أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر رزوق - فادي عزام : خسرت البوكر و ربحت قلوبنا














المزيد.....

فادي عزام : خسرت البوكر و ربحت قلوبنا


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5795 - 2018 / 2 / 22 - 02:51
المحور: الادب والفن
    


تنبيه : هذا المقال ليس سوى ردة فعل انفعالية و ربما لا يتمتع بأدوات النقد الأدبي الاحترافي ، لكنه يضج بالعاطفة و الحزن و الاعجاب و الاستنكار الشديدين ...

اليوم أكتب هذه المقال و أنا حزين أشد الحزن من الخبر الذي تلقيته هذا الصباح ، خبر عدم ترشح رواية (بيت حدد) للكاتب السوري فادي عزام ، إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية ...

فادي عزام الذي أبهرنا و سحرنا في روايته الأولى (سرمدة) ، و برغم الاتقان الذي كتب به في المرة الأولى ، فإن تجربته الثانية في (بيت حدد) كانت أكثر اتقاناً من الناحية الأدبية و النفسية و الخبرة الكبيرة بطبيعة بلدنا الحبيب سوريا و توليفته السياسية و الاجتماعية ...

بيت حدد كانت تجربة فريدة و ممتعة حقاً ، استمتعت بكل صفحة منها و كل جملة ، فالحقيقة التي لا يمكن انكارها ، أن فادي عزام ، شاعرٌ قبل أن يكون روائياً ، و هذا ما أعطى الرواية بعداً شاعرياً رائعاً سيدركه كل من يقرأ الرواية حتماً ... فالصور الشعرية واضحة بجمالها و عبقريتها ، كما كانت واضحة من قبل في روايته الأولى (سرمدة) ...

كما أن الرواية تتحدث عن فترة حرجة جداً في تاريخ سوريا الحديث ، فترة لم يعرف تفاصيلها بدقة ، جميع السوريون حتى الآن ... فهي تأريخ و أدب و نقد سياسي و اجتماعي و ديني في وقت واحد ...

كان لي شرف الحديث مع فادي عزام في مراسلة قصيرة على الفيسبوك ، حيث تكشّفت لي روحه الجميلة و شخصيته المتواضعة و تقديره الكبير لمحبة القراء له ...
كما أنه في ذات اليوم الذي صدرت فيه القائمة القصيرة للبوكر ، كتب على صفحته منشوراً يتمنى فيه التوفيق لكاتبة سورية نجحت في الوصول إلى تلك القائمة ... و لم يقل سوى : بيت حدد لم توفق بالوصول !!

لا أملك أمام هذه الروح الرياضية و المعنويات العالية ، و التواضع الرائع ، إلا أن أقول أن فادي عزام نفسه يضاهي بجماله (كإنسان) جمال رواياته و قصائده ...
و لا أملك إلا أن أعتبر خروج بيت حدد ، خطأً فادحاً ، و دليلاً قوياً على أن عالمنا العربي مازال في مرحلة الطفولة بالنسبة للمعرفة و الذوق الأدبي ... لأنني أصرّ على أن الرواية لم توفق بالوصول بسبب صراحتها و صدقها و عفويتها ... و لأنها الأقرب إلى الواقعية ، و لأن مجتمعاتنا حتى الآن تعاني من الحساسية المفرطة تجاه هذه المواضيع ، و تفضل عليها النفاق و تزوير المعرفة ...

بيت حدد ، عمل أدبي و فني عميق ، سبّب لعالمنا العربي ، ربما ، صدمة واقعية و معرفية ، و لذلك (برأيي طبعاً) أُبعدت بهذه الطريقة و تحمّل كاتبها مرارة عدم الانصاف ...
خروجها من القائمة القصيرة لجائزة البوكر ، هزّني و أحزنني لأن هذه الرواية لو وصلت إلى القائمة القصيرة ، كنت أيقنت أن مستقبل الأدب العربي بخير ، و أننا سنشهد تطوراً هائلاً في السنوات القادمة ... لكن مع الأسف كما ذكرت سابقاً ، هذا حالنا نحن العرب ، نتجاهل أي شعلة نجاح تبزغ ، و نتفانى في محاربتها ، و لذلك لابد لنا أن نقول :
ما من أهمية لجائزةٍ كالبوكر ، عندما تفوز رواية (بيت حدد) بقلوبنا و حماسنا و كل أنواع مشاعرنا ، شكراً فادي عزام ، شكراً أيها الجميل



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصبية و الخطر الوجودي
- جرأة الرواية العربية المعاصرة
- التمرد أم الثورة ... أيهما أجدى ؟؟
- السلوك العنيف وعلاقته بالتخلف
- العدوانية كوسيلة لإرضاء الغريزة
- نصوص تخنق العدم و تجتث الحقيقة
- معايير التكفير بين الأمير و الفقير
- الانجاب بديلاً عن الانجاز
- في الخرافة و التخلف
- البطل العربي
- طفولة عقل (2)
- طفولة عقل !!
- نفاق اجتماعي
- العقول المؤدلجة
- جدوى الحياة
- المثقف العربي و الجنس
- السجين
- المنتخب السوري : بين النظام و الشعب !!
- القصيدة العبثية
- عن الهوية و سلطتها على الذات الإنسانية


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر رزوق - فادي عزام : خسرت البوكر و ربحت قلوبنا