارها للعمل خارج المنزل ، أو هجرتهم (قسرا) إلى بلد أوروبي ... و في المقابل أيضا تزداد فعلا احتمالية خيانتها أو حتى هجرها له ، كلما توسعت هوامش الحرية ، حيث أنها تبدأ بإعطاء رغباتها و مشاعرها و حاجاتها ، اهتماما أكبر !!
لذلك قد يكون القلق نحو الجنس و استمرارية الزواج في المجتمعات المنفتحة و الغربية ، أكبر منه في المجتمعات المنغلقة و المتدينة !!

#Maher_Razouk
#ماهررزوق



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضغوطات انتقائية !!
- أعباء إيديولوجية
- سيكولوجية الوصاية الأخلاقية
- مرثية محمد الماغوط
- فلاسفة العرب المعاصرون , حقيقة أم وهم ؟؟
- الأثر الاجتماعي و السياسي على النص الديني
- رسالة حبّ
- قصيدة : انتصر ...
- ترويض الشعوب
- الحرية ذات القطب الواحد و الحرية المطلقة
- مقطع من روايتي : الصوت الغريب
- التعليم في المجتمعات المتخلفة
- عقدة النقص بين الاستلاب الديني و السياسي
- ثقافة الفضيحة وهشاشة المجتمعات المتخلفة
- قصيدة : الظهور الأخير
- تساؤلات ضرورية (3)
- ثقافة العيب و علاقتها بالخضوع السياسي
- هذه الأنظمة من هذه الشعوب ...
- فادي عزام : خسرت البوكر و ربحت قلوبنا
- العصبية و الخطر الوجودي


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - سيكولوجية القلق !!