أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - الزواج العربي : صراع الفكر و المال














المزيد.....

الزواج العربي : صراع الفكر و المال


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5578 - 2017 / 7 / 11 - 12:15
المحور: المجتمع المدني
    




يحدثني أحدهم : أنا شاب عربي و كذلك أنا علماني ليبرالي ، لكنني أعيش في مجتمع تقليدي أو متدين و غالباً متشدد ... مجتمع يؤمن بعاداته كما يؤمن بأديانه ، بل أكثر أحيانا ً !!

إذا تحدثت إلى أي شاب عربي ، ستجد أن مشكلته الأساسية و الأهم : هي الزواج ... فالشاب العربي لديه عوائق كثيرة ليتجاوزها ، حتى يصل إلى مرحلة الزواج ... و الفتاة العربية عليها أن تنتظر و تتقدم في العمر و تتحول إلى (عانس) في نظر المجتمع ... ريثما ينتهي هذا الشاب من تجاوز كل العوائق نحو تحقيق هدفه الكبير جداً ، و الذي هو الزواج طبعاً !!

عندما أكون شاباً عربياً و أفكّر بطريقة ليبرالية (حرّة) ترفض كل عادات و تقاليد مجتمعي ... سأتعرض ببساطة إلى صراع داخلي بين طرفي نقيض ... فالطرف الأول يدعوني إلى جمع المال بأي طريقة ، حتى لو كانت تلك الطريقة : أن أعمل في دول الخليج العربي التي تحمل مجتمعاتها طابعاً دينياً متشدداً مخالفاً لطريقة تفكيري ...
و الطرف الثاني يدعوني إلى احترام أفكاري التي وصلت إليها بعد قراءات عديدة ، سمحت لي أن أكتشف عمق التخلف و الرجعية التي غرق فيها مجتمعي و الذي يحاول أن يجرني معه إلى بؤرة تخلفه و يدفن طاقاتي الفكرية في غياهب الخرافة و النمطية ... و كما يقول الكاتب الأمريكي أوليفر هولمز : "عندما يتمدد العقل لاستيعاب فكرة جديدة ، لا يعود بعدها أبداً إلى حجمه الطبيعي"

أتساءل أحياناً : لماذا وضع مجتمعي كل هذه العوائق أمام حصولي على أبسط حقوقي ؟؟
إذا كنت أنا أرغب بالزواج و فتاة ما ترغب بالزواج ... لماذا لا نتزوج فقط هكذا و انتهى الأمر !!؟
لماذا كل هذه الشروط التعجيزية التي فرضت على شبابنا و جعلتهم مجرد آلات تعمل في النهار و الليل ، مما تسبب بهدر طاقاتهم الفكرية و العلمية ، و استنزف جهودهم في تأمين أبسط متطلبات الحياة !!؟

نعم كان للأنظمة العربية دورها الكبير في تحقيق هذا العجز الفكري ... لكن من سمح لهذه الأنظمة أن تسود ؟ والسؤال الأهم : من وضع شروط الزواج الصعبة؟ ... من يطلب من الشباب الذين يعانون من ضغط هذه الأنظمة و جبروتها ... أن يبذلوا الغالي و الرخيص ، لكي يحصلوا على الجنس بطريقة ترضي مجتمعاتهم : أي الزواج !!؟

لا يمكننا أن ننكر أن أغلب العرب يرغبون بالزواج ، فقط بهدف الحصول على حاجتهم الأساسية و الطبيعية : الجنس !!

مجتمعاتنا المنغلقة و المنافقة ، لا تسمح لشبابها بالجنس خارج إطار العلاقة الزوجية ... كما أنها لا تسهّل عليهم عملية الزواج !!

مما يدعو كثير من الشباب العرب اليوم للتساؤل : لماذا علي أن أعمل جاهداً و أرهق نفسي ليلاً و نهاراً ... من أجل فتاة تجلس في منزلها منتظرة المنقذ (المنهك جسدياً و نفسياً) الذي سيأتي بعد طول انتظار ليلبي لها رغباتها الجنسية !!؟



MAHER RAZOUK



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيزوفرينيا المجتمع التركي
- تساؤلات ضرورية (1)
- الفهم الفصامي لمفهوم الحرية
- وجبة العيش الأخيرة
- كائن حزين
- الخطأ و الصواب (2) : معايير قبول أو رفض الجماعة للفرد
- على قيد الانتظار
- رسالة شرقية
- سلمية : الدمعة و الطفلة
- سيكولوجية العصبية الدينية
- سيكولوجية الإنسان العربي الكاذب
- قصيدة : كائن غريب
- مؤمن خلوق أو ملحد داعر !!
- شيزوفرينيا المرأة العربية
- اسطنبول : دفء الحب و قسوة العزلة
- الجرح النرجسي العربي
- قصيدة : كانت جميلة جدا
- الخطأ و الصواب (1)
- الهجرة و الفصام الاجتماعي
- قصيدة بنكهة الروايات العظيمة


المزيد.....




- تراشق بين الأمم المتحدة و مؤسسة -غزة الإنسانية- وإسرائيل بسب ...
- الإغاثة الطبية بغزة: استهداف متعمد للجائعين خلال استلام المس ...
- اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين ف ...
- غوتيريش: -الإغاثة- الأميركية في غزة غير آمنة وتتسبب بمقتل ال ...
- ألمانيا تقيّد لمّ شمل عائلات اللاجئين لفترة عامين
- إيران تقدم شكوى بشأن حربها مع إسرائيل لمجلس حقوق الإنسان الأ ...
- حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق ...
- موسكو وكييف تتبادلان دفعة جديدة من الأسرى
- ألمانيا: البرلمان يقر تعليق لم شمل أسر اللاجئين للحد من الهج ...
- إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - الزواج العربي : صراع الفكر و المال