أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - نفاق اجتماعي














المزيد.....

نفاق اجتماعي


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5674 - 2017 / 10 / 19 - 04:21
المحور: المجتمع المدني
    


في هذا المقال سأحاول أن أطرح مسألة تؤرقني منذ زمن ، و هي مسألة أن تقوم بأفعال معينة فقط بهدف إرضاء الوسط المحيط ، أو تفادياً لانتقاداته و أحكامه القاسية ...
و سأحاول أن أشرح الأثر السلبي الذي تفرزه هذه الظاهرة ، و نوع الشخصية الاجتماعية التي تتكون في ظل هكذا نوع من الظواهر ...

بداية لنتساءل عن كثير من الأفعال التي نقوم بها ... عن ضررها على المستوى الصحي أو النفعي ... و كذلك (كي لا نكون متشائمين) عن الايجابيات التي تنتج عن قيامنا بهذا النوع من الأفعال ...

و كمثال على هكذا تساؤلات ، أود أن أروي لكم ما رواه لي أحد الأصدقاء الذي يعمل في أحد المطاعم الفاخرة ... حيث قال لي أن أهم قوانين ذلك المطعم : هو عدم السماح للموظفين بالأكل في المطعم و عدم السماح لهم أيضاً بالاستفادة مما يزيد عن حاجة الزبائن ... مما يؤدي إلى إهدار كمية كبيرة جداً من الطعام ، حيث أن كثير من الأطباق يطلبها الزبائن كرفاهيات و زينة فقط لا غير ، و لا تلمس أبداً !!
في هكذا مثال ، نجد أن إدارة المطعم و كذلك الزبائن يساهم كل منهم بدوره في الهدر الغذائي ، فالإدارة تحرض على هكذا أمر لكي تظهر أكبر قدر ممكن من الأرستقراطية و الحرفية (الوهمية) في العمل ... كما أن الزبائن بطلبهم لعدد من الأطباق يفوق حاجتهم الغذائية ، يحاولون أن يظهروا للوسط المحيط أكبر قدر ممكن من الرفاهية و الغنى و الأرستقراطية أيضاً ...

كذلك إن الإدارة بهذا الفعل تحرض الموظفين على الكذب و النفاق بشأن مسألة عدم الأكل من الطعم و عدم الأخذ من بقايا الطعام إلى منازلهم ... فالإدارة لن تكون موجودة طوال الوقت لتراقب ما يحدث هذا أولاً ... و ثانياً : حسب رواية الصديق ، فإن كثير من الموظفين كان يخالف هذا القرار و يأكل أثناء العمل ، كما و يأخذ إلى منزله البقايا التي لم تلمس ... و لكن الأهم من كل ذلك أن هذا الأمر كان يتم في الخفاء و بدن معرفة الإدارة !!

ما أود قوله ، أن هكذا قوانين فاشلة لا هدف لها إلا التظاهر و النفاق ، تؤدي إلى ترسيخ الكذب كطريقة تعامل بين الادارة و الموظفين ، و هذا قد ينطبق أيضاً على القوانين الأخرى التي تكون لها أهمية كبيرة بالنسبة للعمل و تحسين جودته !!

هكذا يبدو من خلال المثال الذي طرحناه أن الكثير من الأفعال التي نقوم بها ، يكون هدفها الوحيد أحياناً هو التظاهر بأشياء لا قيمة لها إلا ارضاء المجتمع المنافق الذي نعيش فيه ... و انصياعنا الدائم لهذه الأفعال يعزز من قيمتها و أهميتها في التعامل حتى أنها قد تصبح أسلوباً يحتذى به و دليلاً على الخبرة الحياتية و الحنكة الاجتماعية !!

علينا أن نبدأ بالتساؤل بشكل دائم : لماذا نقوم بهكذا فعل ؟
ما هي النتيجة الايجابية المرجوة عند القيام به ؟
هل لذلك الفعل أي عواقب سلبية على الصحة و الحياة الاجتماعية أو حتى على شخصيتنا نفسها ؟

فالكثير من النفاق الاجتماعي يحتل جزءاً كبيراً من حياتنا اليوم ، و هذا قد يؤدي إلى عطب كبير في نفسية الأشخاص و يفقدهم المعنى و القيمة .. كما أنه يشجع على كثير من المشاعر الهدامة كالكذب و الكره المبطن الذي يطفو على السطح شيئاً فشيئاً و ربما ينفجر مرة واحدة ليسبب لنا قطيعة دائمة مع أشخاص بعينهم أو مع المجتمع ككل !!



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقول المؤدلجة
- جدوى الحياة
- المثقف العربي و الجنس
- السجين
- المنتخب السوري : بين النظام و الشعب !!
- القصيدة العبثية
- عن الهوية و سلطتها على الذات الإنسانية
- عن الهوية و قيمتها الانسانية ...
- نعم نجح الربيع العربي !!
- في التخلف و بعض أسبابه ...
- تساؤلات ضرورية (2)
- رحيل العتمة
- لماذا ينتقد الناس الأديان ؟؟
- التمييز العنصري في الأخلاق الإسلامية
- الثقب الجميل
- الزواج العربي : صراع الفكر و المال
- شيزوفرينيا المجتمع التركي
- تساؤلات ضرورية (1)
- الفهم الفصامي لمفهوم الحرية
- وجبة العيش الأخيرة


المزيد.....




- إسرائيل تأمر بالتحقيق في -جرائم حرب- بغزة إثر مزاعم بإطلاق ن ...
- إسرائيل مُرْغَمَة بالحجة والدليل
- -الوضع هش-..الأمم المتحدة تحذر ألمانيا من إعادة السوريين
- الأونروا: الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات تشغيلية ...
- رسالة ايران للأمم المتحدة حول تخرصات اميركا وكيان الاحتلال ض ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- مجزرة جديدة.. الاحتلال يستهدفت خيام النازحين بغزة+فيديو والص ...
- تراشق بين الأمم المتحدة و مؤسسة -غزة الإنسانية- وإسرائيل بسب ...
- الإغاثة الطبية بغزة: استهداف متعمد للجائعين خلال استلام المس ...
- اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين ف ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - نفاق اجتماعي