أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر رزوق - سلمية : الدمعة و الطفلة














المزيد.....

سلمية : الدمعة و الطفلة


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5528 - 2017 / 5 / 22 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


سلمية : الدمعة و الطفلة



كتب الشاعر الكبير محمد الماغوط :

سلمية : الدمعة التي ذرفها الرومان ...
على أول أسيرَ فكّ قيوده بأسنانه ...
و مات حنيناً إليها ...
سلمية الطفلة التي تعثرت بطرف أوروبا ...
و هي تلهو بأقراطها الفاطمية ...
و شعرها الذهبي ...


يبدو أننا ، نحن المقيدون بغربتنا ، سنختبر جميعاً ، شعور ذلك الأسير ... لكننا على عكسه ، نعجز عن فك القيد ... و نعجز حتى عن الموت حنيناً ... !!

سلمية : مدينتي العريقة ، لم تتعثّر فقط بطرف أوروبا ... و إنما تعثرت بكل شيء ... حتى احتوت مزيجاً غريباً من الثقافات و الايديولوجيات المختلفة ...
أنجبت رجلاً عميقاً كالماغوط ... و العديد من الشعراء و الأدباء المظلومين أدبياً ... أنجبت تفاهماً غريباً بين كل الطوائف و الأديان ... و انفتاحاً متميزاً على الآخر المختلف و تقبلت الجميع برحابة صدر و محبة ...

اليوم أجلس على أطلال عشقي لها ... و أنزف شوقاً و حنيناً ... أنزف خوفاً على ما تبقى منها ... و هي كالطفلة : منكمشة على نفسها و خائفة من الغرباء ...
اليوم لا أجد كلاماً كافياً لأصف حزني و أنا أرى شتات تلك الحبيبة و شوارعها المشبعة بالألم !!

سلمية أو سلاميس (كما دعاها اليونانيون) كانت المدينة التي أقام فيها الاسكندر المقدوني ، أثناء عبوره لبلاد الشام ...
المدينة التي انطلق منها الامام المهدي الذي أسس للدولة الفاطمية في المغرب ... و قام حفيده المعز لدين الله ، فيما بعد ، ببناء مدينة القاهرة بعد دخوله إلى مصر ... فسميت سلمية (أم القاهرة) ...

أبكي اليوم على عراقة تلك المدينة التي تنام على تخوم الدواعش و الهمجيين ... و أنعي كثيراً من رجالها و نساءها بالصمت و التحسر ... فما باليد حيلة ... فأنا كأيّ أحد غادرها ، مقيد بالبعد و لا أستطيع سوى الكتابة و التمني !!
مدينتي الجميلة تقصفها الصواريخ منذ أيام ، لتشوه جمالها و بساطتها ... و يجلس العالم متفرجاً على ضحاياها ... كما تفرّج من قبل على ضحايا مدن جميلة أخرى ... فلا النواح ينفع و لا الشكوى ... لكننا كبشر لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي ... لا نستطيع أن نصمت و حسب ... فإن لم أستطع أن أشارك أبناء مدينتي ألمهم و خوفهم و قلقهم ... فسأكتب عنهم كل يوم حتى تنهك يدي ... لأرثي طفلتنا الأوروبية ... و دمعتنا الرومانية بالكلام ... علّ الرثاء يخمد النار المشتعلة في صدري و يعينني على ألمي !!


MAHER RAZOUK



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية العصبية الدينية
- سيكولوجية الإنسان العربي الكاذب
- قصيدة : كائن غريب
- مؤمن خلوق أو ملحد داعر !!
- شيزوفرينيا المرأة العربية
- اسطنبول : دفء الحب و قسوة العزلة
- الجرح النرجسي العربي
- قصيدة : كانت جميلة جدا
- الخطأ و الصواب (1)
- الهجرة و الفصام الاجتماعي
- قصيدة بنكهة الروايات العظيمة
- قصيدة اسمها : أبواب الجحيم
- الصراع الشيعي السني في سوريا


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر رزوق - سلمية : الدمعة و الطفلة